مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل
انتشرت ظاهرة ما يعرف بـ"الزواج السياحي" للسعوديين في إندونيسيا بصورة ملحوظة خاصة خلال موسم الصيف الذي تشهد فيه المدن والقرى الإندونيسية تواجد الكثير من السياح السعوديين. وانتشر مع هذا الزواج ما يتبعه من مشكلات مثل الطلاق والهروب من الأبناء الناتجين عنه.
وكشف رئيس قسم شؤون الرعايا بسفارة المملكة في إندونيسيا فراج الدوسري لـ صحيف ة "الوطن" عن حالتي زواج لسعوديتين من إندونيسيين، وأن هاتين الحالتين رسميتان وجاءتا بموافقة رسمية من الجهات المختصة بالمملكة بعد تقدم أولياء أمورهن للداخلية السعودية بطلب الموافقة على زواجهن من إندونيسيين.
وأرجع الدوسري أسباب هذا الزواج إلى امتداد الأ سر وقرابة النسب بين تلك الأسر، وأن هاتين الحالتين هما الوحيدتان اللتين سجلتهما السفارة.
192 حالة زواج لسعوديين في سنة ونصف
وذكر الدوسري أن قسم شؤون الرعايا بالسفارة سجل خلال الـ 8 أشهر الماضية 16 شهادة ميلاد لأطفال سعوديين ضمن زيجات رسمية بموافقة الجهات المختصة في السعودية بينما سجل القسم 18 شهادة ميلاد لأطفال سعوديين ضمن زيجات غير رسمية ولم توافق عليها الجهات المختصة في المملكة.
وذكر أن قسمه منح قرابة 120 تذكرة مرور لدخول المملكة لأبناء السعوديين من أمهات إندونيسيات خلال عام 2007 والنصف الأول من العام الحالي، وأن هذه التذاكر تم منحها لأبناء السعوديين المتزوجين من إندونيسيات سواء كان هذا الزواج قانونيا أم غير قانوني، وأن أبناء السعوديين في إندونيسيا بالآلاف ولكن قسم شؤون الرعايا بسفارة المملكة في جاكرتا لا يستطيع الوصول إليهم لعدة أساب منها ضعف ثقافة سكان القرى والأرياف في إندونيسيا من حيث أهمية إبلاغ قسم شؤون الرعايا بهذه الحالات، وعدد الأبناء لبحث كيفية التواصل مع آبائهم السعوديين عن طريق السفارة، وكذلك لما وصفه بـ "الطيبة الزائدة" التي يتميز بها الشعب الإندونيسي حيال هذه القضايا.
وذكر الفراج أن قسم شؤون الرعايا بالسفارة رصد قرابة 192 حالة زواج لسعوديين من إندونيسيات خلال السنة والنصف الماضية، وسجل قرابة 35 حالة طلاق منها، وصادق القسم على 93 شهادة ميلاد لأطفال من آباء سعوديين أو تمت إضافتهم إلى وثائق والديهم الرسمية.
وأضاف أن قسم شؤون الرعايا تمكن من إعادة الأمور إلى نصابها حيال الشكاوى التي تقدمت بها بعض الأمهات الإندونيسيات فيما يتعلق بهروب الآباء السعوديين بعد زواجهم بإندونيسيات وإنجابهم أطفالا منهن.
يتزوجون ثم يهربون
وقال الشاب نبيل فضيلة 25 عاما، إندونيسي الجنسية إنه زوج اثنتين من أخواته لسعوديين، وإن الأخير منهم شاب يبلغ من العمر 26 عاما، ولا يحمل تصريحا رسميا للزواج من أجنبية، وإن أخته أنجبت بنتا عمرها قرابة 3 أشهر حاليا، وإن زوج أخته يزورهم سنويا.
وتخوف نبيل من أن يتشابه مصير أختيه مع مصائر مئات الفتيات الإندونيسيات اللاتي تزوجن من سعوديين وهربوا بعدما علموا بحمل زوجاتهم.
وذكر أن ليالي الصيف تزخر بحفلات زواج السعوديين من إندونيسيات، وأنه لا تكاد تمر ليلة واحدة بدون حفلة زواج مصغرة، وأن 90% من هذه الزيجات مصيرها الطلاق والفشل لأنها بنيت أساسا على فترة معينة ينقضي بعدها الزواج.
من جانبه، أكد إمام وخطيب مسجد الجمعية الوطنية في بونشاك محمد روياني أنه حضر العديد من زيجات الصيف لسعوديين، وأن مأذون شرعي يقرأ الإيجاب والقبول بين الزوج وزوجته، وأنه معظم السعوديين طلبوا عدم تسجيل بيانات زواجهم في أوراق رسمية وإنما يكتفون بلفظ الإيجاب والقبول شفهيا، وأن 70% من عاقدي هذا الزواج من الفئة المتدينة والملتزمين السعوديين. وأضاف الحاج روياني أن هذه الزيجات ما يلبث أن تنتهي بالطلاق وخلال أقل من شهر واحد كما هي الحال كل عام.
