آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

فهمُ القيادةِ لنتوءاتِ أبنائِها
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الإثنين 25 يوليو-تموز 2022 05:26 م

إنَّ مسؤوليةَ الجماعةِ تجاه الأفرادِ تفوقُ واجبَهم تجاهها ، فربما يتخذُ الفردُ قرارا أو موقفا بناءً على اجتهادٍ خاطئ أو تعليلٍ متسرعٍ منه ، أو وفقَ قراءةٍ سديدة له ووجهةَ نظرٍ معتبرة منه ، تجاه مواقف تضادَ الفكرةَ والرؤيةَ ، أو قراراتٍ تعارضُ الهدفَ والغايةَ ، فيكونُ موقفُ الجماعةِ تجاهه منساقا نحو النبذِ والاقصاءِ ، والتخوينِ وعدمِ الولاءِ ، وربما قذفوه بالتعصب المذمومِ ، وتناجوا حوله مشوهين موقفِه ، ومحذرين من قوله ، ومن التعامل والتعاطي معه ... ،

وكلُ ذلك دون تبيانٍ منهم للأسباب والدوافعِ ، ودون اعتبارٍ منهم لحقيقةِ مواقفه وتاريخه مع التنظيمِ ، أيا كان التوجهُ السياسيُ والفكري لهذا المكونِ ، ودون بذلٍ منهم في مناقشته للوصولِ إلى علةِ التصرفِ وسببِ الفعل منه ، وايصالِ الفهم السديدِ إليه ، أو تقبلِ النصح والنقدِ البناءِ منه . هذا هو منهجُ النبي ﷺَ في تحملِ مسؤوليته تجاه شططِ الفهم وخطأ الاجتهادِ من قِبَل أصحابِه ، أو إعذارهم مما أبدوه مادام فيه شيءٌ من الوجاهة والاعتبارِ ، وحسنِ المقصد والإخلاصِ . ويتضحُ ذلك جليا من قصة حاطب بن أبي بلتعة ، وهو صحابي بدري ، هاجر مع المسلمين إلى يثرب ، وشهد الغزوات مجاهدا ، بدرا وصلحَ الحديبيةِ .. ومحورُ قصته حول مراسلته لقريش يخبرهم بمسير النبي ﷺ لفتح مكةَ .

فدعا رسولُ اللهِ ﷺ عليًّا والزبيرَ وكلفهما أن ينْطَلِقَا حتى يُدْرِكَا امرأةً مَعَها الكتابُ ، فلَقَياها وطلبا الكَتابَ ، وبعد مماطلة منها وتشدد منهما ، حَلَّتْهُ من رأسِهِا ، وقدما بالكتاب إلى رسولِ اللهِ ﷺَ ، فدعا حاطِباً حتى قُرِئَ عليهِ ، فاعترفَ ، فقال ﷺ : ما حملكَ ؟ ، قال : كان بمكةَ قَرَابَتِي ، وولدِي ، وكُنْتُ غريبًا فيكُمْ معشرَ قريشٍ ، فقَالَ عمرُ : ائْذَنْ لي يا رسولَ اللهِ في قتلِه ، قال : لا إنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا ، وإنَّكَ لا تَدْرِي لعلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ على أهلِ بدرٍ فقال : اعملَوْا ما شئتم فإنِّي غافر لَكُمْ . هنا يجب أن يقف المربون والقادة وقفةَ اعتبارٍ . أليس ما فعله حاطبٌ يعد خيانةً وضعفا في الولاء والثقةِ ؟ . ولماذا لم يكنِ العقابُ الشنيعُ من القيادة ﷺَ جزاءً يليق بما قام به ؟ .

هنا - يا قادة - تتجلى مفاهيمُ القائدِ الفذ والقيادة الرشيدةِ تجاه أبنائها ، في فهم العللِ والدوافعِ ، وتقديرِ المواقف والتضحياتِ ، وعواملِ الضغط والتوجسِ ، وأظن مجتهدا أنَّ ذلك نابعٌ من فهم عميق ودراية حكيمة لدى القائد ﷺَ في عدم زعزعة الصفِ وبلبلة الجندِ في وضع يحتاج إلى شفافية تامةٍ في التعامل وعدلٍ في إطلاق الأحكام ، كما أنَّه يدلُ على قراءةٍ سديدةٍ منه ﷺَ لكل ضغوط الوضع وتقلباتِ الأحداث وتغيرِ النفسياتِ ، ومعرفةٍ شاملة بالأفرادِ وظروفِ حياتهم ، وتأثيرِ الضغوط عليهم . وأنَّهم برغم شططِ تصرفِهم إلا أنَّه لا يعني نسيانَ فضائلِهم العامةِ في العمل ، وصدقِ مواقفهم في وقت الجدِ ، وإخلاصِ بذلِهِم في مواقفِ الشدةِ ، ويجبُ إعذارُهُم فيما أبدوه ، مادام ذلك منطلقا من حميةٍ لمنطلق الرؤية ، وإخلاصا للرسالة والهدفِ ، أو لأسبابٍ عارضةٍ متعددة ولا تتعلق بأي منها عمالةٌ متأصلةٌ ولا خيانةٌ راسخة ولا انقلابٌ تامٌ على ثوابت المكون المتجذرةِ ورسالةِ الجماعة الساميةِ .

ولا تنسوا الفضلَ بينكم ، ومايدريكم فَرُبَّ قاعدٍ يدعو اللهَ مخلصا بأن يكشفَ اللهُ الغمةَ .. خيرٌ من قائمٍ ينابزُ القومَ طمعا في متاعٍ من الدنيا ، قليلا كان أو كثيرا ، جليلا أو حقيرا .