خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
قيل الكثير عن خطاب قائد المسيرة القراّنية عبدالملك الحوثي الأخير يوم المولد النبوي في المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام وصفحات التواصل الإجتماعية والحوارات الخاصة , لكن أهم ما في الخطاب من دلالات ومعانٍ لم يتطرق إليها أحد , أو كان ذلك بنسبة لاتُذكر و لم أشاهدها .
لاحظوا ثنايا الخطاب , وعودوا لقراءته أو مشاهدته من جديد , ستجدون أنه لأول مرة تم تحديد ست نقاط وليس كما كان من قبل خطاب دون تحديد نقاط معينة في إشارة واضحة للخطوط العريضة للسياسة العامة للدولة التي أصبحت في قبضة الميليشيا , و هي السياسة التي سيتم إنتهاجها في المرحلة القادمة والقريبة على الأقل , و هي المرة الأولى التي يقرأ فيها المرشد الخطاب مكتوباً في مدلول اّخر وبعد الإستعانة على مايبدو بالخبراء والمستشارين المحليين أوالقادمين من بلاد ماوراء النهرين .
لاحظوا , أيضا في خطاب عبدالملك الحوثي , إنه يدين النظام البحريني بسبب مايتعرض له الشعب البحريني المظلوم على حد تعبيره , وهي المرة الأولى التي يعبر فيها الحوثي عن إدانته لشأنٍ في دولة عربية , فضلاً عن تناغم ذلك مع السياسة الإيرانية ووجود دليل إضافي لمن لازال يشكك في علاقة الجماعة بطهران , فإن الإدانة بحد ذاتها تأتي كأنها صادرة من رئيس دولة , وكأن ذلك أصبح موقف رسمي لليمن و أحد إتجاهات السياسة العامة .
أيضا , الحوثي قال أنه يؤكد لمحيطه الإقليمي أنه يبعث رسالة سلام , هذا حدث أيضاً بعد فوز محمد مرسي برئاسة مصر وفي أول خطاب له قال أنه يبعث للجميع برسالة سلام ويقصد بذلك إسرائيل , و مرد ذلك يعود لتخوف الغرب وأمريكا من موقف مصر بعد فوز مرسي , وهنا عبدالملك يبعث نفس الرسالة , والمقصود كما هو معلوم دول الخليج وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى السعودية بعد سخطها الظاهر من إستيلاء جماعة الحوثي على مايقارب نصف محافظات الوطن وضمنها العاصمة , وفي هذا دليل واضح عن أن الحوثي الاّن يتعامل مع الجيران والأصدقاء بوصفه الحاكم والسلطة وكممثل وحيد للشعب اليمني .
لاحظوا , أيضا .. الحوثي لم ينتقد هادي كعادته , وهو مؤشر هام على أن هادي وافق أن يكون رئيساً تابعا للمرشد الأعلى للثورة , مقابل ما يدور عن صفقة لبقاء هادي حتى إشعار اّخر , التعيينات الأخيرة لممثلي الجماعة في مفاصل حيوية وهامة وفي المحافظات ودعم الرئيس للمولد النبوي بمائة مليون ريال وغض الطرف عن الجماعة وكل ماتفعله ربما تأكيدٌ إضافي على ذلك .
تضمنت النقاط الست دعوة مواجهة الأخطار والظلم في فلسطين والبحرين و المد التكفيري , و دعوة القوى الى الحفاظ على إستقرار الوطن ووحدته , وتأكيد رسالة السلام للمحيط الإقليمي , ورفض مشروع الأقاليم , وحل القضية الجنوبية , وضرورة استمرار العمل الثوري في مسارات محاربة الفساد وفرض الشراكة والتعاون مع الجيش والأمن والدفاع عن ممتلكات الشعب , والمقام لايتسع هنا لمناقشة النقاط الست و الهدف هنا تسليط الضوء على مرحلة جديدة للجماعة بدت من خلال الخطاب الأخير .
طبعا , لا يفوتني القول أن الحوثي قبل عدة أيام فقط , وفي رسالة لأنصاره حدد المسارات القادمة للعمل الثوري بمكافحة الفساد , وفرض الأمن والاستقرار , وتطهير المؤسسة الأمنية والعسكرية من أذيال علي محسن , أي أن هناك إختلافا ملحوظا لمسار العمل الثوري بنقاطه الثلاث ,وخلال مدة قصيرة جدا .
كذلك الحوثي يوجه الحكومة بسرعة تجهيز حديقة 21 سبتمبر ,ليست دعوة أو طلب , لاحظوا , لقد قال توجيه , تماماً كما يوجه الرئيس الحكومة بسرعة إنجاز أحد المشاريع , وهنا بالذات , كأن الحوثي يقارن بينه وبين هادي الذي عجز في السابق عن إخلاء الفرقة وتنفيذ قراره الجمهوري .
والمهم هنا وخلاصة الأمر, أن أهم مدلولات الخطاب و مضمونه , أنه أعلن بوضوح عن صفحة جديدة للجماعة , بعد فرض سيطرتها تحت قوة السلاح على جزء كبير من البلاد و القرار, صفحة يظهر فيها زعيم الجماعة في مظهر الحاكم بأمر الله , أنه مشهد واضح لتدشين عهد ولاية الفقيه , وقد تم بالتأكيد إرسال النقاط إلى هادي للتنفيذ .
وماسبق ذكره حول الخطاب الأخير للحوثي , ورغم خطورته وأهميته , فقد تحاشى الجميع مواجهته , لأن الحقيقة صادمة وغير مقبولة للعقل المحب لوطنه ومستقبله , أو لم ينتبه له أو بسبب حسن نية عجزت عن قراءة الخطاب كما يجب , وأتمنى بالفعل أن تكون قراءتي للمشهد مبالغ فيها ,و إن كان العكس هو الصحيح فنحن في مشهد يشبه ماحدث في إيران عام 79 , وبدء عهد المرشد الأعلى للثورة . ويبقى الأهم الاّن .. ماذا بعد ؟ و إلى أين نتجه بالضبط ؟ .. والله من وراء القصد .