بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء''
الدعوة والتوجه والعمل والمثابرة لتحقيق الإنفصال هو عمل عدواني ضد الجمهورية اليمنية ، وهو تخطيط لحرب مفتوحة وشاملة ضد الشعب اليمني شمالا وجنوبا وغربا وشرقا ، وسينجر اليها حتما اطراف عربية وإقليمية ودولية ؛ وذلك أمر لا لبس فيه وسيتحمل مسؤلية ذلك أمام الله أولا ثم أمام الشعب اليمني والأمة العربية والاسلامية ثانيا كل من عمل أو يعمل على ذلك من الداخل أو من الخارج أفرادا أو أحزابا أو دولا ، وحتما ستتغير بحسب الأحداث القادمة في اليمن كافة التحالفات والتباينات على المستوى الوطني أو الخارجي وبحسب مواقفهم من الوحدة اليمنية .
والأهم من ذلك كله أن مثل هذه الحرب الشاملة التي يَعِد ويسعى لها أطراف خارجية وداخلية لن تكون هذه المرة محصورة في الأرض اليمنية فقد تصل الى أبعد من ذلك برا وبحرا لأنها لن تكون حربا يمنية داخلية فقط ، بل من المؤكد أن قوى إقليمية ودولية ستشارك فيها بشكل مباشر او غير مباشر .
إن السباق المفتعل من بعض دول الإقليم بهدف تبني تجزأة اليمن وإضعافه والسيطرة عليه ، ليس الا مجرد خيال في عقول من يظنون أنفسهم مخططون استراتيجيون وهم معتمدون في ذلك على مخططات المستعمر القديم الذي لازال يعتقد أنه قادر على أن يعود إلى اليمن من جديد من خلال الدعم المساند له من قبل أدواته في الداخل وحلفائه في الخارج .
إن هذه الحرب التي نرى أنهم يعدون لها ستكون ذات أبعاد يمنية وإقليمية ودولية ولاشك أبدا انها قادمة وملفاتها جاهزة وسلاحها جاهز من المال العربي ، وكل ذلك بسبب جنون دعوات الانفصال المحلية وبسبب غرور الداعمين لهم .
غير أن الواقع اليمني يقول أن حروب السنوات الماضية كانت مجرد مناورات عسكرية قياسا ومقارنة بما هو قادم لأنها كانت حروب من أجل السيطرة على نظام الحكم وتطبيعه ويكفي أن نقول أن من شارك فيها لا يصل عددهم من جميع الاطراف المحلية الى أكثر من نحو 5% من سكان اليمن ال35 مليون نسمه .
إن من يخطط لهذا الخطر القادم على اليمن والاقليم هم أنفسهم من أوصلوا الوطن إلى ما هو عليه الآن ، وهم يعتقدون أن اليمن قد أصبحت غنيمة جاهزة لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة فيها ، والمتمثلة في تقسيمها أرضا وشعبا ، وهذا هو حلمهم الخاسر لأن أعداء اليمن في منطقتنا العربية والمرتبطون بأطراف دولية لا يدركون أن حرب الثمان سنوات الماضية كانت حربا سياسية من الدرجة الأولى ، وأن الصراع كان في حدود من يحكم اليمن وماهو شكل نظام الحكم فيه . أما مسألة الدفاع عن الوحدة فالأمر سيختلف كثيرا لأن الشعب اليمني بكل أطيافه هو من سيدافع عن الوحدة ويحميها وهو الذي لن يسمح أبدا بأن تُمس من قبل أي طرف كان سواء من قبل البعض في الداخل اليمني او من قبل البعض من الطامعين في الخارج الإقليمي وأصدقائهم الدوليين أو من حلفائهم الجدد في المنطقة .
إن اية خطوة تهدد الوحدة اليمنية يعني أن طبيعة الحرب والمعركة التي يُعَد لها ستتغير في أطرافها وحينها ستكون حماية الوحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية وسيادتها مسؤلية مشتركة ومباشرة بين الجيش والشعب وبمختلف مكوناته واطيافه السياسية والمجتمعية .
