السلطان السبئي وهرطقات الشيطان
بقلم/ محمد الصالحي
نشر منذ: 7 سنوات و 11 شهراً و 13 يوماً
السبت 10 ديسمبر-كانون الأول 2016 08:54 م

هاجم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في آخر ظهور له في مقابلة تلفزيونية لقناة البي بي سي والتي صورها في أحد سراديبه بالعاصمة صنعاء، هاجم شخص سلطان العرادة حاكم اقليم سبأ ورجل الشرعية الأكثر ثقة لدى دول التحالف العربي، والذي مثل حجر العثرة أما مشروع الحوثي وعفاش، ذلك الليث الهمام مأربي الهواء عبيدي الانتماء، الجبل الذي لا يتزحزح، والهامة التي لا تلين والقناة التي لا تنكسر، يتهمه المخلوع بقتل شهيد الجمهورية عبد المغني، تلك الجمهورية الحزينة التي أجهز عليها ذلك المحروق وسلمها لألد أعدائها، بعد 33 سنة من التيه والانغماس في نعيمها، لكنه بادل الاحسان بالاساءة، وهذا ليس بغريب عليه، فسجله حافل بالخيانات والغدر.

فالهجوم على شخص العرادة، يعتبر بمثابة وسام شرف منحه شخص بات بلا شرف لشخص يحمل كل معاني الشرف والرجولة، فذلك الهجوم يخفي وراءه الكثير من المواجع التي تسبب بها حارس الجمهورية الأمين سلطان العرادة، لعفاش ومشروعه التخريبي للبلاد، ويثبت ان العرادة بات محل ثقة واجماع على نزاهته ووطنيته، واصبح كالكابوس بالنسبة لصالح وغلمانه واذناب فارس، كما ان هذا الهجوم يأتي بعد محاولات عدة لصالح حاول فيها استمالة السلطان العرادة وكسب ولائه، لما يمثله الاخير من ثقل وأهمية، ولادراكه انه وبكسب ولاء سليل ملوك سبأ وحفيد التبع اليماني السلطان سلطان العرادة سيكون بذلك قد اجهز على شرعية هادي، وضمن نجاح مشروعه الانقلابي الانتقامي، لكن محاولاته باتت بالفشل واصتدمت بجبل وطني يناطح جبال عطان وعيبان ونقم، وذابت في بحر من الوطنية والرجولة والشرف، وتبددت امام كبرياء وحنكة السلطان العرادة.

فلا يخفى على أحد مواقف السلطان العرادة، الذي تحطمت علي كبرياءه معاول الانقلاب وتلاشت أمام صموده أوهام الانقلاب، رجل الدولة الحقيقي الذي وبحنكته لملم الشتات ووحد الجهود وسوى الصفوف، فقاد المعارك باقتدار جامعا في ذلك بين عقلية العسكري الحازم والقبيلي الذي يستوعب الجميع ، كانت عقلية ذلك السلطان اكبر بكثير من عقليات دولة كا يران وعصابة كصالح ومليشيا كالحوثي ، فكانت مأرب رائدة في البطولة وسباقة في التصدي لمشروع سلالي طائفي يهدف الي سحل الاحرار وتحريف العقيدة وطمس الهوية العربية .

ان المحروق الذي قال في حيث سابق له "البديل للنظام هو الحوثيون والقاعدة والحرب الأهلية"، ورأى في الحوثيين "قوة بلا عقل" سيوظفها للانتقام ممن أخرجوه من السلطة، وفعلا احسن استغلالها، وانتقم ليس فقط ممن اخرجوه من السلطة بل انتقم حتى من تلك الجمهورية التي اوصلته الى السلطة، وجعل من وحوش الكهوف آلات دمرت كل شيء وجرفت الجميع إلى المنافي والشتات، وأخذت اليمن إلى حرب شاملة تئن منها الحجار! ذلك المحروق الخائن لشرفه العسكري يحاول دون خجل الاساءة الى هامة وطنية تقف الاقلام متقزمة امامها، يحاول تشويه ابن الجمهورية وحارسها الأمين، الذي واجه الاماميين الجدد بكرامة وجلادة، انه العرادة يا عفاش، انه سليل السبئيين، انه رمز النبل والرجولة، حقا انه رجل في زمن تسيّد فيه أشباه الرجال.

عزيزي سلطان، ان هجوم عفاش على شخصك لا لشيء، الا لأنك لم تسلم أمرك وأمر مأرب له، بل وقفت امام غطرسة القوة وبطش الانقلاب ، وحملت علي عاتقك الدفاع عن الجمهورية ، فاعدت المطارح، وحزمت أمرك، فتحولت الصحراء الي بركان من الغضب الهادر وسالت جبال مراد برجال لا يهابون الموت او يخشون العداء.

  عزيزي سلطان لا تأبه لذلك الكائن الشيطاني، فوطنيتك ازعجته ورجولتك أوجعته، وثوريتك قتلته، وشرعيتك وأدت حلمه، فوالله ان صالح بات يضرب لك ألف حساب، فالجميع بات مجمع عليك، والكل بات يرى في شخصك منقذ اليمن من فوضى صالح ورعونة الحوثيين، فكل يوم يرى الجميع اخلاصك لوطنك واقليمك ومدينتك، فقد باتت مأرب قبلة لكل من أوجعه عفاش والحوثيين وملاذا آمنا لكل من انهكه وضايقه المتمردون، فمأرب العرادة باتت اليوم الرقعة الوحيدة في الخارطة اليمنية التي تحتظن اليمنيين من مختلف مناطقهم معززين مكرمين، دون ان تسأل احد منهم من اين انت، وباتت مأرب في حقبة حكمك موطنا للامن والسلام ونقطة انطلاق لمشروع التحرر واستعادة الدولة المنهوبة، تلك الدولة التي لم نعد نراها ونلمسها سوى في امبراطوريتك واقليمك ومحافظتك، وكل من يصل مأرب يلمس ذلك، فأنت رجل دولة بحق.

فتحية لك ايها السلطان المغوار وتحية لمأرب التي انجبتك، وليخسأ المرتعشون المرتهنون الزائفون الحاقدون..