مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
فجأة قفزت الحناجر الصاخبة من هنا وهناك تحذرنا من دمار سوريا الذي سيتم برأيهم بيد أمريكا في الضربة العسكرية المحتملة خلال الأيام القادمة. والحقيقة عكس ذلك تماماً وهي أن سوريا دمرت فعلاً خلال فترة العامين ونصف العام الماضية على يد النظام الطائفي الأسدي نفسه وليس بيد العدو الخارجي المتوهم.
غير أن هؤلاء لا يرون ذلك لأنهم نتاج «ثقافة» تختزل الوطن في النظام والحاكم الفرد وتنظر لمصلحة الشعب والبلد كهامش ثانوي لا ينبغي الالتفات إليه إلا بمعيار بقاء الطاغية الفاشيستي متصدراً واجهة الوطن. وعلى هذا فدمار الأسد ونظامه يعني دمار سوريا ؛ أما أن يقتل السوريون بعشرات الآلاف وتدمر مدنهم ويقوض أمنهم ويشردون فذلك ليس دماراً لسوريا !! .
العويل الحنجوري تأسس على «ثقافة» ترى الوطن العربي خارجاً من دون داخل ؛ وكأننا فقط موجودون في إطار الصراع الخارجي «الوهمي» ولا حق لنا في اختيار حكامنا والاعتراض على نهجهم التدميري وتغييرهم ؛ وكأن الديكتاتور ونظامه الطائفي هو مركز الدائرة وبقاءه سليماً معافى واستمرارية نظامه الوحشي هو المعيار الأول والأخير.
هذه «الثقافة» والاصطفافات العصبوية الحنجورية لا تأبه للفرد وحقوقه وكرامته كمعيار أساسي ومركز الدائرة الذي تدور حوله وينبغي أن تخدمه ؛ السياسات والحكام والنظام السياسي والقرارات وكل الأولويات ؛ ولا تنظر إلى المصلحة العامة للبلد والشعب، لأن الفرد والنخبة الحاكمة سواء كانت طائفية وحشية مثل سوريا أو فردية استبدادية كما في غيرها، باعتبارها هي المحور والأصل والبقية ملحقات بها بما في ذلك البلد والشعب ؛ وعلى ذلك عممت ميليشيات الأسد شعارها في جدران «سوريا الأسد» بشعارها الفاجر : الأسد أو لا أحد !!
تقترب مأساة السوريين من إكمال عامها الثالث ؛ ثلاثة أعوام حوّل خلالها نظام الأسد الطائفي سوريا إلى جحيم لأهلها، حيث قلعت الأظافر وجُزتْ الرؤوس وهدمت الأحياء وقصفت المدن بالمدفعية وصواريخ سكود والبراميل الحارقة المتفجرة ووصلت حرب الإبادة ذروتها باستخدام السلاح الكيماوي بشكل واسع النطاق في مجزرة الغوطة ؛ ونزح عن سوريا مليونا سوري، هرباً من بلدهم الذي حوله مجنون السلطة وعصبته الطائفية وحلفه الإقليمي إلى جحيم حقيقي لكل أبنائه ؛ ناهيك عن النزوح الداخلي من منطقة إلى أخرى الذي يتجاوز النزوح والتشرد نحو الخارج ؛ كل ذلك لا يعني شيئاً لأصحاب المعارك الدنكشوتية مع «أمريكا» وإسرائيل !!!
مليونا لاجئ سوري وأكثر من مئة ألف في عَدَادْ القتل اليومي الذي يواصل الدوران؛ ومدن سويت بالأرض. كل ذلك لا يعني شيئاً في نظر «المشجعين» لنظام الأسد الذين لا يعترفون بذلك ويستمرون في السجال محملين قناة «الجزيرة» المسؤولية ؛ وكأن من ينقل الحقيقة يتحمل المسؤولية في نظرهم نيابة عن النظام الذي فقد صوابه . والأدهى من ذلك أنهم عندما يتجاوزون مرحلة الإنكار ينتقلون إلى طور آخر من «الإستماتة» في التبرير والتضليل ملقين بالمسؤولية على جبهة النصرة.
النظام هو المنتج الحصري للإرهاب وجذره الأكبر. ولم تظهر جبهة النصرة إلا منتصف 2012 كأحد الإفرازات العرضية لجرائم النظام. والحقيقة أن الجماعات الإرهابية سوف تحضر في أي بلد أو ساحة يقرر النظام الفاشيستي فيها أن يفتح جحيم الفوضى في مواجهة صوت الشعب المنادي بالحرية والتغيير، غير أن هذه الجماعات تظل تفصيلاً هامشياً وليست مُتْنَ الحدث. مضمون الحدث وجوهره وجذره المؤسس هو العنف الوحشي الشامل الذي قرره النظام الطائفي لمواجهة انتفاضة الشعب السوري ضده.
وقد ساندت إيران والجماعات السياسية والميليشياوية الشيعية النظام السوري بدافع التعصب والاصطفافات المذهبية وليس لأنه «يدافع عن سوريا» كما يسوقون موقفهم.
وقد تواطأ العالم أجمع ضد الشعب السوري طوال العامين والنصف الماضية التي غدت جحيماً حقيقياً.
والتدخل الأمريكي الآن لا يأتي من باب التعاطف مع الشعب السوري ولكن لأن النظام قد انتقل الى الطور الكيماوي الفج والواسع ؛ وهو ماسيترتب عليه نتائج وخيمة على الخارطة الجيوسياسية في المنطقة مستقبلاً فيما لو مر دون عقاب «المقصود النفوذ الإيراني وشبيحاته وأدواته في المنطقة».
لقد ثبت أن الآلة العنفية التي يمسك بها نظام الأسد لم تمتد نحو إسرائيل ولا أمريكا «العدوين المفترضين !!» طوال الأربعين عاماً الماضية لا في أيام الأسد الأب الذي تحالف مع أمريكا لضرب العراق ولا في عهد ابنه الذي ورث سوريا عن أبيه.
وهذه الآلة الوحشية تقتل فقط السوريين منذ ثلاث سنوات ؛ واستمراريتها غدا جحيماً لا يطاق ؛ وإيقاف هذا الجنون المحلق فوق رؤوس السوريين هو الأولوية الأهم الآن ؛ والعالم كله مسؤول عن هذه المهمة التي تخدم السوريين أولاً وأخيراً.