السفير الأمريكي : لن نسمح بتقويض الحوار ووحدة اليمن
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر
الأحد 24 مارس - آذار 2013 09:05 م

 

قال السفير الامريكي بصنعاء جيرالد فيرستاين إلى أن واشنطن على علم بأن إيران هي مصدر الأسلحة التي تم تهريبها إلى اليمن، موضحا أن على سالم البيض هو الشخص الوحيد بين القادة الجنوبيين الذي ينفذ الأجندة الإيرانية في اليمن.
ووصف فيرستاين ، مؤتمر الحوار الوطني بـ"الفرصة التاريخية" لحل المشكلة اليمنية سلميا ..مشيرا الى إن الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة في إعادة هيكلة الجيش اليمني.

وقال السفير في مقابلة مع قناة "العربية" أنه يتم التخطيط حاليا للمرحلة الثانية لإعادة هيكلة الجيش اليمني، موضحا أن إعادة الهيكلة ستتم بالتزامن مع إجراء الحوار الوطني.

نص الحوار :

ـ بدأ الآن مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اعماله.. هل كان الطريق للوصول الى هذا المؤتمر سهلاً او صعباً.. صف لنا من خلال الدور الدولي الذي شاركتم فيه؟

اعتقد ان هذا نجاح كبير، ونرى ذلك بطبيعة الحال بفضل جوهر التحول السياسي الذي تقدمت به مبادرة دول مجلس التعاون الخليجية، والتي تم التوقيع عليها في ديسمبر عام 2011، والآن نعيش مرحلة يتوجب بها اتخاذ عدة قرارات في سياق مواجهتها لتحديات عدة ونأمل ان يتم العمل على حلها، الامر الاكثر اهمية هو رغم التعقيدات التي اكتنفت التحضيرات لعملية الحوار الوطني والتي اخذت في الحسبان الصعوبات التي يعيشها اليمن والرؤى المختلفة لكافة اطيافه لكن اليمنيين كانوا يحضرون لهذه العملية من خلال اللجان التحضيرية واستطاعوا ان يحققوا تقدماً كبيراً بالتوصل الى نتائج مرضية.

ـ هناك ايضاً اشكاليات برزت عشية انعقاد المؤتمر، بعض فصائل الحوار الجنوبي لا تزال مقاطعة في هذا المؤتمر، بعض الشخصيات اعلنت عن عدم مشاركتها وسجلت تحفظات بما فيها احزاب اللقاء المشترك.. هل هذا سيؤثر على مؤتمر الحوار؟

إن موقفنا كان ثابتاً على الدوام، وإن قرار المشاركة من عدمه في الحوار الوطني يبقى متروكاً للأفراد وبقية افراد المجتمع، وعليهم ان يتخذوه بأنفسهم، وما من قاعدة او متطلبات تفرض على مشاركة الشعب في الحوار ونرى انه يشكل منبراً يجمع الناس للوقوف على كيفية تذليل التحديات التي تواجه البلاد. والقرارات سوف تتخذ من قبل الاشخاص المشاركين في الحوار وإذا ما اختار احدهم التغيب فهذا القرار متروك له، لكن في نهاية المطاف الامر المهم هو وجود الاشخاص الـ565 الذين قرروا ان يكونوا جزءا من هذه العملية.

ـ هل تعتقدون ان من يشاركون في المؤتمر عن الجنوب كافين لتمثيل القضية الجنوبية خاصة وأن هناك معترضين او ممتنعين عن الحضور يتبنون الكفاح المسلح؟

نعتقد ان القرارات التي تم اتخاذها نتيجة للحوار الوطني يجب ان تكون هي الحاسمة فيما يخص الخلافات القائمة بين الشمال والجنوب، ونعتقد ان هناك تمثيلا جيداً من الجنوب ونثمن ما قدمه الرئيس هادي شخصياً من جهود حثيثة من خلال زيارته للجنوب والاجتماع مع مجموعة من القيادات هناك، ونأمل ان يتم تمثيل بعض القادة الجنوبيين الذي تغيبوا ان يعملوا على المشاركة في الحوار الوطني من اجل زيادة عدد ونطاق الممثلين لكن يبقى الحوار الوطني هو المنبر لاتخاذ القرار، والناس المشاركون في الحوار هم من سيتخذون القرارات لحل المشاكل وأما من اختاروا الابتعاد عن الحوار فهذا من حقهم لكنهم في نفس الوقت قرروا انهم لن يكونوا جزءا من حل مشاكل اليمن.

