عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
خلال اليومين الماضيين تتبّعت عددًا من كبار السن في قريتي، وأسرتي، خاصة من عاصروا فترة الإمامة سواء عهد الأمام يحيى حميد الدين أو الأمام أحمد، وكان السؤال الذي وجهته لهم هو: "كيف كانت نظرة السادة (سلالة بشرية تدعي الانتساب إلى نسل الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب) لأبناء القبائل، وكيف كان يتم التعامل معهم, فكان الرد من غالبيتهم بحديث يتضمن القهر والسخرية من تلك الفترة التي وصلت إلى مرحلة استعباد بعضهم تحت مسمى الدين.
يقول أحدهم: يا ولدي قالوا لنا زمان "انه ما يولد السيد إلا وقد ولد له 100 من أبناء القبائل يخدموه"، السيد إذا دخل قرية كان يفرض على أبناء القبائل وكل مكونات المجتمع الحضور للسلام عليه، والسلام هنا يُقصد به الانحناء، وتقبيل ركبة السيد أو تقبيل يده.
وكشف كبار السن من المعمّرين "أن البيض البلدي، والسمن، والشقران "صغار الدجاج"، والعسل، يجب أن يأكلها "السيد"، وهو أحق بها في نظرهم حتى من المرضى والجوعى والأطفال.
يعني أن السادة الإماميين فرضوا على المجتمع أن يتكون من طبقتين: طبقة حاكمة ومالكة، وهم أهلها ومن لف لفهم من ذات السلالة، وطبقة أخرى كادحة وعاملة خاضعة للسيد، ومن هذه الطبقة تتكون الجيوش التي تقاتل عنهم.
واليوم، وبعد أكثر من 40 عامًا من الثورة على الإمامة الكهنوتية تأتي الجماعة الحوثية المسلحة لتعيد لنا التقسيم الطائفي والعرقي في المجتمع بطرق مماثلة.
لقد كشف العديد ممن لهم علاقة بتلك الأسر "الإمامية "عن عمق النظرة الاحتقارية التي يمارسها الحوثيون على أبناء اليمن من شماله إلى جنوبه, حيث ينظرون لأنفسهم على أنهم سادة المجتمع، اختارهم الله على من سواهم في الأرض.
فهم ينظرون إلى أنفسهم أنهم قناديل السماء في هذه الأرض, في حين ينظرون إلى بقية مكونات المجتمع على أنهم زنابيل حقيرة مهمتها العمل على خدمتهم والدفاع عن مصالحهم.
حتى في مراسيم الدفن يظل القبيلي والتهامي والتعزي عبارة عن قطيع بشر مُهمَل ليس له أي اعتبار.
يتحدث العديد من أبناء محافظة الجوف عن خفايا الحروب التي جرت رحاها بين رجال القبائل والحوثيين، كيف كانت جثث أنصار الحوثي من أبناء القبائل تتعفن في تلك المعارك، بل تعرضت بعضها لنهش الكلاب الضالة دون أن يحرك ذلك أدنى اهتمام من قادة الحوثي, في حين لو كان القتيل هو "سيد"، فهم على استعداد أن يموت ألف قبيلي حتى يتم انتشال جثته, وقد رأى أبناء الجوف كيف قدم الحوثيون فدائيين لاستعادة جثة شقيق عبدالملك الحوثي، ونجل يحيى بدر الدين الحوثي، اللذين قُتلا في محافظة الجوف في تلك المعارك؛ لكي يتم دفن جثامينهم في مران أوحيدان.
في حين بقيت جثث قتلاهم حتى تفحمت وتعفنت من الشمس، وبعض منها دفنها أهالي المنطقة إكرامًا لحرمة الميت فقط.
أستغرب عندما يتحول بعض المغرر بهم بفتات من لعاعات الدنيا إلى قطيع يفقد كرامته ومكانته الإنسانية ليدافع عن مخلفات عفن الماضي، ويتشبث بمفردات سلالية تدعو لتقديس فرد أو طبقة في المجتمع, في حين أن الدين والإسلام براء كل البراءة من ذلك, ونعلم أنه لا يوجد أي نص في القرآن، ولا في السنة يدعو إلى تفضيل طبقة على طبقة أخرى؛ لأن الناس سواسية، ومعيار التقوى هو الفيصل فقط.