قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
حَوْلين كاملين على ولادة ثورتنا.. لم يكفيا لتمام رضَاعتها، ولعلها تبغي المزيد...
عامان مرَّا وفِصامها مُتعثرٌ.. لم يروها بعدُ ما قد رضعتْ من دمِّ الشهيد...
عامان وساستنا يتخاصمون تحت ظلالها ..
قد أقسموا كلاً يريد صِرامها...
كلاً يريد قطف ثمارها ...
ونسُوا بأن شبابها لازال في الساحات يرقبُ من بعيد.
***
عامان أرواحٌ تطاردنا ..
تعاتبنا .. تؤنبنا .. تحاصرنا...
تستنهض الجزء الذي ما زال حياً في ضمائرنا..
وتذكرنا.. بعهد قد قطعناه ..
ثم نسيناه ..
أو تناسيناه ..
إنه القَسَم المزمجر من حناجرنا ..
في الهتافات ..
وبالصلوات ..
ومنابر الساحات ..
والطرقات ..
أنا يا شهيد .. عن طريقك لن نحيد.
يصادف الحادي عشر من فبراير الجاري الذكرى الثانية لثورة اليمن الشبابية السلمية، تلك الثورة التي بعثت الأمل لجموع اليمنيين بعد ليل طويل من المعاناة والحرمان، لكنها كمثيلاتها من ثورات الربيع العربي واجهت في طريقها مخاضات صعبة وعثرات كثيرة، أهمها كان طول الفترة الزمنية التي ظل فيها الرئيس السابق يراوغ و\"يدعمم\" والتي كانت رهانه الأقوى في بداية الأمر، ظناً منه بأن طول الفترة ستصيب الثوار بالسأم وبالضجر ثم سينصرفون عن الساحات، لكن المعتصمين خيبوا ظنه بثباتهم وقوة عزائمهم، الأمر الذي أغاضه كثيراً وقاده إلى استخدام أساليب أخرى أكثر ترهيباً، أدت به إلى ارتكاب أخطاء وحماقات ساعدت وبقدر كبير في الإسراع بعجلة التغيير، وكانت جمعة الكرامة أول أخطاءه التي أدت إلى انهيار منظومة النظام، والتي كانت بمثابة المحطة الأولى التي بدأ يفقد فيها شرعيته كنظام حاكم.
وبقدر ما كانت جمعة الكرامة أول المحطات في مراحل الانهيار للنظام، فقد لفتت الأنظار وبخاصة دول الجوار إلى أن هناك فعلاً ثورة حقيقية في طريقها على ما يبدوا إلى تحقيق التقدم والنجاح في اليمن، وبدا الأمر مخيفاً ومقلقاً لأطراف عديدة في تلك الدول، إذ أنها رأت على ما يبدوا بأن انتقال النموذج من مصر إلى اليمن بذاك القدر من السرعة أمر فيه قدر كبير من الخطورة على مصالحها من وجه نظرها، فسارعت لفعل شيء ما بعد التشاور والتنسيق مع الأمريكان، حتى تبلور بعد ذلك مع سُمى بالمبادرة الخليجية، التي تم تعديلها عدة مرات لتكون مرضية للرئيس السابق، والتي خرجت فيما بعد بتلك البنود التي نعرفها جميعاً.
بدت المبادرة الخليجية في ظاهرها على أنها حرص من قبل المبادرين على حقن دماء أشقائهم في اليمن، وهو ما تحقق فعلاً على أرض الواقع، إلاّ أنها في الباطن كانت تهدف إلى كبح جماح الثورة وإيقافها عن المضي قدماً في تحقيق أهدافها، وهو ما استطاعت تحقيقه على أرض الواقع أيضاً ، بمعنى أنها قد استطاعت من خلال تلك المبادرة تحقيق الهدفين معاً، ولم يكن على الطرف الآخر يومها، المحسوب على الثورة اليمنية وهو اللقاء المشترك، إلاّ القبول بتلك المبادرة كحل واقعي ومقبول نسبياً، رغم معارضة شباب الثورة له في بداية الأمر ثم قبولهم الحذر فيما بعد، شريطة أن تؤدي نتائجه في نهاية المطاف إلى تحقيق أهداف ثورتهم.
واليوم وبعد مرور عامين على الثورة لا يبدوا بأن هناك شيئاً جوهرياً قد تغيّر على واقع الأرض، على الأقل بخصوص المطالب الرئيسية لشباب الثورة، والتي يأتي في مقدمتها القصاص للشهداء ومحاكمة القتلة من رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس صالح نفسه، وكذلك هيكلة الجيش وإنهاء حكم العائلة، ليس بمجرد إصدار قرارات وحسب ولكن بتنفيذها عملياً على واقع الأرض، أضف لذلك الأداء الضعيف لحكومة الوفاق، وإخفاقها الواضح للعيان في ملف الأمن، وفي جهود مكافحة الإرهاب، وكذا مكافحة الجريمة والتهريب، كما أن المواطن لم يلمس تحسناً ملحوظاً على صعيد الخدمات التي تلامس حياته اليومية.
على الجميع أن يقدم اعتذاراً للشهداء في الذكرى الثانية للثورة، وعلى الشباب تقع المسئولية الأكبر في إيجاد بدائل جديدة للتصعيد الثوري \"السلمي\"، وابتداع الرؤى والأفكار التي من شأنها الدفع قدماً بعجلة التغيير نحو الأمام، والضغط على الرئيس هادي وحكومة باسندوة لاتخاذ خطوات عملية فاعلة وملموسة، تلبي مطالب الشباب وتحقق أهداف ثورتهم، وأن لا يثقوا كثيراً بالقادة السياسيين، وعليهم ألاَ يعولوا كثيراً على المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، أو حتى على الحوار القادم الذي نأمل ونتمنى أن يُكلل بالنجاح، لأن كل تلك الأطراف مجتمعة ليسوا معنيين بالتصعيد أساساً، وهم لن يكونوا ملوكاً أكثر من الملك، وما حك جلدك مثل ظفرك.