وما لا يعرفه الخارج العربي والأجنبي عن اليمنيين هو أنهم قد يتقاتلون مع بعضهم البعض الا أنهم عندما يدركون أن الهدف هو الوطن ، فالمراقب يجدهم أنهم ينسون خلافاتهم ويتسامحون بينهم بكرم نبيل ويتحدِون جميعا من جديد لدفع ذلك الخطر عن بلادهم .
ولأن اليمنيين متمسكون بوحدتهم فهم يرون أن الانفصال ومن يدعمه هو امر جلل يهدد حاضرهم ومستقبلهم وينذر بحروب مخيفة تهدد امنهم القومي وكذلك تهدد الأمن القومي لأمتهم العربية والاسلامية ويعتبرون ان حماية الوحدة هي حماية للهوية اليمنية العربية الاسلامية ولذلك فهي شرعية ووطنية وقومية . وعلاوة على ذلك سيعتبر العالم الحر ان الدعوة الى الانفصال خارج سياق القوانين الدولية ودستور البلاد أمر مهدد للسلم والأمن الدوليين في المنطقة العربية كلها ، نظرا لأهمية الموقع الاستراتيجي اليمني لهم ، خاصة وأن الحرب الباردة عالميا بين القوى الكبرى في الشرق والغرب قد أصبحت حقيقة ملموسة وهي مرشحة لتكون حربا ساخنة وواسعة وقد تشمل مناطق عديدة من العالم بما في ذلك الوطن العربي وستكون اليمن من أبرز المناطق المستهدفة برا وبحرا شمالا وجنوبا عند تصادم المصالح الدولية وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي الذي لا يغيب عن اهتمامات القوى والتكتلات الدولية وحلفائهم في الإقليم .
وقد يؤدي ذلك إلى المزيد من التدخلات الخارجية في الشؤون اليمنية والذي سينتج عنه العديد من المخاطر التي تهدد حاضر الوطن ومستقبله . وهنا نؤكد ان ما يجب علينا كيمنيين هو أن نترك مفاهيم الترف السياسي الذي تعيشه النخب السياسية وان ندرك ان تلك الاستنتاجات السابقة ليست خيالية وليست بعيدة عن حقائق السياسة وواقعها في المنطقة ، لان الجميع يعلم يقينا طبيعة التحولات الاقليمية والعالمية والصراعات الدولية المعاصرة التي تمر في حالة كبيرة من التغيير سواءًفي الأهداف او في السياسات والمصالح او في التنافس والتحالفات بين الأمم في مواقع وميادين كثيرة والأمر ظاهر لكل من يريد ان يميز الحق من الباطل .
وعلى من لايزال يشك في ذلك عليه ان يراجع تطورات الحرب الروسية-الاوكرانية حيث تتضح وبشكل جلي معاني حروب المصالح الكبرى بين الدول المشاركة فيها . وبالنسبة لليمن يكفي أن يعلم الجميع ان هناك قوى عسكرية دولية مشتركة تتكون من( 36 دولة ) من أمريكا وأوروبا وآسيا وافريقيا واستراليا والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية تتواجد أمام السواحل اليمنية من سنوات عديدة في جنوب البحر الاحمر وباب المندب وفي بحر العرب ومهمتها حماية الملاحة البحرية الدولية بحسب زعمهم ، وفي غرب اليمن هناك في القرن الأفريقي وبالتحديد في دولة جيبوتي تتوجد أكثر من ( 20 قاعدة عسكرية اجنبية ) لمعظم الدول الكبرى في العالم .
وهناك أيضا قواعد عسكرية أخرى للكيان الصهيوني في جزر إريتريا في البحر الأحمر وقواعد عسكرية عربية في جزر يمنية مثل جزيرة ميون وباب المندب وجزر عبد الكوري ومحافظة سقطرة .
