الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال مصادر تكشف عن قوات عسكرية في طريقها إلى اليمن
صاحَب معركة الفرقان معركة أخرى حامية الوطيس، لا تقل شراسة وضراوة عن معارك الرصاص والقنابل والمتفجرات، ألا وهي معركة الإعلام، دار رحى هذه المعركة على ثرى غزة الطاهر المبارك، جنباً إلى جنب مع المعركة العسكرية، إلا أنه رغم ذلك فقد اختفت كثير من الأحداث والوقائع عن عدسات التلفزة وذبذبات الإذاعة، وعن رؤى وتحليلات الساسة والمفكرين، لهذا الحدث الكوني العظيم، الذي سطّرت فيه المقاومة أعظم ملاحم النصر والثبات بأحرف من دماء وأشلاء زاكية طاهرة، ومع ذلك فلم تختف الحقيقة كاملة، بل أبى الله إلا أن تظهر بعض هذه الحقائق، على صفحات بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وشاشات بعض الفضائيات، الصديقة والمعادية، أشير إلى أهمها:
1) رافق المعركة آيات باهرات وكرامات ساطعات لجند الله وأوليائه، حيث شاهدنا كل شيء يعلن صراحة وبلا تردد ولا استحياء، حتى الطبيعة والهواء والطيور والحيوانات، تعلن مؤازرتها ومناصرتها للمجاهدين على أرض المعركة، حيث نزل المطر، ولبدت السحائب والغيوم سماء غزة، وانتشرت روائح المسك والعنبر من بيوت الشهداء، ورأى جيش الاحتلال جنداً يلبسون ملابس بيضاً تقاتلهم وتنتصر منهم، كما صرح بهذا بعض جنود الاحتلال، وأعمى الله بصر وبصيرة العدو، فرغم كل أجهزته وإمكاناته وقدراته الحربية والاستكشافية، إلا أنه لم يهتد إلى المقاومة وإلى مخازن الأسلحة والمخابئ الإستراتيجية، بل سمعنا عبر بعض الفضائيات سخرية المجاهدين بطائرات الأباتشي والإف 16، لدرجة أنهم يلقون عليها نكاتهم الساخرة، في ثبات وبسالة وشجاعة يصعب على التاريخ الإنساني أن يسطر مثلها.
كما أعلنت الطيور والحمائم تضامنها – المعلن غير السري- مع أبناء غزة، فكثير من الغزّاويين عرفوا أنهم سيتعرضون لقصف يوم السبت، حين رأوا تحليق الطيور والحمام على سماء غزة، على غير العادة، فأخذوا للأمر ما يلزم من احتياطات.
2) رافق المعركة ثبات وصمود وشجاعة، أذهلت الجميع الأصدقاء والأعداء، فرغم آلاف الأطنان التي كانت تسكب كل حين على أرض غزة من المتفجرات والأسلحة المحرمة دولياً، وكانت كما سميت\\\" معركة الرصاص المسكوب\\\" إلا أنّ غزة لم تقع في قبضة اللصوص والنهّابة والمفسدين أو المخربين، كما يقع في كل الحروب والمعارك عبر التاريخ، بل كانت المقاومة تصد الضربات من كل مكان بيد، وتدافع عن الشعب وممتلكاته وأعراضه بيد أخرى، في صورة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وهو ما جعل كل غزاوي يوقن بأنه أمام مقاومة بطلة شجاعة نادرة، قادرة على الريادة والقيادة، بكفاءة واقتدار، وفي أحلك الظروف وأصعبها، فالتف الشعب حول حكومته الشرعية وقيادته المجاهدة، ثقة وإيماناً بها، وهو ما أثار بعض ضرائرها وأعدائها، وهو ما جعل حلف الأطلسي بكامله مع تلاميذه – في المنطقة- غير النجباء، يجتمعون في شرم الشيخ لمناقشة الوضع العالمي الجديد الذي رسمت حروفه الفولاذية المقاومة في غزة.
