آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

في " مزاين النانوتكنولوجي "
بقلم/ أ.د/محمد بن حمود الطريقي
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 29 يوماً
الأحد 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 06:14 م

" إن أي تنظيم سياسي أو اجتماعي هو طابع مألوف في المجتمعات المدنية، مهما حمل من المسميات أو الأوصاف، وعليه فإن دعم الدولة أو مباركتها لأي من أشكال هذه التنظيمات، عادة ما يرتبط بإرادة سياسية تفضي إلى تحول سليم إذا ما أحسن استثماره ، في حين تفضي إلى إشكالات عقيمة إذا ما تناثرت هيبة الدولة بين هذه التنظيمات !! " .

 الإعلام السلاح الأخطر في كل معادلات التحولات السياسية والاجتماعية هو الذي يشكل صورة هذا التنظيم أو ذاك، وهو الذي يوجه الرأي العام ـ عن قصد أو بغير قصد ـ لتكوين النظرة الأولية للأحداث وارتباطاتها، من خلال أسلوب الطرح الإعلامي المتزن غير الضبابي، والذي عادة ما يخدم رسالة الإعلام، في حين أن عكس ذلك يؤدي إلى خلق نعرات منبوذة تنذر ببداية أزمة مشؤومة يجدر بنا الانتباه إليها.

 لقد شكل الإعلام السعودي في الآونة الأخيرة منحنيات معقدة بهذا الاتجاه ، حين أفرد مساحات واسعة لمزاين الإبل، وترك زوايا متناثرة للنانوتكنولوجي، وصدّر للعالم بذلك صورة ضبابية عن توجهات الدولة واهتمامات الرأي العام السعودي ، في حين أغفل أن لكل موضوع شأنه ، وأن الاعتزاز بالتراث والتمسك بالتقاليد الخصوصية ليست بديلاً عن مسيرة العلم والنهضة التي تشهدها البلاد السعودية ، ويعيشها أبناؤها ، في حين يرتقبها العالم بعين الحسد والبغضاء أعداء ، وبعين التقدير والاعتزاز أخوة وأصدقاء.

 إن حالة التماهي التي تعيشها بعض وسائل إعلامنا في توثيق أحداث وتفضيلات " مزاين الإبل " وربطها بمعطيات قد تمس بشكل من الأشكال الوحدة الوطنية، تقود النظرة السلبية إلينا عن توجه عام، واهتمام عام، ودعم غير منقطع النظير، لحركة قد لا تتعدى السمة التراثية، في حين تهمش قضايا الفقر والتنمية والصحة والرعاية الإنسانية ، ولا تأخذ بأي حدث من أحداثها ذلك الاهتمام المشهود الذي تلقاه الحركة التراثية بمسميات قبلية، نكن لها كل الاحترام والتقدير، ويشهد لها التاريخ السعودي والعربي ، ولكننا نرفض لها الابتذال الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام، وذلك حرصاً على تاريخها المشرف.

 لماذا لا تمعن وسائل إعلامنا بمثل هذا الاهتمام أمام ما تقدمه الحكومة السعودية بتوجيه ولاة الأمر، وهي تسعى على قدم وساق، للقضاء على بؤر الفقر، وتنشيط العجلة التنموية، وترسيخ الحقوق الأساسية للمواطن باعتباره أساس الكيان السعودي، وفي حين تنفق الملايين على " مزايين الإبل " وتتعداها، يفتقر مواطن ما إلى علاج أو قوت يوم، ويسترحم معوق ومسكين ألف مرة ليتحصل على واحدة من حقوقه ، خاصة وأنه لا يعرف في الإبل وقد لا يراها إلا في لحمها من محسن يوم عيد الأضحى المبارك !!

 " مزاين الإبل " وسم تاريخي تراثي لا أنكره ، ولا يحق لأحد ذلك، ولكنه جزء بسيط من اهتماماتنا الاجتماعية ، في حين أن الأجزاء الكبرى المتبقية تغيب عن إعلامنا ، رغم أن أساس القضية يبيح عكس ذلك ، فالإبل التي تعيش في مزايينها أحلّ لنا ذبحها وسلخ جلدها وأكل لحمها من فضل الله ، في حين لا يحلّ لنا أي من ذلك لمعوق أو فقير أو محتاج أو حتى مضطهد.

 القيادة السعودية لا تريد منا هذه الأبواق ، بل تريد منا حسن الانتماء إلى مواطنتنا ، وهي التي تسعى لذلك دائماً وتفكر في مستقبل يتعدى الواقع بآلامه السياسية، وهذه ميزة القيادة الواعية عن غيرها ، والمطلوب منّا نحن أن نكون بحجم هذا الوعي، لأن المستقبل القادم هو مستقبل " النانوتكنولوجي " لا مستقبل " النانوإبلي " !! ، وهنا للحق إشادة بوعي وزير الثقافة والإعلام السعودي الذي ساند بكل جهد معطيات الإعلام الوطني، ونحن بما نفعله نضيع الكثير من جهده ، ونضيع الأكثر من مسيرة النهضة والتنمية التي تدعونا إليها القيادة السعودية .. أفلا من تمهل ؟!

 السعودية بلاد الإنسانية، والفضاء الرحب فيها يتسع لكل الاهتمامات ، ولكن إيانا وأن تضيع منّا الكبائر في الصغائر، والجماعات في أشخاص، وعلينا أن نحتكم جميعاً للاتزان والتوازن في الطرح والاهتمام، وبغير ذلك فإننا سنخسر الكثير .. ولا سبيل إلينا نحو النجاة الآمنة إلا التفكر الواعي لما تريده القيادة الحكيمة لهذا الوطن .. فلا نكن في الحق ومن الحق متوجسين.

 

* الباحث الرئيسي المشرف العام على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الأإنسانية وحقوق الإنسان.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د. محمد معافى المهدلي
سباعياتٌ في وداع المجدد عبدالمجيد الزنداني
د. محمد معافى المهدلي
كتابات
أ. د/أ.د.أحمد محمد الدغشيليس من السنّة
أ. د/أ.د.أحمد محمد الدغشي
ريما الشاميمحاكمة بهران
ريما الشامي
مشاهدة المزيد