ـ هناك بعض القيادات يبدو انها مدعومة من اطراف خارجية علي سالم البيض الذي يقال بأنه مدعوم من ايران ربما هو الوحيد الذي يدعو الى الكفاح المسلح؟

يشكل الحوار الوطني فرصة تاريخية ونقر بأن ما حدث في السابق في الجنوب هو امر يؤسف له والتظلمات التي عبر عنها اهل الجنوب في الطريقة التي عوملت بها منطقتهم من عام 1990 هي تظلمات مشروعة ونتوقع ونأمل انه من خلال عملية الحوار الوطني ان يتم ايجاد الحلول وطي صفحة الماضي والانتقال للعمل من اجل المستقبل وهذا من شأنه ان يضمن لجميع اليمنيين فرصا متساوية في المجتمع وما من بديل لذلك لأن التهديد بالعنف واستخدامه في محاولة لتقويض الحوار الوطني والتدخل في وحدة اليمن هي مسألة غير مقبولة بالنسبة لنا ولجميع الاسرة الدولية.

ـ ما يطرح من وصول شحنات اسلحة من الخارج لبعض الاطراف سواء في الشمال او في الجنوب هذه ألا تشكل تهديدا ايضاً للاستقرار الذي يسعى المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية الى تثبيته في اليمن؟

هذا سؤال جيد للغاية وهناك جانبان للإجابة، الجانب الاول هو انه من خلال الحوار الوطني والتنفيذ الناجح لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي نأمل ان يستطيع اليمن من حل كافة المشاكل العالقة ولاسيما المشاكل التي تؤدي الى زيادة العنف في المجتمع وتسليح المعارضة المناوئة للحكومة اليمنية لذا نأمل من التحول السياسي الذي نعيشه الآن ان نستطيع ازالة بعض من هذه المشاكل من النسيج السياسي والاجتماعي في اليمن وان نسمح للبلاد بالتقدم وبناء مجتمع سلمي وديمقراطي، من جهة اخرى نعلم ما هي مصادر التسلح ونعلم ان ايران تقف وراء التسليح من خلال علاقاتها مع بعض المجموعات داخل اليمن بغية خلق الفوضى وعدم الاستقرار وإثارة العنف في المجتمع، لذا هناك سلوك تبذله الاسرة الدولية لتغيير السلوك الايراني نظراً لأن ايران باتت مصدراً للتهديد وعدم الاستقرار الاقليمي وسنكون بدورنا قادرين على وقف التدخل بشئون اليمن الداخلية.

ـ هل حصل بينكم وبين أي من القيادات الجنوبية في الخارج أي اتصال كولايات متحدة امريكية او كالمجموعة العشر لإقناعهم بالابتعاد عن إيران، بالدخول في الحوار؟

بكل تأكيد لا نعتقد ان غالبية اعضاء القيادة السياسية للجنوب هي خارج اليمن وأنهم تحت إمرة ايران وسيطرتها والوحيد الذي يمثل وينفذ الاستراتيجية الايرانية في اليمن هو اسامة عبيد الذي ورد ذكره في بيان للرئاسة الامريكية قبل بضعة اسابيع لكن فضلاً عن ذلك بالنسبة لكبار عناصر القيادة في اليمن الجنوبي نذكر ناصر محمد وحيدر العطاس وكان هناك اتصالات معهما ليس عن طريقي شخصيا بل عن طريق زملائي البريطانيين والاتحاد الاوروبي وجهات اخرى والروس ايضاً بقوا على اتصالات مستمرة معهم من اجل حثهم على المشاركة.

ـ ما هي الخطوات التي نتوقع ان تدعمون الرئيس في تنفيذها بشكل موازٍ للحوار الوطني الذي سيستمر اشهرا؟

فضلاً عن الدعم المقدم للحوار الوطني بحد ذاته الولايات المتحدة لا تزال تضطلع بدور اعادة تنظيم القوات العسكرية ونتوقع عودة فرق التخطيط التابعة لنا الى صنعاء قبل نهاية شهر مارس من اجل اتمام عملها بالتعاون مع اصدقائنا الاردنيين من اجل تنفيذ المرسوم الذي اصدره الرئيس هادي في ديسمبر ومن اجل التخطيط للمرحلة الثانية من اعادة التنظيم، وهذا يسير بالتوازي مع الحوار الوطني في مسار منفصل، وسوف نستمر في تقديم مساعدات التنمية وقدمنا سلفاً ما يقرب من 75% من برنامج المساعدات التي تعهدنا بها في مؤتمر المانحين المنعقد وسنعمل على اتخاذ الخطوات التي من شأنها ضمان تعهداتنا والعمل بصورة لصيقة مع حكومة اليمن.

