خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
يقول زميل صحفي يمني إنه بحث عن البيان الذي أعلن فيه تنظيم الجهاد مسؤوليته عن تفجير السفارة الأميركية، فكادت"روحه أن تطلع" ولم يعثر عليه في أي موقع جهادي. أشرت عليه بالبحث عنه في موقع إمارة الفلوجة الإسلامية لأنه الموقع الوحيد الذي بث شريط القاعدة في الذكرى السابعة لهجمات سبتمبر، وبالتالي يمكنه أن يجد البيانات الأقل أهمية منه فقال: "حتى هناك لم أعثر عليه." ويقول زميل آخر ساخرا: " يبدو أن البيان وصل إلى مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في صنعاء من مكتب العقيد درهم صديق المراسلين والصحفيين في الأمن القومي ولم يصل الوكالة من القاعدة ولا من الجهاد".
ويعتقد الزميل المتابع لاخبار وبيانات الحركات الإرهابية إن تنظيم القاعدة في اليمن مجرد قسم من أقسام الأمن السياسي، وربما أن له فرع آخر في الأمن القومي، ولكن التنظيم حسب رأيه أضعف من أن ينفذ عملية بمثل هذا الحجم. ( هذه العملية أفشلها بيان وزارة الداخلية رغم سقوط 17 قتيلا جراءها فكيف لو أن تلك العملية الإرهابية نجحت؟!).
وعندما جادلت الزميلين المشار إليهما بأن النظام من المستحيل أن يتورط في عمليه مثل هذه قد تطيح برموزه لو انكشفت المؤامرة، علل أحدهما ما حدث بأنه ناجم عن " صراع بين عصابات الحكم، في حين أصر الآخر بأن " عناصر قاعدة اليمن الكبار في جيب السلطة وهادئين ومساكين وبينهم مشاكل مع بعضهم البعض، أما الجيل الجديد فهم قتلى ومسجونين أو مشردين في أماكن معلومة للسلطة، وعناصر الأمن تتواصل معهم وتزودهم بالمال والزاد والعتاد، وتتولى إدخالهم وإخراجهم وأكبر دليل على ذلك حمزة القعيطي الذي كان في مخبأ تحت السيطرة من أجل تخويف السفارات، ولما طالت المسألة بدأ الرجل يخطط لعملية دون التنسيق معهم فقتلوه وصنعوا من مقتله نصرا على الإرهاب. ولكنهم في الوقت ذاته مازالوا تاركين ناصر الوحيشي وجماعته خارج المسرحية الآن، بسبب حاجتهم لصنع أساطير يكذبون بها على الأمريكان، وعندما يزهقوا من الاسطورة أو يقبضوا ثمنها يتخلصون من صاحبها ولكن هناك أسماء بعيده عن الاستهداف المباشر" ، ويتوقع محدثي أن يظهر على الساحة الآن وجه جديد كان يقال أنه "استشهد" في أفغانستان غير أن مصادر خاصة تؤكد أنه عاد – أو أعيد - ويتوقع أن يصبح هو الوجه الجديد الذي تستهلكه السلطة في المرحلة القادمة.
ولا تختلف هذه الاستنتاجات عن ما ورد في منتدى المجلس اليمني من تعليقات تحمل النظام مسؤولية العملية الأخيرة، والعمليات التي سبقتها، ورغم أني لا ألوم أصحاب هذه الاسنتناجات على فقدان ثقتهم في النظام إلا أن لي تحليل آخر فيما يتعلق بعملية السفارة الأميركية الأخيرة إذ أني أعتقد جازما بأن الهجوم من أعمال القاعدة بكل المقاييس، ولا يمكن للنظام أن يغامر بالتورط في عملية خطيرة كهذه. ومع احترامي لأصحاب التحليلات والآراء المناقضة إلا أن اللجوء إلى نظرية المؤامرة لا يمكن أن يوصل المحلل السياسي إلى استنتاج صحيح مطلقا. ومن يحمل الحكومة اليمنية مسؤولية التآمر لتفجير السفارة الأميركية لا يختلف كثيرا عن أولئك الذين اتهموا الحكومة الأميركية بالوقوف وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر، دون دراية بطبيعة النظام الأميركي وكيفية صنع القرار فيه. وإذا كان أصحاب نظرية المؤامرة لا يصدقون الحكومة الأميركية فيما تقوله، فعليهم بتصديق اسامة بن لا دن الذي أعلن مرارا مسؤوليته عن الهجمات المرعبة.
