مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
المتصفح لتاريخ الحضارة العربية بقدر ما تتضمنه محطات غنية زاخرة بالتنوع وتثير الإعجاب لمن يتعمق فيه ، وبالمقابل تاريخ هذه الأمة ملئ بالهموم والنكسات والتعثرات المتلاحقة ابتداء من بداية خلاف المسلمين في سقيفة بني ساعده وبعد ذلك الفتنة غداة موت الخليفة عثمان بن عفان ، ومرورا بنكسات هزت كيان الأمة كسقوط بغداد على يد هولاكو ومن بعده غزوها لمرة ثانية على يد حفيده تيمورلنك ، ومن سخرية الأقدار بأن المغول بعد أن اسلموا هم من بنو حضارات في وسط أسيآ والهند!
توالت النكسات بعد ذلك وتحركت من المشرق العربي إلى مغرب العالم الإسلامي الأندلس فسقوط غرناطة كان زلزال مدوي بعد مد حضاري لنحو ثمانية قرون تبعها بزمن قصير إقامة محاكم التفتيش الشهيرة والسيئة الصيت وإجبار المسلمين على التنصر او مغادرة أوروبا فبدأت سلسلة تهجير عشرات الألوف من أهل الأندلس المسلمين الذين عرفوا بالمورسكيين فمثلا مضيق جبل طارق وبحرة بأعداد هائلة من السفن الشراعية تحمل هموم حضارة غادرت جسدا وبقت ثقافة إلى اليوم ، ومن المفارقات أيضا وسخريات الأقدار بأن أفول الأندلس كان بدايات ظهور قوة إسلامية أخرى في شرق اوروبا هي الدولة العثمانية فلو تأخر سقوط الأندلس فقط لبضع عقود من السنين او تقدمت حضارة العثمانيين لكان لتاريخ المسلمين في القارة الأوروبية شأنا آخر !
وتمر السنون وبيداء مسلسل نكسات في أقطار عربية على حدة فكل بلد من أصقاع العالم الإسلامي له تفاصيله الدرامية ، ومنذ نحو عام ولجت الأمة الإسلامية والعربية بتطورات عصفت بها منها انهيار الخلافة العثمانية ودخول بعض من البلدان العربية تحت الاستعمار الغربي وقبل ان يحل منتصف القرن المنصرم كان زلزال نكبة فلسطين المدوي تبعها سلسلة من الحروب في اغلبها تعزيز لهذا الكيان وتقهقر للعرب ، وبدأت مسلسلات التسوية بين العرب واسرائيل ولم تسوى العلاقات فيما بينهم ، وفي مطلع التسعينيات تفا جاء العرب بزلزال عربي هو غزو العراق للكويت وما تبعه من مأسي للعراق والأمة جمعا كانت بداية لسنوات من الحصار والحروب في العراق انتهت بسقوط بغداد المدوي الذي يعيد الذاكرة العربية لسقوط غرناطة ، ولعل آخر المشاهد الكربلائية هي ولوج المنطقة العربية لرياح التغيير فيما عُرف بالربيع العربي وكل بلد عربي أيضا تفاصيله في تبعات ونكسات تلك الثورات فاغلبها كانت دموية كما حصل في ليبيا ويحصل في سوريا اليوم المهددة بغزو مشابه لغزو العراق مع الفارق واختلاف التفاصيل فكلها انعكاس لاختلاف الرؤية بين الحاكم والمحكوم ، داخل البلد الواحد بسبب سياسي او طائفي مذهبي كما هو الحال في العراق الذي ينذر بانفجار طال انتظاره متزامنا بخلاف سياسي بين كل البلدان العربية على أساس سياسي او مذهبي
والقارئ الفطن يتسائل هنا عن أسباب تعثر العرب عن غيرهم والجواب المنطقي هو جهلهم بتاريخهم من جهة وتلبسهم بالإسلام وهم بعيدون عن قيمة وتسلط عليهم نخب سياسة أحدثت شرخا بين الحاكم والمحكوم من جهة وحدث الصراع بين تلك النخب فقط من اجل الكرسي الذليل وتفرقوا شيعا وأحزابا ، ومن جهة أخرى عدم الأخذ بالعلوم المفيدة والتشريعات الدنيوية من الغرب إلا قشورها ولم يتقيدوا بها كقيم الدولة المدنية والديمقراطية التي هي أصلا من قيم دينهم ولو بصيغ مختلفة ولكنهم في الجملة ليسوا بمسلمين في سلوكهم ولا بمقدورهم محاكاة قيم غربية ، فغدا تقليد المحتل في بعض عاداته كما يرى عالم الاجتماع العربي الشهير ابن خلدون بأن المغلوب مولع بتقليد الغالب .
ونظرة تأملية بسيطة فأن ماتنفقهُ البلدان العربية من أموال طائلة للتسليح وإعلام دعائي والتأمر فيما بينها لكفى الأمة عوزا وشظف العيش ، فميزانية الحرب العراقية الإيرانية وحدها مئات المليارات من الدولارات وملايين من القتلى والجرحي والمشردين وهو الأمر نفسه في الحالة السورية ، وكذا تبعات نكسات الربيع العربي التي صرف لها مبالغ خيالية ، فيا امة ضحكة من جهلها الأمم ، فمتى تفيق الأمة ويصلح حالها ، فالملاحظ بأن البلدان العربية في الزمن الرد ويصدق حديث الرسول الأعظم ( تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها)!