الموت المتربص بنا هل يطلق رصاصة الرحمة على الثورة الجريحة ؟!!
بقلم/ ريم محمد قاسم
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر
الأحد 21 يوليو-تموز 2013 11:03 م

في بلد كاليمن تترقب الرصاصات الطائشة فرائسها في كل مكان لتهديهم موتا مجانيا وتصنع منهم خبرا صغيرا لا يلتفت إليه الكثيرون ، في وطني الذي أحبه كثيرا لم يعد شيئا رخيصا ومتوفرا سوى الموت ، صار الموت خبرا يوميا كفنجان قهوتنا الصباحي الذي نحتسيه بلا مرارة ، فجائعنا في وطن كهذا لا حصر لها وجوعنا للأمان لا حدود له ، ويوم أنداحت الجماهير سيولا في الثورة الشبابية السلمية ظننا وبعض الظن إثم أن هذه السيول ستجرف كل ما في طريقها من ركام التخلف وتجار الحروب ومحترفي القتل الجماعي المادي والمعنوي ولكن شيئا من هذا لم يحدث انتكست الثورة وتحولت لصلح قبلي لم يذبح فيه ثيران بل ذبح فيه شباب الثورة الذين أندفعوا بقلوب بيضاء وأحلام كبار وطموحات أكبر فلم يجدوا في نهاية الأمر وخاتمة المطاف سوى ساسة ومشايخ قبائل نسجوا لأحلامهم كفنا ولطموحاتهم قبرا وصلوا على ثورتهم صلاة الحاضر ..

أيها الموت المجاني المتوفر بكثرة أرعبتنا سأخبرك عن فريسة هي أحوج ما تكون لك ، فريسة تبحث عن موت مجاني في هذا الشهر الفضيل ربما هذا الموت يشفع لها ويدخلها جنة الرحمن بعد ماعاشت ظروف قاسية لا يحتملها بشر ، فريستك أيها الموت لم تذق الطعام والشراب منذ حولين كاملين أتمت فيهما رضاعة الخيبة..فريستك أيها الموت أشتعل الشيب برأسها ولم تكمل عامها الثالث بعد ، تقوس ظهرها ، وأستوطنت التجاعيد وجهها ، فريستك أيها الموت هي ثورة قتلت وما تزال تتخبط في دمائها ولم تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد ، ثورة تلطخت بدماء الشباب وتبحث عن الغفران ..لأنها خذلت شعب الله الغلبان...فريستك بانتظار موعد القطاف