إن ما يجب علينا كيمنيين هو أن ندرك طبيعة المخاطر التي تقترب كثيرا منا تحت حجة الدعوة الى الانفصال وحتى لا نكون سببا رئيسا بأن نشارك في تمزيق وطننا بأيدينا ونكون أداة عبور لاعداء اليمن الى تدمير وطننا ومصالحنا ومن خلالنا ويجب علينا أن نرتقي في تفكيرنا إلى المستوى الذي من خلاله نستطيع التفريق بين ما هو استراتيجي وطني وما هو تكتيكي لتحقيق مصالح ذاتية وآنية لأن القادم سيعصف بنا جميعا شمالا وجنوبا . وعلينا أن نعمل سريعا على صناعة السلام بيننا ونوحد صفوفنا وأن نلتقي مع بعضنا البعض ونتنازل لبعضنا البعض وأن لا نُسلم امرنا لغيرنا فالوطن وطن كل اليمنيين والوحدة وحدة الجميع وفي صالح الجميع شعبا ودولة والأمن والاستقرار خيارنا ومطلبنا جميعا ، وسيادة اليمن وأمنه واستقلال قراره وسلامة أراضيه خير لنا جميعا وان لم نحميه كيمنين فلن يحميه لنا غيرنا وتلك هي مصالحنا العليا التي يلزمنا الواجب الشرعي والوطني أن نحافظ عليها ونهتم بها ، بل إن ذلك هو في مصلحة امتنا العربية والاسلامية ، وبشكل خاص في مصلحة الدول المجاورة لنا أيضا أن اعادوا النظر في سياساتهم تجاه الجمهورية اليمنية أرضا وشعبا .
وهنا لابد أن يدرك أبناء اليمن في شماله وفي جنوبه في شرقه وفي غربه ومن هم خارج الوطن أن الدفاع عن وحدة الاوطان وسلامة أراضيها واحترام سيادتها وامنها واستقرارها هو امر تُقره دساتيرها في كل دول العالم وهو امر ملزم لحكامها ولشعوبها . وبالمقابل نجد ان كافة القوانين الدولية وكذلك ميثاق الأمم المتحدة ترفض جملة وتفصيلا اية محاولة للمساس في سيادة الدول او التدخل في شؤنها الداخلية وترفض الاعتراف في اي فصيل وطني يسعى الى تقسيم دولته وخاصة ان كانت عضوا في الامم المتحدة . علما إن شعوب العالم تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير حيث أنها تشعل الثورات على الحكومات التي لا تدافع عن سيادة اوطانها ولا تتردد في اسقاط شرعيتها واسقاط حكامها ومحاسبتهم ان قصروا في ذلك .
ونحن في اليمن جزء من هذا العالم الا أننا ندمر مصالح يمننا بأيدينا ونعمل على تحقيق مصالح غيرنا على حساب وطننا رغم ان مراجعة سريعة لروح دستورنا النافذ نجد انه وبكل وضوح يؤكد على الآتي:
* أن لا شرعية أبدا لمن يفرط بأمن واستقرار وسيادة الجمهورية اليمنية ولا شرعية لمن يفرط بأمن الشعب اليمني وسلامة أراضيه .
. * ولا شرعية لمن يعلن الحرب على الوحدة اليمنية ونظامها الجمهوري سواء كان طرفا داخليا او خارجيا أو لمن لا يدافع عنها وعن استقلال قراراتها السياسية والإقتصادية والسيادية .
* ولا شرعية أو إحترام لمصالح متبادلة مع دول أخرى هي نفسها لا تحترم المصالح العليا للجمهورية اليمنية .
وأخيرا الشعب اليمني سيكون فقط مع حكومة وطنية تحمي مستقبله وتحرس أمنه وتحافظ على وحدته ، وتدافع عن كرامته وتحمي حقوقه وتصون سيادته واستقراره .
والشعب اليمني اليوم يريد ان يصنع السلام الوطني الجامع لكل ابنائه والذي يضمن حماية مصالحه العليا وتحقيق المساواة والعدل وسيادة الشريعة والدستور والقانون والعيش الكريم في وطنه ويحمي هويته اليمنية والعربية والاسلامية ولا يريد مزيدا من الحروب والدمار والافتراق ويريد تفكيرا سليما يقودنا نحو الأمن والسلام والاستقرار والعزة والكرامة ولا يريد تفكيرا عدميا يقودنا نحو المزيد من الحروب والتشرذم والتشظي .
* أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء . عضو مجلس النواب.