أما ما يتعلق بالحكومة اليمنية فإني آخر صحفي يمكن ان يساندها في أكاذيبها، ولكن من الصعب اتهامها بالتآمر على تفجير السفارة الأميركية، فهذا النظام لا يمكن أن يجرؤ على ذلك، وتجاربنا معه تدل على أن جرأته لا تخرج عن نطاق التآمر على الشعب اليمني وإرهاب اليمنيين، أو القيام بأعمال تفجيرية داخلية لتحقيق مكاسب سياسية محلية مثلما حصل في انتخابات 2006 من توقيت تفجيرات الضبة وصافر قبل يومين من الاقتراع، وتوجيه الاتهام لحارس بن شملان في سبيل تحقيق مكاسب انتخابية رخيصة، ولكن لم يسبق للنظام أن تعرض لمصالح الدول الكبرى ومن المستحيل أن يقدم على ذلك، لأنه يعرف العواقب الوخيمة التي سيواجهها. وقد يستفيد النظام ماليا من التفجير الأخير الذي استهدف السفارة الأميركية عن طريق المساعدات الأميركية وابتزاز السعودية والإمارات، ولكن هذا لا يعني أن النظام يقف وراء تدبير الهجوم لأنه –كأي نظام طفيلي- يحاول الاستفادة من الحوادث الارهابية التي كان طرفا مهما في تهيئة الجو المناسب لحدوثها ومن ثم الاستفادة من نتائجها من خلال التفسيرات الرسمية والأنشطة المصاحبة أو حتى من خلال التسريبات الأمنية الركيكة من نوع تسريب خبر القبض على سيارة محملة بالاسلحة بالقرب من السفارة السعودية وهو الخبر الذي ذكرته صحيفة الرياض نقلا عن مصدر عسكري يمني.
والنظام- رغم شيخوخته - أذكى بكثير من أن يتورط مباشرة، إذ أن العمليات الماضية تدل على ذلك ولعل اغتيال الشهيد جار الله عمر كان أوضح مثالا حيث أن منفذ عملية الاغتيال كان إرهابيا حقيقيا، أوحي إليه بالعملية ولم تصدر إليه توجيهات صريحة. ومهما توفر لنا من قرائن تدين النظام اليمني بالتآمر على تفجير السفارة الأميركية من أجل تحقيق مكاسب سياسية فإن تلك القرائن ليست كافية لتوجيه التهمة. فمقولة أن رئيس النظام توجه إلى الحديدة قبل العملية لإبعاد التهمة عنه قرينة غير كافية لأن وجوده في صنعاء لن يجعل أحد يوجه التهمة إليه. كما أن التحذيرات المتعاقبة للسعودية والإمارات لا تكفي لإدانة النظام لأن النظام قد يكون لديه معلومات أو مؤشرات عن خطط القاعدة، ولكن هذا لا يعني أنه يقف وراء كل خطة، ولا يجوز التقليل من خطورة تنظيم القاعدة في اليمن. وعلينا أن ندرك أن القاعدة لن تجد أفضل من ا ليمن مكانا لإعادة تنظيم صفوفها لأن ا ليمن تتوفر فيه الأيدلوجية المحرضة على الإرهاب والفقر الذي يوفر وقودا دائما لتلك الأيدلوجية. ويجب على الدول الكبرى أن تولي اهتماما باليمن كمرتع خصب للإرهاب القادم ولكن الحل لن يكون بدعم حكومة غير أمينة في حربها على الإرهاب وإنما عن طريق دعم شعب تواق للتخلص من سلطة إرهابية، وتواق للتخلص من الفساد الصنو الخطير للإرهاب، وتواق لإيجاد سلطة تتحلى بالمسؤولية وخاضعة للمحاسبة، بدلا عن السلطة القائمة غير المسؤولة التي لا يستطيع الشعب اليمني أن يحاسبها على أفعالها.
مؤتمر التشاور الوطني
مازالت الكوادر الوطنية اليمنية في الخارج تنتظر بحماس كبير المشاركة في المؤتمر المرتقب للتشاور الوطني الذي تزمع أحزاب اللقاء المشترك تنظيمه، ومن المؤمل أن يساهم هذا المؤتمر في إيجاد تصور مقبول لإنقاذ البلاد من وضع الفراغ القيادي الذي تمر به لأن استمرار الوضع الراهن كما هو عليه لن يفيد سوى الفاسدين الذين يستمدون قوتهم من ضعف الآخرين، ويوغلون في فسادهم بسبب غياب الإرادة لدى القوى الوطنية القادرة على التغيير، والقادرة على تحريك الشارع لإسقاط مشاريع التخلف ومشاريع العودة بالشعب اليمني إلى الحكم الوراثي الاستبدادي المتخلف بعد مرور ما يقارب النصف قرن على قيام الثورة ضد النظام العائلي الوراثي. ولكن الذي يجعلنا نأمل خيرا هو أن القوى الوطنية أصبحت في هذه الآونة مصممة على صوغ عقد اجتماعي جديد ينص على منع الإمامة من العودة مرة أخرى في ثياب العكفة، وعلينا أن نحترم تضحيات شهداء سبتمبر الذين بذلوا حيواتهم للقضاء على النظام العائلي الوراثي.