ألفا ريال للزيجة الواحدة
وعن أساب موافقة الأسر الإندونيسية على تزويج بناتها في مثل هذه الزيجات، أوضح أن الفقر والحاجة التي تعاني منها هذه الأسر هي السبب الرئيس في موافقتها، وأنها أيضا لا تشترط مبالغ باهظة، وأن كل ما تشترطه لا يتجاوز 4 ملايين روبية إندونيسية أي ما يعادل أقل من ألفي ريال سعودي للزيجة الواحدة.
"الوطن" التقت بأربعة شباب سعوديين في منتجع المياه الحارة بمدينة بوندونغ (220 كيلوا مترا شمال شرق العاصمة جاكرتا)، ولاحظت وجود فتاة إندونيسية مع كل شاب منهم، وسألتهم عن صلة القرابة بينهم وبين هؤلاء الفتيات.
واعترفوا بأن هؤلاء الفتيات هم زوجاتهم شرعا، ولكن هذه الزيجات غير رسمية، ولم تكتب الزيجات حتى على الورق وإنما تمت شفهيا بإيجاب ولي أمر الفتاة وقبول الزوج في حضرة أحد أئمة المساجد في هذه المدينة.
وأوضحوا أن بعضهم متزوجون ولديهم أطفال في السعودية، ولكنهم برروا هذا الزوج بدرء الفتنة على حد قولهم، وأنهم حريصون على عدم إنجاب أطفال، وأنهم اتخذوا كافة الوسائل الممكنة للحيلولة دون ذلك.
وفي هذا المنتجع البري تحديدا رصدت "الوطن" أعدادا كبيرة من السعوديين غالبيتهم من المتدينين والمسنين يقتاد كل واحد منهم زوجة خلفه على حد تعبيرهم وإن كان الحديث مع غالبيتهم غير ممكن نهائيا.
وفي مدينة بوقور الإندونيسية التقت "الوطن" الحاج سيان الذي يعمل في تدريس القرآن الكريم في أحد المساجد هناك، وذكر أن عدد كبيرا من الأطفال السعوديين في بلدته هم نتاج ما يعرف بالزواج السياحي، وأن معظم هؤلاء الأطفال لا يعرفون آباءهم، وأنهم ولدوا بعد هروب آبائهم وطلاق أمهاتهم منذ سنوات.
وطلبت "الوطن" من الحاج سيان إيصالها إلى هذه السر ولكنه رفض رفضا قاطعا لخوف هذه الأسر من أخذ أطفالها وإرسالهم إلى السعودية، ولكنه تحدث عن بعض هذه الحالات، وذكر أن فتاة في العشرين من عمرها من أب سعودي هرب من والدتها وهي حامل بها، وأن أمها حاليا هي من تقوم على تربيتها، وأن سعوديا آخر جاء يطلبها للزواج، ووعد بالزواج منها رسميا واصطحابها معه إلى السعودية، ولكن أمها رفضت ذلك الزوج قطعيا كي لا تقع في نفس المشكلة التي عانتها هي طيلة العشرين عاما الماضية.
وعن أسباب عدم توجه هذه الأسر لسفارة المملكة في جاكرتا للإبلاغ عن هذه الحالات أكد أن سكان هذه المدينة والأرياف المحيطة بها لا يعون دور السفارة، ولا يعرفون شيئا اسمه السفارة أساسا، وأنهم يتوقعون أن الإبلاغ عن هؤلاء الأطفال يعني ترحيلهم نهائيا إلى السعودية، وأن هذه الأسباب هي التي جعلت المشكلة لا تطفو على السطح، ولا تتنبه إليها الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية.
وفي العاصمة جاكرتا اصطف مئات الأطفال المتسولين أمام سيارات المارة عند إحدى إشارات المرور، وادعى كل من الأطفال عثمان ونور ومحمد أنهم سعوديون في الأصل، وأنهم لا يعرفون مصير آبائهم، وأن حاجة أمهاتهم الإندونيسيات وحاجتهم هم دفعتهم للتسول في هذا المكان كل يوم.
وطلبنا من أحد هؤلاء الأطفال ويدعى محمد " 8 سنوات" إيصالنا إلى منزله أو والدته، وفعلا قادنا إلى أحد الأزقة الضيقة المجاورة. وأشار إلى إحدى الفتيات وكانت تتكئ على عتبة أحد أبواب المنازل قائلا: هذه أمي، وسألناها عن صحة ما يدعيه الطفل، وردت علينا بكلمات عربية متقطعة: هل ستأخذون ابني؟ فأجبناها بأننا نريد أن نتأكد من صحة كلام الطفل حتى نستطيع مساعدته، فأجابت بأن هذا الطفل من أب سعودي تزوجت به قبل 9 سنوات، وأمضت معه عاما كاملا، وبعدها لم تره حتى اليوم، وذكرت أنها لا تعرف إن كانت مطلقة أو أرملة أو متزوجة لأنها لا تعرف عن زوجها شيئا.
