آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

التنازل "لليمن" لا "عن اليمن"
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 7 سنوات و 5 أشهر و 18 يوماً
الأحد 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 11:50 ص
قبل أن يدخل الحوثيون عمران، كنت أقول: والله لو وصلوا إلى سواحل عدن، لما ساورتني ذرة شك، في أنهم مهزومون. وبعد وصولهم إلى سواحل عدن، وترديد صرختهم الكاذبة في خورمكسر، بدأ مسلسل العد التنازلي لانفجار "فقاعة الصابون".
واليوم يهتف المتظاهرون في "ميدان التحرير"، وسط صنعاء ضد سلطة "الكهنوت"، والحوثيون يحضرون لصوصهم الذين أطلقوا الرصاص لتفريق المتظاهرين، واعتقال الكثيرين منهم صباح هذا اليوم.
بدأت حركة الاحتجاج، ولن تنتهي إلا بالإطاحة بأصحاب "الطيرمانات" الذين انتقلوا من طيرماناتهم إلى "البدرومات" التي عبَّؤوها بمدخرات البنك المركزي اليمني، المخصصة لمرتبات الموظفين، وخدمات الدولة.
الانقلاب يتداعى من داخله، والأطراف السياسية التي شاركت في جريمة التغطية على الانقلاب الحوثي، تدرك اليوم حجم الكارثة التي حلت بالبلاد من بعد 21 سبتمبر 2014.
المؤتمر الشعبي العام الذي تعرض لأكبر كارثة في تاريخه بتحالفه مع حركة "كهنوتية"، يعيد اليوم صياغة خياراته بعد أن أدرك أن الحوثيين أرادوه غطاء سياسياً لحركتهم السلالية.
قيادات كبيرة في المؤتمر اكتشفت أن "المجلس السياسي الأعلى" هو النسخة المطورة من "اللجنة الثورية العليا"، التي لم يحلها الحوثيون، وهذه القيادات ترفض اليوم تشكيل حكومة يكون للإماميين اليد الطولى فيها.
هناك شبه إجماع شعبي على أن الحوثي كارثة، حتى الذين أدخلوه إلى صنعاء يعرفون ذلك، وهذا الإجماع جيد لتشكيل حركة وعي وتمرد داخل المناطق التي سيطر عليها بالقوة.
بعض من لا يدرك طبيعة المعركة، يشمت بورطة الذين صفقوا للحوثيين، وهذا خطأ فادح.
نحن لسنا في حرب مع أهلنا في صنعاء وغيرها من المناطق التي لا تزال تعاني من قبضة مليشيات الإماميين، نحن في معركة مع المليشيات نفسها، نحن لسنا في معركة مع صنعاء، نحن في معركة لدحر الانقلاب عن صنعاء.
الغريب أنه بعد اندحار الحوثيين من الجنوب ومأرب، ومن مدينة تعز، وبعد أن ثارت أرياف الحالمة، واشتدت المقاومة في البيضاء، وحقق الجيش اليمني والمقاومة تقدماً كبيراً في الجوف، وبعد تشكل بوادر حركة احتجاج واسعة ضد "الكهنوتيين الجدد" في صنعاء وغيرها، بعد كل ذلك، نسمع همهمات "ارتخت حبالها الصوتية"، تقول: طالت المعركة! 
انظروا إلى ما تحقق، كما تنظرون إلى ما لم يتحقق، انظروا إلى "ثلثي" الكأس الممتلئة، لا تكتفوا بالنظر إلى "الثلث" الفارغ.
صحيح أن معاناة شعبنا شديدة، لكن ثمن التسليم للانقلابيين أكثر بكثير من ثمن مواجهتهم.
كل ما هو مطلوب اليوم، أن تتمسك القيادة السياسية بالمرجعيات الثلاث (المبادرة، مخرجات الحوار، القرارات الدولية)، ألا تفرط في ثوابت الوطن، ألا تتغاضى عن الانقلاب، أن ترفض الحلول الترقيعية، وألا توافق على سلام يؤسس لحرب جديدة.
مطلوب دعم حركات الاحتجاج التي تتشكل في صنعاء والوقوف إلى جانبها، لا الشماتة بها والوقوف موقف المتفرج عليها، يجب الكف عن التشفي والمكايدات التي كانت السلاح الفتاك للحوثي في المعركة.
أما المثبطون فحمداً لله أن كتاباتهم مجرد "خربشات" على جدار الفيسبوك، وأن "الرجال الرجال" في الميادين ليس لديهم الوقت لتصفح هذه الخربشات.
لا ينبغي لمن يتقدم على الأرض أن يتراجع سياسياً، لا تنخدعوا ببقايا "فقاعة الصابون"، الانقلاب يتداعى من داخله.
أخيراً: ولد الشيخ يدعو دائماً إلى التنازل، لكنه يجب أن يفهم الفرق بين التنازل "لليمن"، والتنازل "عن اليمن".