49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال مصادر تكشف عن قوات عسكرية في طريقها إلى اليمن إنقلاب موازين الحرب بين روسيا وأوكرانيا .. يشعل أسعار الغاز في أوروبا و تقفز لأعلى مستوياتها هذا العام رجل ينتحل صفة مسؤول أجنبي رفيع ويُستقبل بمراسم رسمية في دولة عربية مفاجأة.. رونالدو يكشف عن ضيفه الذي "سيحطم الإنترنت" فيتو أمريكي يعطل قراراً في مجلس الأمن بشأن غزة.. ما تفاصيله؟ صنعاء.. مليشيا الحوثي تفرض قيود جديدة على طالبات الجامعة. نشاط مكثف لهيئة رئاسة مجلس النواب.. ترتيبات لاستئناف انعقاد جلسات المجلس الجيش السوداني يلاحق قوات الدعم بتحرك سريع ....ويكشف عن عملية عسكرية شاملة لاستعادة السيطرة على الخرطوم.. تهريب الأموال بشوالات عبر المنافذ الرسمية.. البنك المركزي في عدن يعلّق
ما أن تحط بقدميك مطار الخرطوم ، حتى تشعر وتلمس أنك نزلت بأرض شعب حر أبي يصارع الزمن ليخرج من بوتقة ما يسمى بدول العالم الثالث، لا ليلحق بركب الحضارة الغربية وإنما يجاهد جهاداً مريراً ليتفيأ نسائم الحضارة الإسلامية المشرقة .
تجد ذلك واضحاً جليا من خلال الإعلام السوداني المرئي والمسموع والمقروء ، ومن خلال ذلك العدد العريق من الجامعات والمنشآت التعليمية ، ومن خلال مظاهر الصحوة الإسلامية التي تبدوا واضحة للعيان في أنحاء الشارع السوداني .
لقد زرع السودانيون في أبناء الأمة الإسلامية الأمل الباسم ، والغد المشرق ، وأثبتوا بحق أن النصر مع الصبر ، فرغم التآمر الدولي على السودان ونظامه الإسلامي، ورغم قذارة اللعبة التي يلعبها الغرب مع السودان من خلال إذكاء الفتن الداخلية وتغذية القلاقل والفوضى، وفرض الحصار والخناق السياسي والاقتصادي، إلا أن السودان تمكن من صنع ما يشبه المعجزات حيث لا يزال يقف على قدميه صامدا متحدياً ، يصنع ويزرع ويشيد ويبني المصانع والجامعات ويؤسس بعزم وإباء للدولة القوية المتحررة من هيمنة الأعداء.
أبرز ما يشُدّ انتبهاك وأنت تتجول في أنحاء الخرطوم هو حالة التواضع والبساطة في الحياة السودانية ، بدءاً بالرئيس السوداني الذي يروح ويغدوا في سيارة واحدة متواضعة، ويصلي مع الناس ، ويذهب للمآتم والأعراس والمناسبات المختلفة ، بلا أهبة ، ولا فيالق ولا معسكرات للحراسة ، وهذا جانب عظيم من الجوانب المشرقة في السودان ، وليس هذا شأن الرئيس السوداني فحسب، بل ذلك شأن كل أفراد وأعضاء الحكومة والوزراء ، وهي نفس الصورة تجدها في الجامعات والوزارات المدنية والعسكرية.
وهذا يذكرنا بقول الله تعالى : {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83.
ما حققه السودان على صعيد التحرر السياسي ، وعلى صعيد التحرر من أغلال التبعية الثقافية والفكرية يعد بحق أهم منجز لثورة الإنقاذ الإسلامية الأصيلة ، رغم الثمن الباهض الذي دفعه الشعب السوداني من قوته ودمه ومعاشه وسلامه وأمنه، بيد أن النتائج التي جناها الشعب السوداني تجعل كل مراقب للوضع السوداني ينظر بعين الإعجاب والإكبار للتجربة السودانية ، وتجعل لزاماً على كل الدول العربية أن تستلهم الدروس والعبر ، من هذه التجربة الوليدة ، والتي من أهمها أن التحرر من التبعية للعم سام ليس صعباً ولا مستحيلا ، إذا ما توافرت الإرادة السياسية والقرار الحر.
قبل أسابيع قلائل احتفل الشعب السوداني وقيادته الحرة بتصنيع الطائرات التي أسموها ب\"الصافات\" ، بالتعاون مع الخبراء الروس ، فيما يؤكد السودانيون أنهم جادون في السير لتصنيع طائرات \"الزاجرات\" ، كمرحلة ثانية ، أما صناعة السيارات والمعدات الثقيلة فالمحاولات أيضا أكثر من جادة وهي في مراحل متقدمة ، بالتعاون مع بعض الشركات الكورية واليابانية الصديقة ، ومن المتوقع أن تحرز السودان نتائج مذهلة خلال العامين القادمين، هذا فضلا عن المنجزات الكبيرة التي حققها السودان على صعيد زراعة القمح والسكر والمواد الغذائية الأساسية ، وصلت حد الاكتفاء الذاتي والتصدير الدولي .
ختاماً أرى من المهم القول أن السودان بالطبع ليس جنة خضراء ، وإن كان يخيل لكل زائر لأرض السودان ذلك ، من خلال نهر النيل العظيم ، والأرض الواسعة المترامية الأطراف ، الطيبة الخصبة التي يملكها أبناء السودان ، إلا أن ثمة تحديات إقتصادية ومالية وسياسية تقف أمام الحكومة السودانية وشعب السودان ، الأمر الذي يوجب على أبناء السودان أن يكونوا عند مستوى هذا التحدي الكبير ، ويوجب كذلك على الدول العربية أن تقف مع الحكومة السودانية لتتجاوز أزماتها الاقتصادية والمالية ، وذلك بفتح الأسواق للمنتجات الزراعية والحيوانية السودانية، وفك الحصار الغربي عن هذا الشعب المسلم المجاهد ، فإن تعذر كل هذا فبكف الأذى عن شعب السودان وحكومته الرشيدة ، وهذا أضعف الإيمان ، والحمد لله رب العالمين،،