على شُرفة الانتظار
بقلم/ جلال غانم
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 06 مارس - آذار 2013 07:43 م

على إيقاع تساقط أوراق النردي , وفي أواخر الشتاء بعض الحكايات التي اخترناها من على قُرانا النائية , برد وماء وساعات من التأمل والانتظار .
قوائم تأخذنا برهة ولا نعرف معها كيف نشكو ساعات الفراغ , موتنا العاري , رياحنا العاتية فقط أن نحلم بعظم مفتوح , بجروح تلتهب في أول ساعات المواجهة , ليل لا يبقي على من أحببناهم فقط مُهمته أن يُرحلهم وسط آلام عاطفية تتبدل وفق مقياس اللحظة , حاجات كثيرة وسط التوهان وآتون الحياة المُستعرة تظهر لنرى بها بداية أفق نُمجده ونُصلب في ميدان الحياة لأجله لنعرف في لحظة خاطفة أن كل ما يحصل سراب تفرزه ظُروف وتناقضات الحياة اليومية المُقرفه .
في بداية الأفق نُقطة ومخرج هذا هو حُلم الطامحون , حُلم الباحثون عن أوطان تتوزع بين الشرايين المُتعبة , بين ألأبجديات اللاهثه وبين كلمات لأغنية لم تنتهي , لم تتبدل , لم تُصاب ببرود يفصل بين إيقاعها الجميل وبين قُبح ذكرياتها التي تنتهي بحالة موت مُفجع .
يا إلهي ...؟
شُعوب ترقص على أوركسترا , على إيقاع الحياة الجميلة , وشُعوب مُعلقة بين شكلية الانكسار , بين اللازم وغير اللازم , بين الفائض والمُستباح .
علاقات كثيرة لا تختصر حياتنا بجموح صارخ , بُرعب يُدب في الجسد المنهك , بل تأخذه في غيبوبة تنتهي بحالة مُوت مُفجع .
على أكثر من حافة نقف , أكثر من حالة مواجهة نصمد , نسقط , نعيد كرٌه المواجهة , نبدا بصرخات ثائرة ثم ننقلب عقب هذه الصرخات إلى مُهرجين .
ماذا نرى على شُرفة الانتظار هذه سوى غصات مُتتالية تأخذنا بصراع يومي لا ينتهي بخوف ثابت أو موت ثابت أو حياة مُمكنة .
فقط حالة تناقضات يومية لـــ نتشبث بأعراقنا , بشعاراتنا التي نغزلها بفتيل حزبي , برائحة قبيلة مُنفرة , بـــــ نارجيل الحاكم وأذيال وصُراخ المُعارضة .
هذه هي مُجتمعاتنا بين ظالم ومظلوم بين , بين حياة تمشي على قطار إحدى عجلاته تُعاني من عُطل خوفا من التقدم إلى الأمام , لنرى في كُل حاضر غُرزه وعُطل في ماكينة الحياة نفسها .
على تُرهه الوقت , تُرهه الإنتظار نحلم , على كُل جثة قتيل نرى فيه مصدر إلهام لإشعال جذوة الفلاحين , كي نبني على جماجمهم وأحلامهم البسيطة أوطان تموت في أول مواجهات مع ظروف الحياة .
نحن من يحلم , ونحن من يموت , نحن من نصنع من أعشاشنا البسيطة أوطان لا تموت برصاصات حاكم , بسُحنة فاسد يستبيح أعراض الناس , ونحن من نرى في الأمل مصدر لإيمان لا ينتهي مع موت جيلا مُعين , لا ينتهي مع أضراس رجل دين يغرزها في عُقول أبناءة ليرى في هذا الآخر مصدر للعداء , مصدر لقتال الناس , ويرى في كُل شيء دارج عن شكلية هذا التعليم المُتسلط على العقل حالة إفرازات سيئة للغرب للثقافة التي تتنافي مع عقلة المخبول .
في شُرفة الانتظار ورده تخاف الذبول ,امرأة نسيت جسدها القمحي على سرير النُعاس , في شُرفة الانتظار سلسبيل من الحالمين , هديل من طيور الحمام , فُقاعة ربيعية , حبر كوني , وجيل مُتصلف ينسف هذا الانتظار لتأسيس أوطان لا تموت مع اليأس , لا تتصدع بعقلية حاكم وطاغية .
على شُرفة الانتظار نحجز أوطان جديدة برداء جديد , أوطان غير قابلة للبيع والشراء , غير قابلة للمزايدة , غير قابلة للانتهاء والزوال .