مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
يدرك المراقبون جيداً لسير عملية الصراع الأمريكي-الإيراني في الشرق الأوسط، حقيقة أن ذلك الصراع لا يخرج عن كونه صراع نفوذ ومصالح، وليس صراعاً أيديولوجياً عقائدياً، بحسب ما يفضل الإيرانيون تقديمه من خلال شعاراتهم التضليلية للشارع البسيط، كالشعار الذي ترفعه جماعة الحوثي في اليمن،" الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
ولا شك أن أوضح مثال لحقيقة الصراع الأمريكي الإيراني على المصالح ومناطق النفوذ هو ما دار على ارض العراق على مدى الفترة التي تلت سقوط بغداد 2003م وحتى اللحظة، حيث لم يجد الأمريكان من بداً أمام الحضور الكبير للنفوذ الإيراني في المشهد العراقي وإمساكها بكل ملفات الوضع العراقي الأمنية والسياسية والاقتصادية، من خلال أحزابها السياسية ومليشياتها المسلحة ومرجعياتها الدينية في كربلاء والنجف، وغيرها، لذا كان من الطبيعي حينها تلك الطريقة المهينة التي سلم بها الأمريكان العراق لإيران على طبق من ذهب.
لذا يرى مراقبون أنه لتفادي تكرار السيناريو العراقي في اليمن وفيما يتعلق بتعاظم النفوذ الإيراني، مما يحتم على الخليجيين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت من قبلهم تجاه الملف العراقي، بإهمالهم للتواجد والحضور هناك، الذي شكل غيابهم فراغاً كبيراً ملأته إيران بقوة منذ لحظاتها الأولى حيث سارعت للاعتراف بمجلس الحكم العراقي في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2003م، وأعادت علاقتها الدبلوماسية مع العراق في 18 أيلول/سبتمبر 2004م، فيما دعت الرئيس العراقي جلال الطلباني لزيارة طهران في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2005م، فيما زار الرئيس الإيراني نجاد بغداد قبل أي زعيم عربي في آذار /مارس 2008م وفي ظل الاحتلال الأمريكي أيضاً، فيما لم يكن هناك أي رؤية عربية واضحة للتعامل مع ذلك الوضع حينها.
مؤشرات التوجه الأمريكي للتعامل مع النفوذ الإيراني في اليمن كأمر واقع، باتت خطيرة وحاضرة بقوة، فكثير ما يتم الحديث عن ضغط السفير الأمريكي لإضافة ناشطين محسوبين على جماعة الحوثي، كأعضاء في مؤتمر الحوار، فيما الضغط باتجاه حصر تمثيل قضية صعدة من قبل الحوثيين دون غيرهم، وإعطائهم عدداً كبيراً من المقاعد في الحوار الوطني، مع أن قضية كصعدة متعددة الأطراف، وما الحوثيون فيها سوى طرف واحد ضمن كل الأطراف، فيما جرى حصر تمثيلها بهم دون غيرهم، فيما أبناء المحافظة الذين تم تهجيرهم من قبل هذا الجماعة، لم يتم تمثيل أي منهم في مؤتمر الحوار الوطني.
يصر دائماً السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين في معرض حديثه أو إجاباته عن تساؤلات الصحفيين عن حقيقة الشعار الحوثي الموجه ضد الأمريكان، فيرد بما يوحي أن ذلك الشعار، ليس فقط مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي بقوله: " نحن نتعامل مع الأفعال لا الأقوال" مما يعني أن ذلك لا يشكل أي خطر على أمريكا ومصالحها، من هذه الجماعة التي ترفع شعار "الموت لأمريكا" وربما في هذا شيء من المنطق أمريكياً، كون كل ضحايا هذه الجماعة هم يمنيون فقط.
لذا فإن الأمريكان ربما قد لا يكون لديهم أي تخوفات من زيادة تمدد و توسع النفوذ الإيراني في اليمن، ما دام وأن ذلك ربما خاضع لتفاهمات مسبقة بين الطرفين، أو ربما يرون إمكانية التفاهم حولها مستقبلاً، فيما دول الخليج وفي مقدمتهم المملكة السعودية، لا أدري على ماذا يبنون كل هذه الثقة المطلقة بالأمريكان.
الغريب في الأمر، أن الأنظمة الحاكمة في الخليج، هي المستهدفة الأولى من هذا التوسع والتمدد الإيراني، لكنهم لا يلقون بالاً لما يحدث من حولهم من تحولات، وربما معولين كثيراً على الالتزام الأمريكي بالحماية ومواجهة إيران، التي سلم لها الأمريكان العراق بالأمس، بوابة الخليج الشرقية الشمالية وعمقها الاستراتيجي، في إطار تفاهمات مشتركة لم تتضح تفاصيلها الدقيقة حتى اللحظة باستثناء ما نراه يرشح على السطح من أحداث، ومؤشراتها التي تؤكد حقيقة تلك التفاهمات، من بغداد مروراً بصعدة اليمنية والبحرين والمنطقة الشرقية من المملكة حيث النفوذ الإيراني الكبير.