خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
قال الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان ان "الذين أساؤوا للوحدة واستثمروها استثماراً خاطئاً خلال السنوات الماضية هم الذين يلوحون الآن بالوحدة بصورة ابتزازية لإفشال العملية السياسية".
وأكد الدكتور ياسين ، نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني، ان "على الجميع البحث بشكل عميق عمّن له مصلحة في إرباك المرحلة الانتقالية وعدم تمكينها من إنجاز مهامها، والبحث عن ذلك بموضوعية، وعدم اتهام طرف دون الاخر".
وقال في مقابلة صحفية مع صحيفتي "الجمهورية" و"26 سبتمبر " : إن خيار الإقليمين يحمي اليمن شمالاً وجنوباً، يحمي الوحدة، يحمي استقرار اليمن، ولن يؤدي إلى تفكيك البلد.
وتحدث امين عام الاشتراكي عن "اصطفافين داخل المجتمع اليمني، ولهما جذور تاريخية، اصطفاف يريد دولة، وهناك الكثير من القوى التقليدية ،التي تريد أن تنخرط في هذه الدولة، وهناك جزء من القوى التي تعتبر خارج مفهوم القوى التقليدية هي قوى الفساد، التي لا تريد بناء هذه الدولة".
وأوضح الدكتور ياسين أن النظام السابق كان يريد الحزب الاشتراكي اليمني مجرد يافطة وعنوان بلا هوية.
نص المقابلة :
بداية دكتور ياسين إلى أين تتجه اليمن؟
تتجه اليمن ،إن شاء الله، نحو بناء الدولة التي يتطلع إليها اليمنيون، وهذا الأمر يتوقف عما سيسفر عنه مؤتمر الحوار الوطني خلال الأيام القليلة القادمة .
هناك حديث بأن اليمن تتجه نحو دولة اتحادية، البعض يقول إنها ستكون أربعة أقاليم وهناك من يؤكد أنه ستكون إقليمين، هناك أيضاً تصريحات لمحمد علي أحمد بأنه يجب القبول بإقليمين وفترة انتقالية ثم تحديد المصير وإلا سوف ينسحب من الحوار؟
أولاً علينا أن لا نستبق الأمور، هناك نقاش جاد حول هذه الموضوع، هذا النقاش يتم على أساس تقييم المراحل الماضية التي مر بها اليمن، وحاجة الجميع إلى دولة يتوافق عليها جميع اليمنيين، الأسس التي وضعت حتى الآن في مختلف المجالات أستطيع القول: إن 90 % من هذه الأسس تم الاتفاق عليها، المتبقي لدينا تحديد شكل الدولة التي نريد، وأعتقد أن هذا الموضوع لابد أن ينجز خلال الأيام القادمة، وقبل أن ينتهي مؤتمر الحوار.
ماذا عن موضوع التمديد وأيضاً فترة انتقالية بخمس سنوات خاصة أن هناك مخاوف لدى البعض أن تكون هذه المرحلة تأسيسية لانفصال الجنوب؟
أعتقد أن الذين أساؤوا للوحدة واستثمروها استثماراً خاطئاً خلال السنوات الماضية هم الذين الآن يلوحون بالوحدة بصورة ابتزازية لإفشال العملية السياسية، يجرى الآن في مؤتمر الحوار استخدام شعار الوحدة بطريقة تعسفية خاطئة من قبل البعض واقتحام الحوار والنقاش بشعارات مثل الوحدة أو الموت، الوحدة خط أحمر، استدعاء شعارات من تاريخ موغل في الصراعات الدموية، وهذا الأسلوب لاشك يربك الحوار، البعض عندما يريد أن يسيئ إلى أي مشروع من المشاريع المطروحة أمام الحوار يتهمه بأنه مشروع انفصالي، إذا قام الحوار على هذه القاعدة بالتأكيد لن نصل إلى نتيجة القاعدة الأساسية أن الناس يريدون أن يكون هذا البلد مستقراً، الآن نبحث في شكل الدولة التي تساعد على بقائه موحداً ومستقراً، حتى الآن للأسف بعض القوى السياسية لم تقدم أي مشروع محدد لهذه الدولة، مازالت تتحدث بشكل استعلائي وبغموض، وقلة من القوى السياسية تقدمت بمشاريعها، ولذلك أنا أعتقد أنه لابد من الانتقال الآن في هذه اللحظة الراهنة لتقول هذه القوى السياسية ما هو مشروعها لبناء الدولة، دون أي غموض أو التلويح بالوحدة في مواجهة المشاريع المطروحة .
