عذراً سبتمبر
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 26 يوماً
الثلاثاء 24 سبتمبر-أيلول 2013 08:34 م

في غفلة من نظام سياسي وسيادي تأتي الذكرى الحادية والخمسون لثورة اليمن الأم ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة محملة بثقل جراحات الوطن وأنين آلامه الجغرافية

تأتي الذكرى من هناك من فوهة القبس على موكب المجد المترجل أقصى المعانات التي يشهدها الوطن في فترة هجينــة من الزمن سجلها التأريخ على صفحات الفشل لحكومة وسمت بــ " الوفاق " لفظـاً والنفاق والمحاصصة فعلاً وغياب الأمن والسلم الإجتماعي والإستقرار في كل ربوع اليمن !!

تأتي الذكرى الثورية السبتمبرية الخالدة والموطن بين معتقل , مختطف , مقتول , مشرد , منفــي بالوطن يعاني شغف العيــش ويتكبد خسائر يومية في غياب القانون وإنقراض الأمن ونضوب المعيشة وجفاف الحياة ،تأتي الذكرى السبتمبـرية ومن يقيم لها العروض الإحتفــالية المهيبة من أبنـــاء القوات المسلحة ولأمن في حالة إنقسام هيكلي يعترضون للتصفية الجماعية في عقر معسكراتهم من قبل الجماعة الإرهابية السياسية المتصـارعة على الحكم في سباق مارثون الكرسي ،تأتي الذكرى السبتمبــرية المجيدة والوطن يشهد مرحلة من التفكك الإجتماعي والحقــد السيــاسي بين القوى وعمليات السطو المنظم على الجغرافيا والممنهج للوظيفة العــامة وتكوين المليشيات الحزبية بمختلف مسمياتها الإرهابية ومهامها القتالية من قطع للطرقات ولصوصية السرقات للمال العام والخاص وتخريب مؤسســـات الدولة والعبث بالقانون وتدمير مشاريع التنمية الخدمية وعرقلة العملية السياسية للخروج بالوطن إلى بر الأمان

عــذراً .. سبتمبـر الثورة إن أخبـرتك بأن الطاغيــة القديم الذي قدم أبناء اليمن الأحرار أروحهم الزكية ونالوا الحسنيين في إسقاط صنميته الإمامية قد عاد جهاراً نهاراً لممارسة حكم السيــد " ولاية الفقيه " ومن قلب العاصمة صنعاء يجهر بولايته ويعين أتباعه كولاة على الحارات والأحياء السكنية والمدن لإستلام " الخُمس" وعلى ذات المســار نصف حكومة " المُــرشد " لم يفتهــا القطـار فقد إلتزمت مقاعدها على مسرح الفسـاد وتصدير الفوضى وإستيراد الهوية من إسطنبول والإنتماء من القبيلة وشيخ بنـدرها حفاظاً على البقاء أما الزعيــم فخامة القاتل لمشروع اليمن المدني الحضاري ومن تبعه بإجــرام إلى السلطة ووالاه بمصلحة إلى الفساد وحرب العصابات فما زال يحكم ولن يسقط كما زعم عبطاً الرفاق وتشتدق لغطاً " نوبل " الحاصل عليها بملحمة دماء الشبـاب وعم العمة صاحب السمو الأميري

عـذراً سبتمبـر الثورة فكل من هؤلاء مجمع على إغتيالك وفك إرتباطك بتوأمك الإكتـــوبري ومن خلال الحوار " الموفنبيــــكي " وعبر الممثــل الدولاري السيد جمال بن عمر وإشــراف سعادة السفيـر الصهيوامريكي وبتمويل إقليمي من الجارة " الكُبـــرى " واخواتها النفطيــة وتنفيذ محلي برائحة الخيانة ومذاق التقاسم وشهية الفيدرالية .. تماماً نفس الخطة وأدواتها البشرية ومنطلقاتها الفكرية وأهدافها السلطوية ومصادرها المادية واللوجستية في إغتيال المشروع اليمني المدني الحداثي للشهيدين " ربيــع والحمدي " إعادة هيكلة الوطن إقليمياً ودولياً بحسب المصالح وقوى الصراع ؟؟

عــذراً سبتمبــر المجد لم يعد هناك مارد للثورة في ميدان التحرير ولا نصب تذكاري للجندي المجهول في ميدان السبعين كل شيء تغيــر مع التغييــر " حسينية , جمعية , سيد , امير , زعيم والي , قاطع طريق , شيخ , إنفصالي , فيدرالي .. حتى النشيد الوطني السبتواكتـوبري أصبــح ترديده يلازمه الإستحيــاء .. !! من قبل هؤلاء المهجنييــن وهنـاك لو تعلم الحقيقة بديل ثوري أقصد ثورجي " كالصـرخة , الشعــار , الجنوب العربي , مؤتمر شعبي والشعب مؤتمــر " ؟؟

عـذراً سبتمبـر الثورة سبتمبـر الثـوار , الأحرار , الشهداء , التغيير رغم كل هذه الشوائب البشرية والسياسية سوف نحتــفل بذكراك الـ 51 بإسم الشعب وتخليداً للأكرم منا جميعـــاً ثوار الحرية وعشاق الكرامة اليمنية والقيم الإسلامية والإنسانية عهـداً سنقاوم السرطان القادم من " قُـم وطهـران , والدوحة والرياض , واشنطن والضاحية الجنوبية " سوف نتحدى أولاد عرس المحليين بكل تصنيفاتهم وأفكارهم الهدامة للوطن والمتأمرة على مشروعه الوحدوي

عــذراً سبتمبـر سنحتفــل وربما يحتفلوا معنـا بطريقتهم الخاصة .. على شرف مذبحة جديدة لأبناء الوطن أو نجاح مهمة بدون طيار أو تفجير أنبوب نفــط أو ابراج الكهرباء .. سنحتفـــل