وخرج إلينا شقيقها ويدعى "سلامة" سألناه عن صحة مزاعم شقيقته مستعينين بسائقنا الإندونيسي لعدم إجادته للغة العربية، ورد علينا أنه زوج شقيقته قبل 9 أعوام لشاب سعودي في الثالثة والعشرين من عمره، وأنه مكث معها شهرا بعد الزواج ثم غادر البلاد، وعاد بعد 6 أشهر مرة أخرى، ولكنه عندما علم بأنها حامل لم نجده في صباح اليوم التالي ولم نره حتى الآن.
كيف يتعرفون على بعضهم؟
وعن كيفية وصول الشاب السعودي إلى شقيقته قبل الزواج قال إن هذا الشاب رأى شقيقته في أحد النوادي الرياضية وهي برفقة صديقاتها، واتفق معها على الزواج، ولما جاءني اشترطت عليه أن يدفع لها مهرا قدره 10 ملايين روبية، أي ما يعادل 4 آلاف ريال سعودي تقريبا، وأن تسكن معي لخوفي عليها بعد وفاة والدينا، وتزوجها بدون عقد رسمي، ولم أصر على الزواج الرسمي الذي يرفضه هو لحاجتي للمال أولا ثم لموافقة شقيقتي ثانيا.
وطلبنا منه أن يتجه للسفارة السعودية للبحث عن زوج شقيقته، ولكنه رفض ذلك لعدم وجود ما يثبت أن شقيقته تزوجت ذلك الشاب، وأنه مازال يبحث عن طريقة للوصول إليه كي يقوم على إعالة ابنه الذي دفعته الظروف للتسول كي يحصل على قوت يومه.
وأضاف عثمان أن بعض الإندونيسيين بدؤوا في اختراع تجارة أسموها "تجارة الزواج السياحي"، وأن هذه التجارة تدر مبالغ طائلة على أصحابها حيث يقوم ولي أمر الفتاة بتسجيل اسم ابنته لدى هؤلاء السماسرة ويرفق صورتها بطلبه تزويجها سياحيا.
ومن جهتهم يقوم السماسرة في فترة الصيف بالبحث عن طالبي الزواج ويستعرضون أمامهم صور تلك الفتيات ليقع اختيار أحدهم على أي منهن، وبعد ذلك يتم الاتصال بولي أمر الفتاة التي يقع عليها الاختيار ويتم التفاوض معه حول بقية متطلبات الزواج مقابل أن يحصل تاجر زواج السياحة على مبلغ من مهر الفتاة.
سماسرة يمهدون الطريق
إلى ذلك اصطحبنا عثمان إلى أحد هؤلاء السماسرة ويدعى "علي ياني" وذكرنا له أن أحدنا يرغب في الزواج السياحي، فرحب بنا وطلب منا أن نخرج كاميرات التصوير إلى خارج مكتبه الصغير الذي أنشأه داخل منزله المتهالك.
واستعرض علي أمامنا ألبوما كاملا يحمل صورا لفتيات يرغبن في الزواج السياحي، وأخبرنا أن كلاً منهن لها سعر يختلف عن الأخرى، فاخترنا مبدئيا إحداهن لنرى ما تؤول إليه الأمور، فذكر أن مهر هذه الفتاة يبلغ قرابة 4 ملايين روبية إندونيسية أي ما يعادل ألفي ريال تقريبا لزواج مدته أسبوع واحد، فأخبرناه أننا لا نمانع في هذا السعر، ولكننا نرغب في لقاء الفتاة وولي أمرها، فطلب منا أن ننظر، فانتظرنا لفترة قاربت الساعة ووصلت الفتاة بصحبة ولي أمرها الذي أخبرنا أنه والدها، وبدأنا بخوض تفاصيل قصته وأسباب عرضه ابنته للزواج.
وأكد والد الفتاة ويدعى حاجي سمانقة أن ظروف المعيشة هي التي أجبرته على تزويج ابنته، ثم إن المبالغ التي يدفعها السعوديون لقاء زيجات مؤقتة مربحة بالنسبة له، وعن مصير أحفاده إن ولدوا من آباء سعوديين أشار إلى أنه أبلغ ابنته بعدم إنجاب الأولاد، وأنه سيشترط على من يتزوجها عدم إنجاب أولاد من ابنته، وأخيرا اعتذرنا له لأن المبلغ لا يمكننا دفعه وانصرفنا.