حالياً مؤتمر الحوار في أيامه الأخيرة، وهناك اتفاق على الكثير من القضايا، ومع ذلك تحضر مثل هذه الشعارات: الوحدة أو الموت وأيضاً عودة جمعة الستين والتفجيرات الإرهابية كالتي حدثت في شبوة وتفجير أبراج الكهرباء وأنابيب النفط، ما سبب كل ذلك من وجهة نظركم في هذا التوقيت تحديداً؟
أنا أرى أن علينا أن نبحث بشكل عميق عمّن له مصلحة في إرباك المرحلة الانتقالية وعدم تمكينها من إنجاز مهامها، وأن نبحث عن ذلك بموضوعية، لا نريد أن نتهم هذا أو ذاك، نحن أمام مرحلة انتقالية، لا يجب أن نقيمها بالفترة الزمنية فقط بأن نقول انتهت الفترة الزمنية، خلاص انتهت الفترة الانتقالية؛ لأن الفترة الانتقالية تتضمن مهام، ويجب أن تقيمها من خلال قدرتها على إنجاز مهامها، وفي نفس الوقت تقيم أيضاً بالعامل الزمني، حالياً الزمن يكاد يكون انتهى أو سينتهي لكن المهام الرئيسية للفترة الانتقالية التي تؤسس للدولة لم ينجز منها إلا الشيء اليسير، لذلك علينا أن نبحث عمّن أعاق تنفيذ مهام الفترة الانتقالية هذا أولاً، وهذه قضية في غاية الأهمية، هناك قوى لا تريد التغيير، تعاملت مع الحوار ومع العملية السياسية فقط لتمرير الوقت واستخدمت أدواتها التي لازالت قوية بيدها لتعطيل مهام الفترة الانتقالية، الوضع الذي أمامنا الآن حقيقة هو في غاية الأهمية وأنا هنا أتحدث عن القادم، كل الظواهر التي نتحدث عنها لها أساس، أساسها اصطفافان؛ اصطفاف يريد أن يعطل إنجاز مهام المرحلة الانتقالية واصطفاف آخر يحاول بقدر الإمكان أن يخوض نضالاً من أجل الوصول إلى الغاية الرئيسية لبناء الدولة، وهذا يعكس في تقديري الشخصي اصطفافين داخل المجتمع؛ اصطفاف يريد دولة ومعه قاعدة واسعة من الناس واصطفاف آخر أعجبه الوضع أنه بدون دولة، وتستطيع السلطة في أية لحظة من اللحظات أياً كانت أن تعطل بناء الدولة، هذا الذي يحدث في حياتنا، نحن اليمنيين الآن أكثر من خمسين سنة من بعد الثورة لم نستطع أن نصل إلى بناء الدولة العادلة لكل اليمنيين، وعندما نسأل من المعني في هذا الموضوع؟ نسأل في تجارب الحكم معظم الذين حكموا أعطلوا إنتاج الدولة وخاصة من بعد الوحدة، الوحدة في عام 90م كانت تهيئ البلد لإقامة دولة عادلة لكل اليمنيين، ولكن اقتحمتها حرب فيها كل رذالة الأخلاق، ونشأ عنها فيما بعد هذا الوضع الذي يعطل بناء الدولة .
