الروحاني لهادي : الارث أمامك ثقيل، ولا مجال أمامك الا أن تتحرر‎
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 26 مارس - آذار 2013 04:39 م
 

لقاء صحفي مع السفير الدكتور عبد الوهاب الروحاني

عضو قيادة هيئة أنصار الثورة

حاورة : : علي البطاح

- يوم 18 مارس الجاري افتتح الرئيس هادي مؤتمر الحوار الوطني ، كيف وجدتم البداية هل كانت موفقة ، هل ضمت كل أطياف المجتمع اليمني ؟

· يجب أن نتفاءل بالحوار وبنتائجه رغم وجود الكثير من الملاحظات ، لكن يجب أن نمضي في الحوار، ويجب أن نتجاوز الأخطاء والعثرات ، ولعل الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت المطمئنة .

- ما هي الملاحظات التي تقصدها ..؟!

· كنا نتمنى من الأحزاب ومن الاخ الرئيس عدم تغييب الشباب المستقلين ، والمرأة المستقلة ، ومنظمات المجتمع المدني في قائمة المشاركين في الحوار ، وكنا ننتظر في ضوء أخطاء قوائم الاحزاب أن تعالج قائمة الرئيس التجاوزات ، لكنها – للأسف- جاءت وكررت نفس الغلطة. ونفس الخطأ، إلى جانب غياب ممثلين عن قوى الحراك الفعلية المتواجدة في الساحة.

- الأجواء الحالية المصاحبة لانعقاد مؤتمر الحوار في اليمن هل تراها من وجهة نظرك ملائمة للحوار الوطني؟

·كما قلت يجب أن نتفاءل، ونتفاءل ، وليس أمامنا في مثل هذه المحطات الحرجة غير التفاؤل .. طبعا كنا نتمنى ونرجو من حكومة الوفاق باعتبارها الجهة التي تملك السلطة والثروة أن تعمل على تنفيذ ما يخصها من النقاط العشرين التي أعلنتها اللجنة الفنية ، في إطار تهيئة الأجواء لانعقاد المؤتمر، لكنها فشلت في حلحلة الأوضاع الأمنية التي لا تزال في حالة توتر في مختلف محافظات الجمهورية ، فضلا عن استمرار بعض القوى المشاركة في الحوار في بناء واستنفار مليشياتها المسلحة، وتحريض هذه الأحزاب والقوى السياسية ضد بعضها إعلاميا وسياسيا، الأمر الذي سينعكس سلبا على المتحاورين في مؤتمر الحوار.

-كيف تقرا القائمة النهائية لممثلي القوى السياسية في مؤتمر الحوار ، وهل تعبر تلك القوائم معبرة عن كل شرائح المجتمع؟

بالتأكيد لا، لم تعبر قوائم الأحزاب عن كل الشرائح والفئات، ولم تشمل كل المحافظات، وإنما كررت نفس الوجوه والشخوص ، وعكست نفس العقلية ونفس السياسية والمنهجية التي كان يمارسها النظام السابق في التهميش والإقصاء ، فقوائم الاحزاب والقوى السياسية الممثلة في الحوار ركزت على أسر وعائلات وأسماء بعينها، واستحضرت رموزها التاريخية بفجاجة، دون أن تترك مساحة للجيل الجديد حتى في إطار تنظيماتها وأحزابها.. بمعنى آخر ، لم تستوعب هذه القوى والأحزاب فكرة التغيير الذي خرج الشباب وكل أبناء الشعب الى الساحات من أجلها.

- يرى البعض أن مؤتمر الحوار بالصيغة الحالية إقصاء متعمد للشباب وتكريس فض للفئوية والمحاصصة والشكل السابق للقوى المتخاصمة .ما تعليقك ؟

 نعم ، هو برأيي كذلك، فلم يقصى المستقلون من الشباب والمرأة فقط ، وإنما أقصي شباب الأحزاب أيضاً، وأقصيت قامات ثقافية وفكرية وطنية ونزيهة على مستوى الساحة الوطنية، حزبية ومستقلة، وهنا لا اريد أن أتحدث عن أسماء ، كان يمكن بوطنية وحيادية أن تسهم في اثراء وإنجاح الحوار.

