من منا من ليس له حلم يتعلق به ولو كما تتعلق القشة في فم الطائر .. يظل على أملٍ أن يأتي اليوم الذي يفتح فيه عينيه فإذا هو واقف أمامه يراه ويلسمه ويعيش به ومعه, بكل تلك الخيالات القديمة في الذاكرة .

فإذا تعب وأنَاخ براكبته بقي يتأمل السماء هل تمطر والأرض من تحته هل تخضّر وتزهر ..!

يطبّب على جراحه ويتأمل طريقه , وهل يا ترى قد اندمل جرحه أم أن عثرات أخرى قد تعيده فتدميه, هل يخيفه ذلك أم قد اعتاد عليه,

أم أن تعثر الخطى لا بد منه ليعلم كيف تصنع الحياة ..!

لا تقف عند حدود ما يأتي اليك , وما تجده في طريقك , أمِض إلى حيث أن تستطيع جمع شتات روحك وعقلك ووجدك ..

ولو رأيته أكثر صعوبة ومجازفة من غيره ..

عش بضميرك قاوم الموج العاتي باحساس صادق كن أنت من يبقى على اليقين ولو كنت غير مرئي, ولو ظن بك كل البشر , ولو بنى عليك الزمن سدا منيعا.

لا تنظر إلى من يبني عشه على مصائب الناس, ويأمّن نفسه على فزعهم وآلامهم .. هؤلاء أكثرهم بؤسا واَفدحهم خسارة .

سيأتي اليوم الذي تصل به إلى ما بنيت عليه نفسك, إلى ما استشعرته وآمنت به, وإلى حصاد أعمالك.