الحوار لضمان مستقبل اليمن
أستاذنا القدير ما هي الضمانات الموجودة لبقاء البلد موحداً إذا اتجهت اليمن نحو دولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي..؟
أنا أسألكم سؤالاً وهو هل الوحدة الاندماجية أدت إلى حماية الوحدة اليمنية، أنا أتحدث عن خيارات، هذه الخيارات هي مشاريع يجب أن تقدمها لنتناقش حولها، لكن عندما يطرح أي خيار نقول: إن هذا الخيار سوف يؤدي إلى الانفصال، هذا منطق غريب، على الجميع أن يطرح خياراته وفي ضوء هذه الخيارات علينا أن نتحاور، أنا أقول: إن خيار الإقليمين يحمي اليمن شمالاً وجنوباً، يحمي الوحدة، يحمي استقرار اليمن، ولن يؤدي إلى تفكيك البلد، هذه على الأقل رؤيتنا نحن، وانطلقنا في هذه الحالة من أن هذا الخيار المتمثل بالدولة الاتحادية من إقليمين سيحمي الجنوب وسيحمي الشمال، واليمن بشكل عام لن يؤدي إلى حالة تفكيك بالشكل القائم الآن ولن يؤدي إلى حالة تفكيك فيما لو تحدثنا عن أقاليم متعددة .
هناك مخاوف أن يكون اليمن إقليمين وخمس سنوات كفترة انتقالية تهيئ للانفصال .. .
نحن لم نتحدث عن خمس سنوات في مشروعنا .
لكن تم طرح هذا من قبل الحراك خمس سنوات ثم تقرير المصير..
هذا مشروع، وأنا أتحدث عن مشروعنا الذي لم يتحدث عن خمس سنوات .
معنى ذلك أن الأهم هو مراعاة مصالح الناس سواء بإقليمين أو أكثر ..
بالضبط.. الأهم هو مراعاة مصالح الناس .
قلتم إن هناك اصطفافين؛ اصطفاف يحاول أن يحافظ على مصالحه بالنظام الموجود واصطفاف آخر يحاول بناء الدولة المدنية العادلة.. هل تعتقدون أن هذا الاصطفاف قادر على النجاح في مواجهة هذه القوى وبناء هذه الدولة؟ .
أنا أفضل الحديث عن اصطفافين كما ذكرت لكم؛ اصطفافين داخل المجتمع اليمني، ولهما جذور تاريخية، اصطفاف يريد دولة، وهناك الكثير من القوى التقليدية، أعتقد أنها تريد أن تنخرط في هذه الدولة، وهناك جزء من القوى التي تعتبر خارج مفهوم القوى التقليدية هي قوى الفساد، التي لا تريد بناء هذه الدولة، لهذا أفضل استخدام اصطفافين؛ الأول يريد دولة ويعمل على بنائها، والآخر وقف ولايزال يقف ضد بناء الدولة، وفي الواقع القوى التي تقف ضد بناء الدولة هي قوى الفساد وبشكل عام، وستجدها داخل القوى التقليدية وغير التقليدية وشكلت تحالفاً أقوى في اللحظة الراهنة لمقاومة بناء الدولة؛ لأنها لا تجد مصالحها غير المشروعة إلا في ظل غياب الدولة، هذه هي المعركة الحقيقية اليوم، ولذلك أعتقد أن المهمة الرئيسية والمركزية في اللحظة الراهنة هي فعلاً أن يتجه اليمنيون إلى بناء الدولة التي من شأنها أن تحمي مصالح الجميع، بعد ذلك هذا التصنيف ذو البعد الاجتماعي ممكن أن يذوب عندما نتمكن من بناء الدولة، سيقول البعض: إن القبيلة في كثير من الأحيان ضد بناء الدولة، وهنا الكلام غير صحيح؛ لأن القبيلة هي مرحلة اجتماعية في تطور بناء الدولة، ممكن أن تذوب وتصبح جزءاً من الدولة، لكن من يوظف القبيلة لمقاومة الدولة هي قوى الفساد، ولذلك يعيد إنتاج القبيلة في مرحلة معينة بهذا الشكل المشوه لتبدو وكأنها هي التي تقاوم الدولة، والحقيقة أن الذي يقاوم بناء الدولة هي قوى الفساد التي وظفت كل إمكانيات المجتمع لهدم بناء هذه الدولة .