- أطلقت خلال الأيام الماضية مبادرة للتهيئة الإعلامية ، إلى أين انتهى أمرها وهل هناك تجاوب من الجهات المعنية للأخذ بمقترحاتكم ؟

ومتى كانت الأفكار التي تحملها المبادرات – أيا كانت- تأخذ طريقها في بلادنا الى المعنيين وأصحاب القرار ؟!! نحن في اليمن، والوضع لا يزال بحاجة الى وقت، فمن يسيطر اليوم على القرار لا يختلف عمن كان سيطر عليه بالأمس ، الكل جاءوا من بيئة واحدة وثقافة واحدة، والاختلاف هو في المسميات فقط، فطالما لا يزال المعنيون بالتغيير الفعلي ، ومن يحملون فكره ومضامينه خارج اللعبة السياسية ، فالوضع سيظل يراوح مكانة.

-لكن ، لم تقل لي أين انتهى أمر مبادرتك في التهيئة الاعلامية للحوار؟

· انتهى أمرها في عتاب "أخوي" مرير تلقيته صدفة من قبل الاخ وزير الاعلام الزميل البرلماني السابق علي العمراني، الذي كنت أتوقع أن يكون ممتنا لما قدمته من رؤية ناصحة حول دور الإعلام في التهيئة للحوار، وانتهت أيضا في ارشيفات بعض وسائل الاعلام المهتمة التي تداولت تلك المبادرة " المحاضرة". ولذلك نحن نقول بأن مستقبل البلاد مرهون بتعاطي الحكومات الجاد مع الأفكار والرؤى التي تعالج مشاكلنا باتجاهاتها وأنواعها المختلفة، والأخذ بمضامينها أو الاستفادة منها.

- علق بعض الصحفيين على مبادرتكم بأنها تحامل عليهم ، وتجاهلا للمشكلة الجذرية المتمثلة في صراع الساسة واستخدام سلاح الإعلام بشكل مفرط ، ما تعليقك؟!

ليس صحيحا، لم اتحامل على أحد، وانما قصدت الاسهام في المعالجة في قضية هي من صبي تخصصي، كما لم اغفل فيما كتبته عن (دور الاعلام في التهيئة للحوار) جانب سيطرة السياسي على الاعلامي ، ويمكنك الرجوع الى المبادرة ، فهي منشورة لديكم، وقد طالبت فيها بضرورة أن يسبق الحوار تهيئة سياسية وميثاق شرف يتوافق عليه السياسيون قبل الإعلاميون، ويتم باشراف مجلس الشورى، وأن تتوقف بموجبه الحملات السياسية والإعلامية في الاعلام الحزبي والأهلي.

- أثار مقالكم الأخير الذي حمل عنوان (علي محسن الذي يهاجمون) قبولاً واسعاً لدى قوى الثورة ، ولغطا كبيرا في الوسط المتحامل عليه حول دوافعك في كتابة المقال، تعليقكم ؟

انا أقدم وجهة نطري في مختلف القضايا والأحداث من موقعي كمهتم بالجوانب السياسية والإعلامية والفكرية، واللواء علي محسن الأحمر شخصية عسكرية وسياسية مثيرة للجدل ، ولا شك له مؤيدوه ومعارضوه ، محبوه وكارهوه ، وهذا هو حال أي شخصية تتصدر الأحداث ، وكتابتي عن الرجل هي محاولة لقراءة وتحليل شخصية أثارت وثير الكثير من التساؤلات واللغط داخليا وخارجيا ، وتلك في الأخير هي وجهة نظري ، تعجب من تعجب وتغضب من تغضب، فذلك شأنهم، ولن أكن معنيا بمن أساء الي وأشهر سيف السب والشتيمة ضدي ، فهذا النوع من الناس معذور بجهله أو تعصبه وضيق أفقه، ولكن سأكون معنيا بمن حاول ويحاول أن يناقشني في أرائي التي أقولها أو أكتبها بشأن هذه القضية أو تلك .

- مرت علينا قبل أيام ذكرى جمعة الكرامة رسالتك لكل من الشهداء – الشباب – الرئيس هادي – القتلة بلا عقاب – المتحاورين؟؟

ذكرى مجزرة جمعة الكرامة في 18 مارس 2011م ، لن تنسى، لآنها هزت الضمير الوطني والإنساني، وراح ضحيتها ثوار أبرياء ومسالمين، لم يكن لهم ذنب الا أنهم طالبوا بالتغيير.

ورسالتي الى الشهداء هي: أن الشعب لن ينسى تضحياتكم، ولن يسمح باستثمار دمائكم لأغراض ومصالح حزبية وشخصية ضيقة ، فقد ضحيتم من أجل أن تسود العدالة والمساواة ، وتبنى الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها اليمنيون في كل الارجاء. أما رسالتي للشباب فهي دعوتهم عدم الاستسلام ، والى مزيد من التصعيد والثورة ضد تغييبهم وإقصائهم في المشهد السياسي العام، فأنتم أدوات الثورة ، وبالتالي لا بد أن تكونوا انتم أدوات التغيير، لأنه لن يتم إلا بكم.

