نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
مؤخرا قرأنا لبعض الكتاب من العلمانيين والليبراليين تغريدات ومنشورات ومقالات تهاجم الإمام محمد بن اسماعيل البخاري رضي الله عنه وتهاجم كتابه " صحيح البخاري " خصوصا والسنة النبوية عموما وهذا الهجوم ليست شطحات ومحاولات للشهرة ولكنها تأتي في إطار مخطط منظم تقوده جهات عديدة وتسخر له ميزانيات كبيرة وأقلام ومؤسسات معادية للإسلام وهذه الحملة قديمة بدأها طابور خامس من المستشرقين المتشبعين بحقد صليبي وسار عليها تلاميذهم من العلمانيين والليبراليين كونها تهدف بحسب المفكر الإسلامي الراحل محمد أسد ـ في كتابه " الإسلام في مفترق طرق "ـ إلى : " إفقادنا الثقة في السنة النبوية كونها التطبيق الفعلي لتعاليم الإسلام ولذا فإن علينا أن نعمل على الرد الواعي على هذه الحملات المنظمة وأن نتبع السنة النبوية فعند تطبيقنا لها في حياتنا اليومية تصبح هي المعيار الذي يمكن من خلاله اختبار مؤثرات الحضارة الغربية ومدى صلاحيتها للتطبيق في حياتنا ، ومن ثم نعرف ما يمكن أخذه من هذه الحضارة وما علينا تركه منها ، وبدلا من إخضاع الإسلام لمعايير فكرية غريبة ، علينا أن نتعلم ـ مرة أخرى ـ كيف يكون الإسلام هو المعيار الذي من خلاله نحكم على العالم ". كما نشط مؤخرا البعض من هؤلاء بالدعوة لعدم حجية الحديث النبوي الشريف وينظرون إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية على أنها جزء من التأريخ الإسلامي والحقيقة أن هؤلاء وهم نفر قليلون لم يأتوا بجديد فقد سبقهم إلى هذا القول البعض من المحسوبين على العلماء والمفكرين ومن المستشرقين منذ عشرات سنوات وربما منذ قرون وهؤلاء ليسوا بعلماء في الشريعة الإسلامية وإنما هم ناشطون في منظمات مدنية ومع هذا يخوضون في قضايا الشرعية الإسلامية ويقولون أن الحديث النبوي ليس له صفة الحجية وليس مصدرا للشريعة الإسلامية ويوردون شبهات عديدة للتدليل على ما يقولون بل ويحملون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاكل والأخطاء التي حدثت منذ أيام الخلفاء الراشدين إلى يومنا هذا وسأقف إن شاء الله مع ما يطرحون في وقفات ناقدة لشبههم وعليه فأقول :
1ــ يقول هؤلاء ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تدوين وكتابة الحديث النبوي ومع أنهم لا يعتبرون الحديث حجة إلا أنهم يستدلون بالحديث الذي في صحيح مسلم ورواه أبي سعيد الخدري : ( لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ). وبأحاديث وردت في النهي عن كتابة الحديث منها ما رواه أبي سعيد الخدري قال : " استأذنَّا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة فلم يأذن لنا ". والحقيقة أن السنة جمعت ودونت في زمن الخليفة الأموي الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ويجمع جمهور العلماء أن هذا النهي كان في البداية ثم نسخ هذا النهي حيث روى الإمام أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش عن ذلك ، وقالوا : تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟ فأمسكْتُ عن الكتابة حتى ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه ( أي فمه ) فقال : ( اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ) . وعن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلت لرسول الله : إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها ؟
قال : " اكتبوا ولا حرج ". وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني أسمع منك أحاديث أفتأذن لي أن أكتبها قال : نعم فكان أول كتاب كتبته بيدي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة . وجمهور علماء الأمة أن أحاديث الإباحة ناسخة لأحاديث النهي وأن النهي انما كان مخافة اختلاط الحديث النبوي بالقرآن الكريم حيث كان القرآن ينزل ويتم تدوينه فلما اكتملت كتابة القرآن وأمن من اللبس سمح بجمع الحديث وتدوينه قال الإمام ابن حجر في الفتح فقال : " أو أن النهي متقدم والاذن ناسخ له" .
وقال السيوطي في الديباج:" هذا منسوخ بالأحاديث الواردة في الإذن بالكتابة وتقييد العلم وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما امن ذلك إذن فيه" .