وجود الدولة هو أيضاً لمصلحة القبيلة؟ .
بالتأكيد القبيلة تريد المدنية وتريد الأمن والاستقرار وتريد المستشفى وتريد الطريق وما إلى ذلك وكل المجتمعات التي من حولنا كانت قبائل وتطورت عندما وجدت دولة وإرادة تذيب القبلية في إطار الدولة تطورت وذابت، ولكن نحن في اليمن حصل العكس وجد نظام سياسي واجتماعي يعيد إنتاج القبيلة لمقاومة بناء الدولة .
بناء النظام السياسي
الملاحظ أن الأحزاب السياسية انشغلت بالسياسة أكثر من اشتغالها بمصالح الناس ومعيشتهم التي غابت من برامج الأحزاب؟
مصالح الناس ليست غائبة، وهناك أولويات في الحياة بشكل عام، وإذا كان النظام السياسي الموجود يعاني من اختلالات عديدة فلن يستطيع أن يتفرغ للاهتمام بالاقتصاد والارتقاء بمعيشة الناس، إذا كان النظام السياسي غير مؤهل لإدارة الحياة الاقتصادية ومعيشة الناس سيبقى كالذي يحرث في البحر، الأولوية بالنسبة لليمنيين الآن هي بناء النظام السياسي بناء الدولة القادرة فعلاً على إنتاج حل المشاكل الاقتصادية والصحية والتعليمية ولمختلف المشاكل الاجتماعية المختلفة، فهذه هي المعركة الحقيقية الآن بناء الدولة والنظام السياسي القادر على إنتاج هذه الحلول لكل هذه المشاكل، ولذلك لا أستطيع أن أقول: إن الأحزاب غير مهتمة بمعيشة الناس؛ لأن ما الذي تستطيع أن تعمله في ظل هذا النظام السياسي، لهذا كما ذكرت لكم إن المعركة الحقيقية اليوم هو إنتاج النظام السياسي القادر على إيجاد الإجابات لكل هذه الأسئلة .
ما هو هذا النظام السياسي الذي ينتجه الحوار الوطني اليوم؟ وما هي الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار ؟
أعتقد أن النظام السياسي الذي يفترض أن ينتجه الحوار هو النظام السياسي الذي يستند إلى إرادة الشعب ليس هو خيار نخبة أو حزب معين، ثورة الشباب كان هدفها استعادة القرار من الحاكم المستبد ومن النخبة إلى أيدي الناس هذا أولاً، ومهمة الحوار الوطني هو تحقيق هذا الهدف وبناء الدولة التي من شأنها أن تستعيد القرار إلى الإرادة الشعبية، إذا تحقق هذا أستطيع القول إننا أمام نظام سياسي يعبر عن إرادة الناس يستطيع المواطن أن يختار الحاكم وأن يحاسبه وأن يقيله، حينها يكون الشعب فعلاً هو مصدر السلطة وهو مالكها، أما فيما يتعلق بالضمانات وهو السؤال المهم هل بمجرد أن ينتهي الحوار نقول خلاص هذه مخرجات الحوار وكل شخص يذهب إلى حال سبيله، يفترض أن هذه الإرادة التي تجمعت في الحوار الوطني أن تكون حاضرة أيضاً في تنفيذ مخرجات الحوار، سيخرج الحوار الوطني بوثيقة تحدد الموجهات الدستورية، من سيقوم بصياغة الدستور هل هي لجنه فنية فقط؟ أو لابد أن يكون هناك إطار سياسي من الذين تحاوروا حاضرين للإشراف على صياغة الدستور، وأن يكونوا أيضاً حاضرين في الاستفتاء على الدستور، ويجب أن يكون أيضاً العمل المهم هو ما بعد صياغة الدستور والمتمثل في كيفية الانتقال إلى شكل الدولة الجديدة، نحن حالياً نؤسس لدولة هذه الدولة، يجب أن نفصل بينها وبين السلطة. في كل تاريخنا كان هناك نوع من الدمج ما بين السلطة وما بين الدولة، وتستأثر السلطة بكل مقومات الدولة يستطيع أن يغير الحاكم أساس الدولة كيفما يريد وأحياناً بشكل مخالف للدستور، نحن نريد دولة تحمي نفسها في مواجهة الحاكم من خلال المؤسسات والدستور وأن تكون قادرة على الصمود أمام أي حاكم يريد أن يعبث بأسسها، هذه المعادلة يجب أن تكون بالفعل مضمونة وواحدة من مخرجات الحوار، وفي نفس الوقت توجد القوة الحاملة لتنفيذ هذه الضمانات التي تحدثنا عنها .
