11فبراير منقذ أمه
بقلم/ محمد احمد عثمان
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
السبت 09 فبراير-شباط 2013 05:02 م

إحدى عشر فبراير شعلة مضيئة اشتعل فتيلها لتضيء ما حولها من ظلمة وظلام ،نورٌ نابعٌ من ظلمة عقود ماضية استفحل فيها الظلم حتى ضاقت به النفوس وانتشر بها الفساد في كل ركنٍ ومفصلٍ من مفاصل الدولة عقودٌ كانت الكلمة العليا فيها جهل وخوفٌ يسكت كل من تؤول له نفسه أن يتمرد عليهما أو أن يرتشف من رشفة الحرية والجرأة التي تاهت في غياهب السجون والمعتقلات.

عقودٌ نهبت فيها مقتدرات الوطن وتقاسمها أولو النفوذ والقوة والمال ليعيش الشعب تعيسا لا حول له ولا قوة يصارع من أجل البقاء ويحلم بعيشة كريمة

ظل هذا الشعب يموت ليعيش غيره ويعاني ليرتاح ناهبوه وسارقوه فكان من رحم المعاناة مولودا تمرد على حامله تمرد على ظروفه وأخلاقيات فاسدة ،استطاع أن يصنع من نفسه بطلا وأن ينصب نفسه منقذا لشعب غريق انتزعه من بين دوامات وصراعات كادت تهوي به إلى القعر السحيق انتزعه ليجعل منه أيقونة ثورة وشعلة ملتهبة في وجه الظلم والطغيان إنه إحدى عشر فبراير اليوم الذي انقلب فيه الناس على الظلم ،اليوم الذي انتفضوا فيه على أنفسهم وعلى عاداتهم وثاراتهم ليصنعوا فجرا جديدا ،لا ظلم فيه ولا إفساد ليجعلوا العدل والمساواة مبدءان وحاكمان للجميع في هذه الأرض الطيبة ، اليوم الذي ظهر فيه الشباب أكثر تسامحا ووعيا متسلحين بالسلمية السمحاء التي لا يهزمها أحد ولا يكسر عزيمتها رصاصةٌ بندقيةٍ أو مدفعٍ أهوج ،لقد كان إحدى عشر فبراير يوما مشهودا وتاريخا محفوظا سطرته دماءٌ طاهرة وأيادٍ للحاضر بانية وعيون  للمستقبل ناظرة نقشته على جدران الحياة لتعيش على إثره الأجيال القادمة

لقد كان يومٌ للذكرى وواقعٌ لا ينسى انتصرت فيه الأيادي البيضاء على القلوب السوداء على البنادق والبيارق الهوجاء،انكسرت فيه مدافع الموت والإذلال أمام صمودٍ وعزيمةٍ فاقت الخيال ،لقد كانت قصة شعبٍ وأغنية أمه وأهزوجة أمٍ فقدت أبناءها لتحيا أمه