مكتب تربية مارب.. صورة مشرقة للصمود في زمن الحرب
بقلم/ كاتب صحفي/حسين الصادر
نشر منذ: 4 سنوات و أسبوع و يوم واحد
الثلاثاء 01 ديسمبر-كانون الأول 2020 07:08 م
 

عندما تصبح الحرب واقع مفروض كحرب شاملة تستهدف كل نواحي الحياة فهي لاتقتصر على ميدان المواجهة العسكرية بل تتعداه الى ميادين اخرى لاتقل أهمية ومنها ميدان التربية والتعليم.

واجهت محافظة مارب التي فرضت عليها مليشيات الحوثي الأيرانية حرب عدوانية غير مبررة ولا مشروعة وهي حرب على الوطن.
تميزت مارب بصمودها الأسطوري الذي ينطلق من ايمان قيادتها السياسية المحلية ممثلة باللواء سلطان العرادة ومعه كل نخبها السياسية والأجتماعية بوطن تسود فيه العدالة والمساوة والفرص المتساوية وسيادة القانون وكل القيم الحضارية الرفيعة، وعدم السماح للكهنوت الرجعي العنصري با ايدلوجيته الخرافية بالهيمنة مهما كان الثمن.
يقول المثل السائر الناس على دين ملوكها فلن تجد في مارب للعنصرية مكان، واذا كان هناك ابطال كثر عرفهم اليمنيون من مارب خلال سنوات المحنة والحرب في الميدان العسكري.

وأخرين يعملون بصمت في ميادين مختلفة ،بفضل هذه الكوادر استمرت الحياة بشكل سلس لمارب وضيوفها، واستمرت الخدمات تعليم صحة كهرباء تعليم عالي انتاج زراعي وانتاج الطاقة واستمرار عملية البناء والأعمار الواسعة، والتعليم بشقيه الأساسي والعالي والمهني.

اليوم نستطلع على عجالة مكتب تربية مارب الذي استمر في تقديم خدماته في ظروف استثنائية وصعبة للغاية.

يقود الدكتور علي العباب وهو اكاديمي من ابناء مارب بصمت وصبر معركة الصمود التربوي ويساعده عدد غير قليل من الادارت المختلفة في الميدريات والمكتب المركزي للتربية في المحافظة.

واذا ما أصغينا للارقام وهي المؤشر الحاسم لتقييم اي وضع يقول الدكتور العباب ان المكتب يعتمد بشكل أساسي على موازنة العام 2014م ولم يطراء عليها اي تغير غير انه اضاف ان هذه الموازنة أقرت في العام 2007 م ولك ان تتخيل مثل هذه الموازنة التي صار عمرها 13عام ولك ان تتخيل الزيادة السكانية خلال هذه السنيين على مستوى السكان المحليين فقط.

تتجلى عظمة مارب في قيمها الانسانية الرفيعة، تقاسم ابناء مارب هذه الموازنة المحدودة مع ضيوفهم من النازحين دون ضجيج.
ويقول الدكتور العباب في احد ورش العمل الموسعة للكادر الاداري التربوي اقرينا وبصرامة مبدأ حق التعليم لكل ساكني مارب كحق أنساني مكفول بغض النظر عن حالة الضيق المادي والفني ومحدودية البنية التربوية على مبدأ المثل المحلي(ارحبوا على الحاصل).

ويبدو ما ذكرته الى الآن معقول، لكن ما لا تستطيع ان تتخيله هو ارتفاع عدد الطلاب في المدينة وحدها الى اربعة أضعاف تقريباً حيث ارتفع من 11الف طالب وطالبة الى 45 الف طالب وطالبة في كافة المراحل الدراسية ، ويختلف الوضع في المديريات حيث بلغت الزيادة 100%

طبعاً انا هنا اتحدث عن الموازنة الرسمية والذي يجب تصحيحها.

ويرتل الدكتور العباب الكثير من الصعوبات مثل العجز الكبير في الكادر التعليمي وكذلك البنية الأساسية مثل الفصول والكراسي والسبورات ولفت الى ضرورة الاحتفاظ بالكتاب المدرسي للعام القادم لعدم توفر موازنة لطباعة الكتاب المدرسي.

وفيما يتعلق بالكادر التعليمي القادم من المحافظات قال ان هذا الكادر معتمد في الوزارة ويستلم المرتب بشكل شهري منتظم، واضاف طلبنا من مسؤوليهم ضبط 20% ولم نلقى استجابة.
وفي هذه النقطة قال الدكتور العباب طرحنا حل اذا لم يستجيبوا ويلتزموا بالدوام فسنسلمهم المرافق التعليمية في الفترة المسائية ويقوموا بتدريس طلابهم ، وتحتفظ المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي بهيكلها الوظيفي في مارب ومنهم التربويين.

وهكذا نقلنا لكم الصورة كماهي وكلنا آمل ان يقف الجميع الى جانب ابنائهم ومستقبلهم.