كما هو معلوم أن المجتمع الإقليمي والدولي أخرج اليمن من الخراب والدمار الذي كانت تتجه إليه من خلال المبادرة الخليجية وأيضاً كان هذا المجتمع حاضراً وداعماً للحوار ، لذلك هل سيكون أيضاً موجوداً وضاغطاً لتنفيذ مخرجات الحوار؟
كما يعلم الجميع حصل في العام 2011م انشقاق في النظام الاجتماعي والسياسي في اليمن، وكانت البلد مهددة بحرب دامية، وكنا في ظل وجود الثورة الشبابية والتضحيات التي قدمها الشباب أمام خيارين فقط؛ الخيار الأول هو خيار السلام، والخيار الثاني هو خيار الحرب؛ خيار السلام كان ثمنه جزءاً من الثورة وخيار الحرب كان سيكون ثمنه كل الثورة وكل البلد بشكل عام، وجاءت المبادرة الخليجية وتدخل المجتمع الإقليمي والدولي والمبادرة مضمونها الحقيقي هو السير في عملية التغيير الذي استهدفته الثورة وفي مقدمة عملية التغيير هو بناء الدولة العادلة لكل اليمنيين ومن ضمنها معالجة القضايا العالقة التي تأتي في مقدمتها القضية الجنوبية وإيجاد أساس حقيقي يسمح ببناء هذه الدولة القادرة على حماية نفسها والعودة للمشروع الديمقراطي المغيب، وفي نفس الوقت استدعاء الإرادة الشعبية لكي تصبح هي مالكة السلطة ومصدرها، هذه هي المعادلة التي سرنا فيها، ولتحقيق ذلك ذهبنا إلى الحوار الوطني مع التأكيد أن الحوار الوطني هو فكرة يمنية لم يأت مطلقاً في المبادرة الخليجية موضوع الحوار لكنه جاء في الآلية التنفيذية بفكرة يمنية، وبالتالي أصبح جزءاً من العملية السياسية التي نسير فيها اليوم، والمجتمع الدولي في الواقع عندما وقف إلى جانب اليمن في هذا المسار السياسي كان أيضاً يفكر في مصلحته، على اعتبار أن اليمن تقع في موقع استراتيجي مهم بالنسبة له، موقع قريب من المصالح الحيوية للمجتمع الدولي، لهذا كان يريد أن لا تنزلق اليمن إلى الحرب، وأن تتحول إلى بؤرة للعنف، وأن تصبح ضفتي البحر الأحمر والبحر العربي خطراً على المصالح الدولية: الصومال واليمن، فرأى أن سقوط اليمن في هذا المنزلق ستتحول إلى ملاذ للقاعدة وللعنف وما إلى ذلك، مما يهدد هذه المصالح، أعتقد أن هذه هي رؤية المجتمع الدولي، لكن أريد أن أقول: إن المجتمع الدولي خذل المبادرة الخليجية في أهم حلقاتها وهي النقل الكامل للسلطة، وما نواجه اليوم من عقبات فيما يخص إنجاز مهام المرحلة الانتقالية هو بسبب هذا الخذلان للنقل الكامل للسلطة .