3) الأمر الآخر الذي لم تتحدث عنه وسائل الإعلام باستفاضة، وبحث للدلالات، هو إصرار المقاومة ليس على الموت في سبيل الله فقط، بل على الحياة أيضاً، في سبيل الله، وهو ما زاد من مأساة العدو وعذاباته وجراحاته الغائرة، فلم تكد الحرب تضع أوزارها حتى رأينا الجرافات تنظف الشوارع ورجال المرور يرتدون بدلاتهم، لتنظيم حركة السير، ويحمل الطلاب حقائب دراستهم، وتعود الحياة إلى ربوع غزة، ووهادها وسفوحها ومنحدراتها الجميلة الخضراء، المتحدثة بلغة فصحى ملؤها الأمل والبشر والإصرار على الحياة، وهي رسالة قوية لا تقل عن رسائل صواريخ القسام وصواريخ غراد، تبعث بها المقاومة مجدداً إلى الصهاينة وحلفائهم من بني يعرب، مضمونها أننا سننتصر عليكم في معركة الحياة كما انتصرنا في معركة الموت، وسنبدع فيهما كما أبدعنا في غيرهما، ولم تمض سوى ساعات على توقف الحرب حتى كأن شيئاً لم يكن، إلا اللهم تلكم الآثار الشاهدة شهادة حق أنه كانت هناك حرب جائرة على شعب حر أبي كريم مجاهد صابر صامد، ترى لو كانت مدينة ما في العالم تعرضت لهذا العدوان البربري الغاشم كم ستحتاج من الوقت حتى تعود إليها الحياة كما عادت لغزة؟!!.
4) لم تتحدث بعض وسائل الإعلام الرسمية العروبية، كعادتها، عن دروس الالتحام والتضامن الشعبي والجماهيري الكبير مع أبناء وأبطال المقاومة، وإن تبرعت بهذا بعض الوسائل الإعلامية الأخرى مشكورة، فننشرت بعض الفعاليات الحاشدة لهذا الزخم الشعبي الرائع، فلقد رأينا أهل غزة وكأنهم بيت واحد أو أسرة واحدة، يواسي بعضهم بعضا، ويهنئ بعضهم بعضا بمن اختار الله بعض أقاربه شهيداً، فارتقى إلى جنات الخلد، وملك لا يبلى، ورأى العالم كذلك التحام الشعوب الإسلامية قاطبة مع المقاومة، وأُعلنت في كل مكان مبادرات الإخاء والمواساة، لأبناء غزة، في الأردن وتركيا واليمن وسوريا وقطر والخليج والمغرب وأندونسيا والباكستان...الخ، بل امتد هذا إلى كل أرجاء وأنحاء العالم المختلفة، في مهرجان واحد شعاره في المشارق والمغارب \\\"غزة في قلوبنا\\\" الجميع يقول إنّ مصاب غزة هو مصابنا جميعاً، وهذا ما حرصت بعض وسائل الإعلام الحكومية على التستر عليه، إلا أنه ستر ما لا يمكن ستره، فالمقاومة الفلسطينية تجاوزت حدود غزة، لتصبح غزة في كل بيت وأسرة وعائلة، وباتت حدود غزة هي كل أقطار الأرض.
5) بقي القول أنّ المقاومة الفلسطينية وضعت كل المنطقة العربية إزاء مرحلة جديدة من الصمود والتحدي والمواجهة، وفضحت بشكل غير مسبوق كل مخططات ومؤامرات ذوي القربى، ودورهم التقدمي في الكيد والخيانة، وليس أدل على ذلك ما نشر عن ياسر عبد ربه أحد أبرز مساعدي رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، الذي انتقد وقف الاحتلال عدوانه على غزة \\\"دون أن يحقق أهدافه\\\"، واعتبر ذلك \\\"خطأً كبيراً\\\"!!. كما نشره مراسل صحيفة الأخبار اللبنانية، وفضحت المقاومة بعض الأنظمة العربية التي ساندت الاحتلال ولا تزال تسانده، وتحرس بصدق وإخلاص كيانه الغاصب، ولكن الله بالمرصاد، وفي التاريخ عبرة،،، والحمد لله رب العالمين،،