وللرئيس هادي اقول: أن الارث أمامك ثقيل، ولا مجال أمامك الا أن تتحرر من ضغوط وقيود القوى والأحزاب المتصارعة على المصالح الضيقة.

وللقتلة نذكرهم بقول الله تعالى : (وبشر القاتلين بالقتل ولو بعد حين )، (ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ).

أما رسالتي للمتحاورين :فهي نصيحتهم بالتحرر أولا من كل العصبيات ، ومن ثم الإدراك بأن الحوار هو القبول بالآخر الذي يختلف معك ولا يوافقك الرأي .

- الـــ21 من مارس صادفت الذكرى الثانية لتأييد الجيش المؤيد للثورة بقيادة اللواء علي محسن: كيف تقبلت هذا الحدث، حدثنا عن ما شعرت به يومها ؟؟

· أيقنت بأن الوطن لا يزال بخير، ومن هناك استشرفت آفاقا جديدة للحل السلمي وحقن الدماء.

-ما هو الدور الذي أداه الجيش المؤيد للثورة من وجهة نظرك كأكاديمي؟!!

كان دورا مفصليا وهاما، وأحدث توازنا في القوة، ولولا ذلك الدور البطولي، لكان حال اليمن أكثر دموية وكارثية ومأساوية مما تعيشه اليوم سوريا.

-البعض يتهم الجيش المؤيد للثورة بأنه تسلق على الثورة وسرقها ،، ردكم ؟!!

إذا كان من اتهام لأحد بالتسلق على جثث الشهداء وسرقة الثورة، فالأجدر أن يوجه هذا الاتهام الى الاحزاب والقوى المتصارعة على الحصص والمواقع في مختلف أجهزة ودوائر الدولة، أما الجيش المؤيد للثورة، فقد اكتفى – برأيي- بحماية الساحات ، ودعم مطالب التغيير سلميا. ودليل ما نقول أن هيئة أنصار الثورة بعيدة عن المحاصصة والتقاسم القائم.

- لو عاد الزمن للوراء ولم ينضم اللواء علي محسن والجيش للثوار ، قراءتكم لما كان سيحدث حينها ؟؟!!

· لكانت المعارضة قد أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

-المنضمون للثورة سواء كانوا دبلوماسيين أو أكاديميين أو عسكريين هل رعتهم الثورة ، أم تم إهمالهم من وجهة نظرك؟

لا يستطيع أحدٌ أن يهمل أحداً أو يتجاهله، فحتى القوى والأحزاب التي صعدت الى السلطة هي في وضع لا تحسد عليه ، والثورة لم تنتصر بعد ، فقد أجهضها التقاسم والمحاصصة بين شريكي السلطة، وبسبب هذه الكارثة نشهد غيابا تاما لما سمي بــ(المجلس الوطني لقوى الثورة) الذي ولد ميتا، الى جانب تفكك كثير من قوى الثورة ، وانفراط عقد الشراكة مع المشترك، وبإمكانك أن تسأل قادة المشترك ، هل لا يزال لديهم شركاء ؟؟!!

- تقييمك كأكاديمي لأداء الرئيس هادي والحكومة خلال الفترة الماضية؟

الرئيس هادي يحارب طواحين الهواء، ومشكلته تكمن في عدم تسوية ملعب المؤتمر، ووجوده بين قوى متربصة وغير مخلصة، أما الحكومة فقد تربعت على عرش الفشل ، وأثبتت أنها لا تجيد غير الفشل شيئاً ، وهي في وضع بائس لا تحسد عليه. اليس رئيس الحكومة لا يعرف شيئا - كما يقول...!!!

-صالح يحتجب عن محبيه ، كيف تقرأ هذا الاحتجاب ؟

بحسب وسائل إعلام الرئيس السابق ، فصالح يحتجب لكتابة مذكراته، وهذه مقدمة لمرحلة جديدة ستساعده على الانهماك في إعادة قراءة أحداث الماضي، وهي مناسبة للتأمل فيما كان، والتدبر فيما سيكون.

-نظرتكم لمستقبل اليمن ، متفاءل ، يائس ، متخوف ،، نود معرفتها ؟

أنا متشائل على رأي الأديب والسياسي الفلسطيني اميل حبيبي.

- كلمة أخيرة :· هي ما قاله المرحوم البردوني:

يمانيون في (المنفى) ومنفيون في (اليمن)

جنوبيون في (صنعاء) شماليون في (عدن)

ترقى العار من بيع إلى بيع بلا كفن

 ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني

انتهى