المبادرة الخليجية الهدف منها هو التغيير بشكل سلمي، لكن البعض فسرها أنها تهدف إلى المحاصصة وأنتم عبرتم عن استيائكم من ذلك أكثر من مرة ؟
البعض يرفع شعار المحاصصة، وللأسف إنه يأتي من الذين كانوا مسيطرين على الوظيفة العامة وعلى كل شيء في البلد، لم يكونوا يريدون معهم أحداً، واليوم يقولون محاصصة، وكأنه يعلم الناس الأخلاق، الآن هناك البعض مستأثرون، لكن على الأقل هنا وهناك عندما كان النظام السابق مستأثراً بكل شيء من الفراش ومن المدرس وحتى الوزير والآن يرمي البعض بهذه التهمة، والمحاصصة هي خطأ، وأنا شخصياً ضد المحاصصة جملة وتفصيلاً؛ فالمحاصصة خطأ كما قلت والاستئثار لحزب معين أو جماعة معينة جريمة، لذلك علينا أن نؤسس لقيم ومبادئ أن الوظيفة العامة ليست ملكاً لأحد وإنما ملك لجميع الناس، ويجب أن لا توزع حزبياً، ممكن نتحدث فيما يتعلق بالمناصب السياسية المعروفة في الدستور: الوزير وإلى حد ما نائب وزير، لكن ما دون ذلك الوظيفة حق لكل مواطن حسب الكفاءة والقدرات والإمكانيات والأولوية والاستحقاق، مع مرعاة الإقصاء والتهميش الذي مورس على القوى السياسية المعارضة من سابق هذا وضع يحتاج إلى تصحيح .
بناء الدولة
لو تم الاتفاق على إقليمين.. هل من الممكن أن تقبل مكونات الحراك المتعددة بذلك؟
علينا أن نتوجه بأي مشروع لبناء الدولة للناس وليس للنخب السياسية، اليوم الناس في الجنوب لا يرون سوى مشروع واحد هو مشروع فك الارتباط أو الانفصال، هذا هو المشروع المبلور، لكن القوى السياسية الأخرى مترددة أن تقدم مشروعاً حقيقياً للناس، عليهم اليوم من خلال الحوار أن يبلوروا المشاريع السياسية وأن يخاطبوا الناس لا أن يتوجهوا بخطابهم نحو النخب السياسية .
محاولة لتمييع الحوار
هل من المعقول أن ليس لدى هذه النخب مشاريع سياسية رغم فترة الستة الأشهر من عمر الحوار الوطني؟
هذا السؤال يوجه لهذه القوى وأنا أعتقد أن هناك محاولة لتمييع الحوار الوطني، وفي صدارة مهمتنا هو إنتاج حل للقضايا العالقة، ومن ضمنها القضية الجنوبية وشكل الدولة وما إلى ذلك، لكن أن نأتي إلى آخر لحظة ونقول: يجب أن نؤجل هذه إلى مرحلة أخرى بعد مؤتمر الحوار هذا أمر غير مقبول .
لا يهم الفترة الزمنية
فريق الـ 16 حددت مهمتها بـ 8 أيام فقط كان يفترض أنها انتهت الخميس الماضي؟
أحياناً إذا زادت الفترة الزمنية لا يهم إذا كنا فعلاً نسير إلى الأمام، وذلك علينا أن نقيم هذه المسألة من زاوية إلى أي مدى هناك جدية لدى الأطراف السياسية الأساسية أنها تنتج حلاً لهذا الوضع، حتى الأمس ونحن نتحدث في إطار اللجنة عن قضايا عامة، وكأن الهدف من هذا الحوار هو الخروج ببيان سياسي وليس بمشروع عملي لمعالجة المشاكل العالقة، وفعلاً هناك خوف من أن نزرع جملاً ونحصد نملة .
