الحوار سلاح ذو حدين
بقلم/ د شوقي الميموني
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 26 إبريل-نيسان 2013 03:21 م

في يوم 18 مارس 2013 تحدد موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في بلادنا الذي طالما انتظرناه, الحقيقة إنني احترت مثل غيري لماذا اختير ذلك التاريخ بالذات هل كان يقصد به تخليدا لذكرى أكبر مجزرة في تاريخ اليمن الحديث (جمعة الكرامة) أم طمسها من الذاكرة واستبدال الحوار بدلا عنها.؟ لا يهم فكما قال طرفة ابن العبد ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود.

المهم ان الحوار قد بدأ وفي تصوري أنه خيارنا الأفضل للخروج من الدوامة التي تعيشها بلادنا هذه الأيام.

مؤتمر الحوار الوطني تم الإعداد له مسبقا بصورة مدروسة بشكل جيد فنياً ومالياً ونفسيا وغيرها من الأمور المساعدة على إنجاحه ولكن!!!

الذي لم أفهمه ولم يفهمه غيري ! كيفية إختيار المشاركين في مؤتمر الحوار ؟ وماهي المعايير والأليات التي أعتمد عليها لاختيار الشخصيات المتحاورة والتي من المفترض أن تخرج بحلول ورؤى ترسم صورة لليمن في المستقبل بشكل يتفق عليه الجميع.

للأسف الواقع يقول غير ذلك فمن خلال مروري على قوائم أسماء المتحاورين لم أجد من بينهم من العلماء والحكماء والسياسيين والمثقفين وأصحاب التخصص إلا النذر اليسير أما الغالبية العظمى شخصيات غير معروفة بأي من تلك الصفات المذكورة.

من وجهة نظري الشخصية أن الاختيار بهذا الشكل لم يكن عفوي بل كان مقصود لإيجاد خليط غير متجانس من الأفكار والقناعات المتنافرة بحيث يصعب الوصول الى قواسم مشتركة أو الاتفاق على رؤية موحدة نابعة من قناعة وطنية تعكس حلا شافيا لمشكلات بلادنا الشائكة.

حينها فقط يأتي دور التدخلات والوصاية الخارجية سواء كانت دولية أو إقليمية لفرض قناعات معينة وحلول للقضايا المطروحة على طاولة الحوار لا تعبر مطلقا عن أمال وتطلعات أبناء شعبنا اليمني الذي يسعى اليها.

اذا كانت وجهة نظري صحيحة وهذا ما يعكس نفسه على الواقع فهي معضلة وعقدة وضعت بعناية في مكان ماء من الحبل لإتاحة الفرصة بشكل ملائم لفرض رؤى وحلول لقضايانا المطروحة على طاولة الحوار تتبنى وجهة نظر معدها وبالتالي فرضها وتبنيها من قبل أعضاء الحوار كي توهم المجتمع اليمني والدولي أنها نتائج لما اتفق عليه اليمنيين في حوارهم !! وإذا نجح هذا التكتيك لا قدر الله فان الحوار سينحرف عن مساره الصحيح وسنعود الى دوامة التدخلات والوصاية الخارجية للسيطرة على قرارنا واقتصادنا وطريقة عيشنا وحتى على أمورنا الشخصية وقد يصل الأمر الى المساس بثوابتنا الوطنية ومعتقداتنا الدينية.

ولتفويت الفرصة وإبطال سحر ذلك السيناريو المعد بعناية لابد من مشاركة المجتمع اليمني بكل فئاته في مؤتمر الحوار الوطني, متمثلة بالتالي:

التنسيق الكامل بين العلماء والسياسيين والأكاديميين وأصحاب التخصصات المختلفة والعسكريين ومنظمات المجتمع اليمني في مختلف محافظات الجمهورية لإيجاد مؤتمر حوار ضل تتم فيه دراسة القضايا المطروحة للنقاش في مؤتمر الحوار كل قضية على حده وإشباعها دراسة وتحليل والخروج برؤية وطنية موحدة بعيدا عن التدخلات والضغوط الخارجية وبالتالي عرضها على أعضاء مؤتمر الحوار لتبنيها وطرحا بقوة كحلول شارك فيها المجتمع بأكمله.

هناك فعلا من بداء بتطبيق الفكرة وهي بادرة طيبة وروح وطنية نشكرهم عليها وأدعو كل التكتلات والتجمعات والمنظمات المجتمعية والشخصيات القادرة على تحليل المشكلات وإبداء الرأي للإسراع في تطبيق الفكرة والعمل لها لأن الوقت يداهمنا ولم يعد منه الكثير .