حقيقة رحيل جيرو عن ميلان الحكومة تكشف لـ مجلس الأمن الدولي أسباب الإخفاق في حل الأزمة اليمنية أردوغان يكشف عدد أعضاء حماس الذين يتلقون العلاج في تركيا أخيراً قبائل طوق صنعاء تصحو من سباتها.. تطورات مزعجة للمليشيات أبو عبيدة يصدر بياناً غير سار للكيان الصهيوني غروندبرغ يتحدث عن خريطة طريق أممية مدعومة عربياً وسعودياً للحل في اليمن لجنة خبراء موالية للحوثيين وإيران تكشف السر الخفي وراء الصمود الفولاذي لمحافظة مأرب ونجاحها في سحق كل محاولات إيران ومليشياتها في المنطقة إذا نظرنا إليه لدقائق يقتل خلال يومين.. تعرف على أخطر جسم بالعالم ينذر بمواجهات مسلحة غربي صنعاء..وثائق مسرّبة تكشف عن صراع خفي بين قيادات حوثية على حصص سرقة يصل سعرها 10 ملايين دولار عاجل: المبعوث الأممي خلال إحاطته لمجلس الأمن يتجاهل عرقلة الحوثيين لكل جهود السلام ويكشف عن ثلاث محاور انتهجها لتحقيق السلام في اليمن
واجه صنعاء اليوم حصاراً جديداً من نفس العائلة التي حكمت صنعاء ذات يوم وعملت جاهدة ولمدة ليست بالقصيرة على أن تكون لوناً واحداً ، ومذهباً واحداً ، وخياراً واحداً.
كانت صنعاء قبل ذلك مدينة مفتوحة - أجناس ومذاهب وأفكار وإبداعات - حتى قالوا أن صنعاء حوت كل فن
في تلك المرحلة قاوم اليمنيون الحالة التي عمل حكم العائلة على صنعها وبأدواتهم الخاصة و البسيطة
لقد ظهرت هذه المقاومة في توصيفهم للكائن الذي كان يحكم ، سواء وصف المذهب أو اللهجة أو المكان
لقد كانت توصيفات عنصرية لم يجد اليمنيون في تلك الفترة ما يمكنهم فعله غير ذلك ، وكانت في حقيقة الأمر أوصاف أرادت العائلة نفسها أن يراها اليمنيون فيها وكانت تقول لهم : ها انذا ، فإن لم تعجبكم فعليكم مناطحة الجبل ، والأسهل القبول بهذا الكائن القادم من خارج السياق اليمني
إن المقاومة المجتمعية التي أبدعها اليمنيون المتواصلة و الشاملة لجميع جغرافيا اليمن ، هي التي أنتجت رفضاً لحكم العائلة الطائفية ،وولدت من رحمها ثورة
وكان " الحصار الأول " حصار السبعين الذي تفكك عندما وحد الثوار موقفهم وارتكزوا على أهداف ثورتهم فانتهى حكم العائلة
اليوم نحن نعيش بداية " الحصار الثاني " وهو حصار مرتد لأن العائلة بقيت منزوية في تضاريس شمال الشمال في كهوف صعدة حيث تشرنقت هناك منتظرة الظرف الذي يساعدها على الخروج من الشرنقة
فعلاً ، وبعد خمسين عاماً من الثورة ، وثلاث وثلاثون سنة من حكم صالح بدا اليمن الجمهوري منقسماً أشد ما يكون الانقسام ، وبدا لليرقة أن الوقت قد حان وأن عليها أن تخرج من الشرنقة
لقد وجدت في هذا الانقسام ما يمكن أن تتغذى وتستند عليه لتقوم بالحصار الثاني لصنعاء وكان السيطرة على عمران مؤشراً على هذا الانقسام
لقد اسموا هذا الحصار العسكري " ثورة الشعب " وما علموا أن الثورة في اليمن تبدأ من داخل صنعاء وليس من خارجها من جبال مرّان.
في 48 بدأت من صنعاء ، في 62 من القرن الماضي بدأت من صنعاء ، وفي 2011فبراير بدأت أيضاً من صنعاء ، فصنعاء هي منبع الثورة ومن يحاصرها هو ضد صنعاء وضد الثورة.
سيفشل الحصار الثاني كما فشل الحصار الأول ، لكن على اليمن الجمهوري أن يتوحد.
عليه أن يردم الشقوق التي تسلل منها ، النظام الطائفي ، النظام العائلي ، النظام الرجعي ، المغولي الذي جاء ممتشقاً سيفه ليفرض رأيه ويقيم ملكه الذي يراه حقاً الاهياً ، وكأن الله قد جعل اليمن هي مكان هذا الحق !!!
إن ردم الشقوق يعني ردم العنصرية والسلالية والمذهبية والمناطقية ، لتبقى صنعاء مدينة مفتوحة ويكون اليمن معها كذلك.
هذا ما على اليمنيين فعله بعد عمران التي مثل السيطرة عليها دليلاً على انقسام اليمن الجمهوري.
ان ما يكسر الحصار الثاني هو الاصطفاف الوطني ، توحد اليمن الجمهوري وبعده سوف تفك عمران من أسرها وتعود العائلة إلى كهوفها ومخابئها ، لكن هذه المرة علينا أن نخرجها بشكل ايجابي ونعلمها الانفتاح ، التنوع ، التعدد ، لتعيش عصر الفضاءات المفتوحة.
لقد فشل الحصار الثاني من لحظة إعلانه في الخطاب الملغوم الذي انفجر في صاحبه وأعاد لليمنيين ذكرى الحصار الأول ودعاهم للتوحد فظهرت بعده العائلة (الجماعة ) معزولة.
لقد انفضت الكتل التي تجمعت حولها وبدت مكشوفة بل وضئيلة واختفى الورم وبان الصبح لذي عينين .
و أدرك الداخل كله الحقيقة وتكلم بصوت واحد أن اليمن الجمهوري لا يمكن أن يكون عائلياً أو طائفياً أو مناطقياً وأنه للجميع ، وعلى الخارج أن يكون موحداً مع اليمنيين وألا يبدوا منافقاً.
لقد حانت ساعة الحقيقة .