 

ـ سعادة السفير انتم متهمون بأنكم تدخلتم مع اطراف اخرى لتحويل ثورة الشباب الى عملية مصالحة سياسية فهل بالإمكان ان توضحوا ما المخاطر التي قادت الى هذا التدخل، ثم هل مطالب الشباب ستحقق من خلال مؤتمر الحوار الوطني؟

بعيداً عن التدخل في ثورة الشباب من وجهة نظرنا الاتفاقية التي تم التوقيع عليها ومبادرة دول مجلس التعاون والعملية التي نضطلع بها الان ما هي الا تحقيق لأهداف ثورة الشباب الذين طالبوا بتغيير الحكومة والحصول على فرص جديدة وطالبوا بضرورة سماع بعض الاصوات الجديدة من النساء والشباب ليكون لهم تمثيل اكبر وطالبوا باتخاذ قرار لمواجهة بعض التحديات ولاسيما العلاقات بين الشمال والجنوب، مطالبات الشباب هي على طاولة البحث الان وفرصة تحقيقها موضع اهتمامنا وهذا - من وجهة نظرنا -يشكل أنموذجاً للمخاوف والمشاكل التي اثيرت ليس في اليمن فحسب بل في جميع انحاء المنطقة عام 2011، كيف يمكن ان نعالج هذه المشاكل والمخاوف من خلال حوار سلمي وتغيير سياسي، نرى ان هذا سيكون مثالا عظيما عن كيفية تعاون اليمنيين من اجل حل مشاكل المجتمع بطريقة سياسية وسلمية.

الشباب يرون بأن بعض مراكز القوى القديمة موجودة في المؤتمر وهي التي ربما تتحكم بمخرجات الحوار الوطني وهناك ايضاً من المتهمين او ممن يصفونهم بالملطخة ايديهم بدماء شباب الثورة يشاركون اليوم في الحوار فأعتقد كيف هذا يتم القبول به من بعض الاطراف السياسية ومنكم انتم رعاة هذه التسوية؟

اعتقد صراحة انه من اجل ضمان تمثيل القوى والحركات السياسية الكبرى في اليمن فلا بد لهم من التوافق على اختيار مرشحيهم كان يمكن الحل ان يصل الى قيام كل طرف بالطعن بممثل الطرف الاخر ومن الواضح ان هناك اشخاصا كثر في المجتمع خضعوا لتدقيق على مستوى سجلاتهم وهناك البعض الاخر ممن لا تؤهلهم سجلاتهم للتمثيل ونأمل ان تجتمع الاطراف في الحوار الوطني بنوايا طيبة وأن تكون الجهود المبذولة عنصراً ايجابياً في حل هذه الخلافات وندرك انه في الحوار الوطني سيتم تشكيل لجنة تأديبية وفهمنا من مناقشتنا مع قيادات الحوار انه سيتم استخدام الاجراءات التأديبية المعمول بها وقواعد الحوار الوطني لعزل أي ممثل يسعى لتقويض اهداف او اغراض الحوار.

ـ هناك مشكلة رئيسة تتعلق بإعادة النظر في شكل الوحدة والدولة والنظام السياسي في اليمن.. هل ممكن ان تساعدوا اليمن في اتجاه بوجود يمن واحد او يمنين او اكثر من يمن؟

بكل تأكيد الولايات المتحدة ومعها بقية الاسرة الدولية تدعم وحدة اليمن وأنا واثق انه في نهاية هذه العملية سنتوصل الى اتفاقيات تضمن انتقال اليمن الى مستقبل افضل وللحديث بشكل مفصل عن ذلك ولمعرفة ما هو شكل الدولة المتوقعة وما اذا كان اليمن سيضع نظاماً محلياً او اتحادياً، هذه القضايا سيقررها اليمنيون في سياق الحوار الوطني.

ـ هناك اكثر من خيار بالنسبة للفيدرالية.. أي الخيارات تفضلونها فيدرالية من اقليمين او فيدرالية متعددة الاقاليم؟

هذه القضايا ستتم مناقشتها في الحوار الوطني ولا يوجد لهذا السؤال اجابة صحيحة او خاطئة لدينا خمسون ولاية وتسير الامور على ما يرام بالنسبة لنا، لكن يبقى نجاح مثل هذا النظام لدى الاخرين مسألة اخرى لكننا نأمل ان تتم مناقشة هذه القضايا للتوصل الى النتائج المطلوبة.