هناك من يرى أن بعض القوى الدولية لا تريد أن تنزلق اليمن نحو الصراع المسلح ولا تريد أيضاً أن يتم بناء الدولة.. ما تعليقكم؟
علينا أن نوجه هذا السؤال لأنفسنا، وهو ما الذي نريده نحن؟ هل نريد دولة مدنية عادلة ديمقراطية وما إلى ذلك، هذه القوى إذا لم تجد من يمثلها عند اليمنيين أنفسهم لن تستطيع أن تعمل شيئاً، ولذلك لا يجب أن نرمي بكل مشاكلنا على الآخرين، لهذا أعتقد أننا بعد كل هذه التجارب والانتكاسات وكل هذه الأوجاع التي عشناها لم نستطع كيمنيين أن نقف وقفة جادة أمام مستقبل أبنائنا لنوجد لهم دولة مستقرة ونظاماً سياسياً مستقراً، لهذا العيب ليس في الآخرين وإنما فينا نحن .
القوى المتنفذة خائفة من وجود الدولة ومن وجود النظام والقانون باعتباره سيكون ضد مصالحها؟
بالتأكيد هذه القوى تخاف من وجود النظام والقانون خاصة أنها قد بنت مصالح وثروات كبيرة خارج إطار الدولة في ظل نظام سياسي واجتماعي معين وليس في إطار الدولة، هذا النظام السياسي والاجتماعي الذي قام بتوزيع الثروة والسلطة بشكل غير عادل وأنتج قوى كان يعتقد أنها جزء منه أو أنها ستحميه وفي نفس الوقت هذا التوزيع غير العادل أنتج هذه الفجوات وأنتج أيضاً قوى متنفذة أصبحت ترى أن وجود الدولة يشكل خطراً عليها، مشكلة النظام المستبد أنه قام بتصفية الحياة السياسية، كان يعتقد أن الحياة السياسية خطر عليه، فقام بتصفيتها، وجاء بدل القوى السياسية الإرهاب والقاعدة والمسلحون، هذه المعادلة أنتجها نظام مستبد لم يستطع أن يفهم أن الحياة السياسية كانت ضماناً له وللمجتمع بشكل عام .
بالنسبة للحزب الاشتراكي هل آن الأوان أن يستعيد نشاطه بشكل فعال في الحياة السياسية بعد كل ما واجهه من صعوبات خلال الفترة الماضية؟
الحزب الاشتراكي في الواقع كان حزباً محظوراً، كان النظام السابق يريده فقط عبارة عن يافطة مجرد عنوان بلا هوية، كان النظام السابق يحارب أي عضو فلا يستطيع أن يحصل على الوظيفة العامة وأي طالب من أعضاء الحزب لا يستطيع الحصول على منحة دراسية، حتى عندما يتم اعتقال أي شخص أول سؤال يوجه له هل أنت اشتراكي؟ وأكثر الصحفيين الذين تم اعتقالهم كانت توجه لهم هذه التهمة، حتى الذين ليس لهم أي علاقة بالحزب الاشتراكي، لكن الاهم أن الحزب استطاع أن يحافظ على وجوده في ظل ظروف بالغة التعقيد، وأعتقد أننا الآن أمام فرصة بالفعل لأن يستعيد الحزب عافيته ونشاطه، وحالياً لدينا مجلس الحزب الوطني سينعقد في نوفمبر القادم، وسيفتح الباب أمام الشباب وأمام المرأة للوصول إلى المواقع القيادية في مختلف المواقع القيادية للهيئات الحزبية والتنظيمية، وأيضاً ستكون فرصة لاستراحة من تعبوا خلال الفترة الماضية، وأعتقد أن أي حزب ممكن أن يتجدد بوصوله إلى الناس من خلال مشروعه الذي يحمله لهم، وإذا كان لا يستطيع الوصول إليهم وأن يجدد علاقته بهم سيتحول إلى مجرد نخبة معزولة، والحزب الاشتراكي ليس من هذا النوع لأنه نشأ بين الجماهير ومع الناس ومع مصالحهم، لذلك هو قادر أن يعيد إنتاج مشروعه، هذا المشروع الذي له علاقة مباشرة بالناس ومع الطبقات الاجتماعية المختلفة التي عبر عنها في مراحل متعددة .
