آخر الاخبار

الحوثيون يبدأون عمليات الإتلاف ل13مليار من العملة المحلية ويفرضون تداول قرابة 30 مليار من العملة المنتهية وغير قابلة للتداول الإنساني محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''

يمن بلا كهرباء..
بقلم/ د. محمد حسين النظاري
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 27 مايو 2013 05:28 م

لست متشائما، ولا أحب أن أكون كذلك، ولكنهم يجبروني، كما هو الحال مع بقية سكان بلادي، على أن أكون في أعلى درجات التشاؤم.. أخبروني كيف استمر في تفائلي –الذي لا أريد فراقه- وأنا أرى بلادي تدمر على أيدي من يدّعون أنهم أبناؤه... كهرباء، نفط، غاز، اتصالات، انترنت.....الخ، جميعها تتعرض كل ساعة لأبشع الاعتداءات.

يبدوا أننا مقبلون على يمن بلا كهرباء، فالمسكينة لن تقوى على ان تظل منتصبة، وهي تجد كل يوم مجرما يتربص بها، والغريب أنه معروف باسمه وصفته ورقم هاتفه، ولا يجد من يقول له حتى عيب استحي من فعلك القبيح، ناهيك عن الإمساك به وتقديمه للمحاكمة.

إن ما يحدث للعنصر الأساسي -الكهرباء- الذي يبقي الحياة الاقتصادية مستمرة، لا يمكن تفسيره سوى بأن هناك هدنة بين الدولة والمجرمين، وإلا كيف نفسر عدم اصطياد من يصطادون يوميا أبراج الكهرباء في وضح النهار.. والمخزي أن الجهات الأمنية، تذيع على المواطنين اسمه ومواصفاته وأرقام تلفوناته، وكأنها تقول لهم: أنا عاجزة، تفاهموا انتم معه بالطريقة التي ترونها مناسبة.. أي مهزلة تعيشها الدولة.

لم نرى الكهرباء في مدينة رداع طوال أسبوع كامل، بينما أصوات الرصاص لم تغادر مسامعنا، وتحليق الطائرات فوق رؤوسنا.. نتعجب كيف تحوم طائرات لاصطياد مجهولين، بينما تغض الطرف عن مجرمي الكهرباء، وهي تعرفهم واحداً واحداً.. ألا يستحق الأمر الاستغراب، أم أن الاستغراب قد تم قطعه كما هو الحال بالكهرباء.

ما الداعي لأن تبقى المحطة الغازية والأبراج الناقلة للكهرباء في محافظة مأرب، أليس من العقل والمنطق أن يتم نقلها الى مناطق آمنة؟؟ اعتقد ان تكاليف النقل او إنشاء محطة جديدة يوازي الخسائر التي تتكبدها الدولة من جراء الاعتداءات المتكررة، هذا بالإضافة الى الذين يموتون يوميا في المستشفيات بسبب هذا الإجرام اليومي.

اجزم بأن المسؤولين لا يهمهم حال الكهرباء، فكل واحد منهم قد امتلك مولدا كهربائيا ينير حارة بأكملها، لوحده فقط، فيما مدينته في ظلام دامس... وهنا أشير إليهم بأن يغلقوا مولداتهم ليوم واحد فقط، حينها سيشعرون بما يشعر به بقية المواطنين.

سئمنا من الوعود المتكررة، خاصة الصادرة عن الجهات الأمنية، فتلك الجهات تتفنن في الوعيد، وليتها تسكت، لأن رد المخربين أسرع من صوت وعيدهم، فكلامهم ينقلب وبالا علينا نحن المواطنون، فكلمة منهم تبقينا أياما بلا كهرباء.

هناك من يساعد ويمد هؤلاء المخربين، لأسباب سياسية، والضحية المواطن المغلوب على أمره، فالصراع على السلطة انتقل الآن من الشارع الى أبراج الكهرباء، والضغط يزداد من أجل التأثير سواء بكسب نقاط سياسية، أو لإثارة المواطنين ضد الدولة، وهذه الاخيرة لا تقوى على فعل شيئ، فلا هي خرجت ببيان رسمي تبين من خلاله للشعب من هي الجهات التي تقف وراء المخربين، وطبعا بالدليل، فلا نريد كلاما إنشائيا، بل أدلة وبراهين.

وحتى نجد حكومة قادرة على إنصافنا من يد هؤلاء المجرمين، نقول يد الله فوق أيديهم، وسيقذف الله بهم وبمن يعينهم في ظلمات جنهم... حينما تقف كل نفس ماتت بسبب احتياجها للكهرباء، وتقتص منهم يوم لا ينفع مال ولا بنون، وبطبيعة الحال لا شيخ ولا جاه ولا سلطان.. فهل نبحث لنا عن حكومة تنقذنا؟ أم ستبحث الحكومة عن شعب آخر يحب العيش في الظلام.

مشاهدة المزيد