ـ أعتقد ان الحوار يواجه فعلاً تحديات في اعادة بناء الدولة في وضع دستور جديد في تحقيق المبادئ التي طالب بها الشباب اذا الوقت لم يفِ بالغرض.. هل انتم مع التمديد للرئيس هادي؟

من وجهة نظرنا نستطيع انهاء عمل الانتقال السياسي خلال العامين المحددين ونأمل انه بحلول فبراير عام 2014 سنكون قادرين على الانتقال الى الانتخابات مع حكومة جديدة ورئيس جديد وبرلمان جديد وهذا هو التعهد الذي قطعه الجميع وليس القيادة اليمنية السياسية فحسب بل مجموعة العشر التي تعهدت بتسهيل انجاز هذه المهمة، آمل ان تتبلور الامور على هذا النحو وإذا تعذر انجاز هذه العملية خلال فترة عامين على نحو ناجح سنعمل على النظر في بعض التعديلات بحيث نساعد هذه العملية على التقدم.. المسألة الاكثر اهمية هي ان نحقق نتائج ناجحة إذ لا نرغب ان يتم اختصار بعض عناصر هذه العملية من اجل الوفاء بالموعد المحدد لانجازها ولا نريد ان نتجاهل الاجل المحدد للانجاز لأنه امر يهم الشعب اليمني ايضاً.

 

ـ هل لديكم حلول في مجموعة الدول العشر تسعفون بها اليمنيين اذا الوقت لم يف معهم؟

اذا حان الوقت المحدد لإتمام عملية الانتقال وفقاً للجدول المقرر سنطلب من اليمنيين اقتراح بعض الحلول القابلة للتطبيق والمقبولة لديهم وأنا متأكد ان مجموعة العشر في ظل هذه الظروف ستكون الداعم للقرارات التي حظيت بقبول واسع من الشعب اليمني.

القناة:

ـ كيف تقيمون النتائج التي وصلت اليها الحرب على القاعدة خاصة خلال العامين 2011و2012.. وما برامجكم المستقبلية مع الرئيس هادي لمواصلة الحرب ضد القاعدة؟

فيرستاين:

اقول ان مستوى التعاون الذي حظينا به مع حكومة اليمن خلال هذه الفترة ومنذ انتخاب الرئيس هادي في فبراير 2011 كان مميزا.. كنت في واشنطن قبل اسبوعين وأتيحت لي مقابلة مجموعة كبيرة من كبار الضباط الامريكيين، وأقول ان هذا التقييم هو السائد لدى الحكومة الامريكية سواء لدى البيت الابيض او وزارة الخارجية وهناك تقدير ونظرة ايجابية للتعاون الذي استطعنا ان نحققه مع الرئيس هادي خلال العام الماضي على صعيد إضعاف القاعدة، وآمل ان نكون على الطريق الصحيح لإزالة تهديدات القاعدة من اليمن لأن هذا سيصب في مصلحة اليمن والولايات المتحدة والعالم ككل.

القناة:

الطائرات بدون طيار اثارت جدلا في الولايات المتحدة الامريكية كما اثارت ايضاً جدلا هنا في اليمن، هل انتم بصدد اعادة النظر بدور الطائرات بدون طيار في اليمن ام انها ستبقى تعمل كما كانت عليه في السنوات الماضية؟

 من وجهة نظرنا التحدي الامني الكبير في اليمن ينقسم الى قسمين الاول في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد وبناء يمن قوي بحيث يتعذر معه على منظمات متطرفة مثل القاعدة العمل وتأسيس قواعد او مراكز لها هنا الامر الذي يهدد الشعب اليمني وبقية شعوب العالم، الهدف الثاني هو زيادة قدرات القوات الامنية اليمنية حتى تتولى الصلاحيات العسكرية وإنفاذ القوانين التي تحول دون عمل بعض المنظمات الارهابية والمتطرفة مثل القاعدة في اليمن، وكل ما تقدم عليه الولايات المتحدة لا يتم بدون الاتفاق والحصول على قبول من قبل كبار القيادات السياسية وقد ذكر ذلك الرئيس هادي بنفسه في بعض المقابلات وطالما ان هذا الاتفاق سار مع الحكومة اليمنية حول استخدام بعض الاسلحة من اجل تحقيق بعض الاهداف الفورية فسيبقى الوضع كذلك وهذا قرار سياسي يتخذه الرئيس اوباما في واشنطن والرئيس هادي في صنعاء ونتوقع في هذه المرحلة ان استخدام هذا السلاح سيكون مستمرا.

سعادة السفير لا يسعنا في نهاية هذا اللقاء إلا ان نشكركم على سعة صدركم وكما نشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم والى اللقاء.