لم ندخل سوق الشعارات
خلال سفرياتكم إلى الخارج هل أجريتم لقاءات مع معارضة الخارج للتباحث حول الشأن السياسي؟
نحن نلتقي دائماً وأتحدث معهم حول الشأن السياسي في اليمن ولهم آراؤهم ولنا آراؤنا، يسمعوا منا ونسمع منهم، نحن في الحزب الاشتراكي كونا رؤيتنا على مدى فترة طويلة من الزمن، لم ندخل سوق الشعارات التي دخلها البعض، ولو كنا دخلنا هذا السوق في اللحظة التي كان فيها الجنوب يلتهب كنا سنكون أبطالاً، لكننا تعاملنا مع هذه القضية بمسؤولية، في عام 90م كان الجنوب كله مع الوحدة، وكان أي شخص ضد الوحدة يعتبر خائناً، والآن تغيرت الأوضاع خلال الخمس السنوات الماضية، وأصبح أي شخص يقول بأنه مع الوحدة يعتبر خائناً، ولهذا تعامل الحزب الاشتراكي مع القضية الجنوبية بمسؤولية، في اللحظة المناسبة قدمنا مشروعنا الذي نعتقد أنه يحمي الجنوب من نفسه يحميه من الانهيار والانقسام والتفكك ويحمي أيضا اليمن بشكل عام من الانهيار والتفكك، هذا هو مشروعنا الذي نريد أن يناقشونا حوله بمسؤولية، مناقشة موضوعية ليس فيها تخوين، هذا مشروع انفصالي وما إلى ذلك كما هو اليوم، هذا الكلام تافه ليس فيه أي معنى أن تتجه بنقدك لأي مشروع بالطريقة التي تتم الآن، نريد من الآخرين أن يقدموا مشاريعهم لكي نستطيع أن نقول ما هو المشروع المناسب لحماية البلد وحماية الناس ومصالحهم؟، أما هذه الانتقائية التي تجري اليوم أعتقد أنها تستجر ماضياً ثقافياً بائساً بكل ما للكلمة من معنى، وأقول: إن من يستخدم الوحدة بهذا الأسلوب هو أساساً ضد الوحدة .
الانفتاح على الآخر
هل سيكون لقيادات المعارضة في الخارج دور قيادي في اليمن مستقبلاً بعد التوصل إلى المشروع الذي يتوافق عليه الجميع؟
أنا لا أتحدث عن النخب، أعتقد أن اليمن بعد كل هذه الصراعات التي جرت تحتاج فعلاً أن ينفتح الناس على بعضهم البعض، ومن يريد أن يبقى مغرداً خارج السرب ولديه مشروعه الخاص فعليه أن يحمله سلمياً، وللناس الحق في الاختيار، هذه هي المعادلة .
سمعنا أن هناك تحالفاً بين الحزب الاشتراكي والحراك وأنصار الله.. ما تعليقكم على ذلك؟
للتحالفات قواعد محددة تنظم هذه التحالفات، وما يشاع ليس له من هدف سوى للتشكيك في بقاء اللقاء المشترك واستمراره كقوة سياسية، محاولات واجهت الاستبداد وعملت على استعادة مشروع الدولة المصادرة وهيأت لثورة التغيير والحوار بين كل القوى والمكونات، في الحوار السياسي يتفق الناس ويختلفون وهذا أمر طبيعي، ولا يعني أن نختلف حول موضوعات معينة أو نتفق أن تحالفات قد انهارت وأخرى قد قامت، تربطنا بالحراك روابط قوية، وتربطنا أيضاً بأنصار الله روابط قوية، ومثل هذه الروابط تعزز المشترك السياسي والفكري والثقافي الذي كان اللقاء المشترك وسيظل قاعدته الرئيسية ..
- أخيراً أستاذنا القدير بعد هذا الحوار الشيق معكم والذي لا نريده أن ينتهي هل أنتم متفائلون بمستقبل اليمن؟
بالتأكيد أنا متفائل بأن مستقبل اليمن سيكون أكثر إشراقاً، ولولا هذا التفاؤل لما أنا الآن متواجد في مؤتمر الحوار الوطني .
*الجمهورية-26 سبتمبر