مأرب ملحمة الجمهورية .. ومذبحة الإمامة
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 8 سنوات و شهر و 18 يوماً
الأربعاء 05 أكتوبر-تشرين الأول 2016 03:52 م

لمأرب كان شرف السبق ولرجالها الأباة كان عنوان الرجولة والصمود .. يوم أن إنتفشت ثورة الحوافيش بغرور المراهقين ودموية القتلة .. كانت مأرب هي السد المنيع الذي فيه كسر كبرياء المغرورين وفيها تم نتف ريش الطائشين , وفيها تم تعرية حقيقة السفاحين الجدد وفضحت مؤامرات العابثين بآمال وأحلام أبناء اليمن ..

طيلة 3 عقود من حكم " المخلوع" وهو يوغل في تشويه صورة أحفاد ملوك سبأ حتى ألبسهم ثيابا غير ثيابهم وقيما غير قيمهم وظل يمارس دجلة عبر إعلامه وسدنة حاشيته ..

5 أكتوبر كان يوما فاصلا في تاريخ الثورة وفجرا قاصما لغرور دعاة الإمامة وفلولها ومقبرة لأحقاد المخلوع وحرسه العائلي ..

لن ينسى التاريخ لهذه الذكرى "أن أبطال مأرب وإخوانهم من أبناء اليمن مرغوا بأنوف جيوش النخبة العائلية "عبر قوات ما يسمى الحرس الجمهوري والقوات الخاصة "التي منحت ولائها وحياتها لمخلوع "يتفجر حقدا " وتهاوت قواته راكعة أمام صمود الرجال وعنفوان عزتهم ...

ولن ينسى التاريخ النهاية المخزية لأكثر من أربعه من ألوية حرس العائلية ومصارع نخب كتائب الحسين ,ومحترفي مقاتلي حزب الله وخبراء الحرس الثوري الإيراني جماعات وأفرادا على أسوار مأرب .

هنا في "أرض الجنتين" تم وأد مشروع الإمامة وكسر طموح السلالة وأبيدت تطلعات الانقلابيين .

في مأرب نهضت الجمهورية بعد كبوات مؤلمة لطعنات غادرة , من حماة غدره , وأدعياء فجرة , تلبسوا بثوبها حينا من الدهر .

في مأرب شمخت الحرية , وغنت الكرامة, وأعيدت الحياة في جسد الجمهورية ورفرف علمها شامخا .

في مأرب ذابت الفوارق , وتلاشت الطبقات , واتحدت القلوب , وتوحدت الأهداف , فكان ميلاد العزة والحرية ..

ذكرى 5 إكتوبر تذكرنا بأمل النصر بعد قهر الهزيمة , وروعة الحرية بعد ألم الظلم , وجميل الوحدة بعد مقدمات الإنفصال ..

لن ينسى التاريخ أن ما قبل 5 إكتوبر من عمر الجمهورية اليمنية من العام الماضي كان مشهدا جريحا حيث إنهار الكل وسلم الجميع ويأس حملة الأمل من كل أبناء الجمهورية إلا حماة هذه المحافظة ومعهم كل فرسان الحرية الذين توافدوا إليها من أطراف الجمهورية المغدورة ليرسموا ملحمة من أقوى ملاحم البطولة والعزة في تاريخ اليمن الحديث ..

فكانت ملحمتهم في هذه الذكرى عنوان فخر وموطن عزة وسطور أمل وتفاصيل حياة .

رغم كل الجراح فالملحمة مازالت تعمد بدماء أبنائها وكل المنتسبين اليها الذين توافدوا من جيشها الوطني ومقاومتها الشعبية لتكتمل معالم الحرية وترتسم ابتسامة جديدة لمعنى الجمهورية والثورة .