2 ــ يقول هؤلاء أن أحاديث رسول الله صلى الله قد دس فيها البعض الآلاف من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة وهناك أحاديث ضعيفة ومرفوعة وحسنة وغيرها وهم يتناسون أن المحدثون ورواة الحديث ورجاله وضعوا قواعد وشروط لصحة الحديث وهي قواعد صعبة جدا بحيث غربلوا الحديث النبوي ونقوه وصححوه حتى أستوفى شروط الصحة ثم انتقوا من الصحاح صحاح الصحاح وأقواها وأوثقها وما تواتر فجعلوها في الصحاح كصحيح البخاري ومسلم ثم جمعوا الاحاديث الصحيحة ولكنها في الصحة في الدرجة التي تليها فيبنوها وجعلوها في مصنفات لوحدها ثم جمعوا الأحاديث الحسنة التي تقترب من الصحيحة فجعوها وبينوها وجعلوها في مصنفات لوحدها ثم جمعوا الضعيف والغريب والمرسل والمرفوع والموضوع وبينوا حكم كل حديث بحيث نشأ علم " مصطلح الحديث " وخرجوا كل هذه الأحاديث وبينوا حالها فإذا روي حديث يوثق حكمه وتخريجه فيقال حديث صحيح رواه البخاري أو مسلم في باب كذا وأخرجه فلان وعن فلان عن حتى يصلون به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
3 ــ هؤلاء الذين يطالبون بعدم حجية الحديث النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم يتناسون أن آيات القرآن الكريم تدعو إلى العمل بالسنة قال تعالى : ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عن عنه فانتهوا ) . الحشر الآية 7 وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) . وآيات كثيرة . فالسنة النبوية شارحة للقرآن ومبينة لأحكام وردت في القرآن وذكرت أحكام لم ترد في القرآن وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه " رواه أبو داود وروى الدارمي نحوه وكذا ابن ماجه إلى قوله : "
كما حرم الله " قال الألباني صحيح.
4ــ تحميل الأحاديث النبوية وزر الأخطاء أو حتى الجرائم التي أرتكبها بعض الخلفاء في الدولة الأموية أو العباسية أو التي أتركبها بعض ضعاف النفوس من الحكام والأمراء وبعض ضعاف النفوس ممن يحسبون على العلماء أمر يخالف منهج النقد العلمي الموضوعي فمثلا الصحابي الجليل معاوية ابن ابي سفيان عندما حول الخلافة من شورى إلى ملكية وورثها لولده أجمعت الأمة الإسلامية على أنه أخطأ بهذا العمل فما دخل الأحاديث بعمل كهذا ؟! ان الأخطاء والخطايا والمشاكل والجرائم التي ارتكبت في التأريخ الإسلامي كان وراءها الاستبداد والطغيان وحب السلطة وشهوة الدنيا وضعف النفوس لدى الحكام والأمراء وقواد الجيوش ولا يوجد حديث نبوي صحيح يحث عليها أو يبررها أو يحرض عليها.
5ــ لقد أجمعت الأمة الإسلامية وعلماءها على وجوب العمل بالسنة واعتبارها أصلا من أصول التشريع والمصدر الثاني له بعد القرآن الكريم ولو تأملت لوجدت أن أغلب ممن يدعون إلى انكار السنة النبوية وعدم حجية الحديث النبوي الشريف في العصر الحديث مرتبطون بالاستعمار الغربي ومنظمات مشبوهة في الغرب والشرق أمثال صبحي منصور وغيره ولو رجعنا قليلا إلى الوراء لوجدنا أن هذه الدعوات بثها الإنجليز في الهند ونشرتها الفرق المنحرفة المرتبطة بهم وانتقلت عبر أشخاص إلى العراق ومصر وليبيا وإندونيسيا وماليزيا وغيرها من بلاد المسلمين وفي مصر بدأت دعوة منكري السنة في عهد محمد علي باشا عندما بدأت البعثات العلمية تغدو إلى أوربا وجولها ويتلقى الطلاب فيها العلم على أيدي المستشرقين ويعودون إلى جامعة القاهرة ليبثوا هذه الأفكار ثم بعد ذلك سعت الجامعة الأمريكية البروتستانتية الإنجيلية بالقاهرة إلى نشر هذه الأفكار والدعوات حيث استقدمت العشرات من المستشرقين الذين وفدوا إلى مصر للتدريس في كليتي الآداب ثم دار العلوم فأعدوا الأتباع والتلاميذ لديهم هذه الفكرة الدخيلة على المجتمعات الإسلامية ثم لو نظرت لمن يدعم هؤلاء ويمولهم وأين درسوا ومن يمول أنشطتهم لعرفتم أهداف هؤلاء جلية وواضحة حتى ان لجنة الحريات الدينية الأميركية قد أرسلت وفدا إلى مصر للقاء ممثل لجماعة القرآنيين في مصر حيث تلقى وفد اللجنة شكوى من الجماعة تطالب فيها بضرورة إلغاء الأحاديث النبوية ومنع تدريسها في المدارس نظراً لأنها تمثل نوعاً من القيود الدينية على حرية ممارسة العقيدة وهذا بحسب ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط في 20 من يوليو 2004م .
6 ــ والغريب أن هؤلاء يروجون إلى أن سبب تخلف الأمة وعدم نهضتها عدم تحررها من " قيود الحديث النبوي " وهذا قمة في الجهل والسذاجة والمغالطة فسبب تخلف الأمة عدم اخذها بأسباب التقدم والنهضة والرقي وخير مثال على ذلك أن دولا إسلامية عديدة نهضت وتطورت وصارت مثالا يحتذى بها في مجالات عديدة دون أن تلغي السنة أو تصدر الحكومة فيها قرارا بأن الأحاديث النبوية ليست حجة او مصدر للتشريع وخذوا مثلا ماليزيا وتركيا وغيرها والمسلمون هناك حكومة وشعبا يعتبرون الحديث النبوي الشريف المصدر الثاني للتشريع ولم يعتبروه من التأريخ الإسلامي ولا اعلنوا الحرب على السنة النبوية .