آخر الاخبار

رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق يوجه انتقادا ساخرا  للإدارة الأمريكية بخصوص تعاملها مع الحوثي... من كانوا يحثونا على الانخراط مع الحوثيين لصنع السلام معهم  هم الآن في صراع مع الحوثي وزير العدل يدشن إصدار البطاقة الشخصية الذكية لمنتسبي الوزارة ناطق جماعة الحوثي فليته يثير شكوكا في حقيقة السلطة المطلقة لعبد الملك الحوثي ويرفض توجيهات مباشرة وصريحة .. تفاصيل تمرد داخلي لجنة الأراضي بمأرب: عمليات البيع والشراء في الاراضي والمنازل المؤقتة في مخيمات النزوح غير صحيحة وغير قانونية كونها املاك خاصة مليشيا الحوثي تمنع مرور المواطنين من طريق مارب الجوبة - البيضاء بعد أيام من إعلانهم فتحها من جانبهم .. تركيا تعلن منح اليمن مقاعد في الدراسات العلمية والشرعية .. لقاء يمني تركي على هامش القمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي بإسطنبول وزير المالية السعودي: حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر تضررت ونجحنا في سياسات الاستمرارية واستدامة الاقتصاد قطر تكشف عن استثمارات كبيرة مع السعودية في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلن عن اعتماد 9 مليار ريال كتائب القسام تعلن تمكنها من قتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية ''مركبة'' حكومة جديدة في الكويت وتوجيهات لأمير البلاد

أما آن الأوان لتلك الحرب اليمنية أن تتوقف؟
بقلم/ داود البصري
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 18 سبتمبر-أيلول 2009 09:49 م

الغارة التي شنها جيش السلطة اليمنية على منطقة حرف سفيان و مقتل عشرات المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني المحروم هي إحدى علامات إفلاس الطغمة العسكرية الحاكمة كما أنها تجسيد حقيقي للطبيعة الفاشية للأنظمة العسكرية ذات الحولات العشائرية و الطائفية التي لا تحافظ على لحمة الوطن و لا تدافع عن دماء الشعب و أرزاقه و كرامته بل أن كل همها هو إحراز الإنتصارات الوهمية على جثث شعبها الذي تتحكم به و تورده موارد الهلاك، تلك الغارة الجوية الإرهابية هي واحدة من أبشع صور إرهاب الدولة!

فالقضية لم تعد الحفاظ على وطن ووحدة شعب بل على سلطة غاشمة لا تجد سبيلا لحل المشاكل العالقة و العويصة سوى باللجوء للغة الدم و العنف و الإرهاب و التقتيل الشامل، ولم يعد موضوع الصراع في اليمن بين الإمامة و الحداثة أو بين الوحدة والإنفصال، بل أنه بين الفاشية و قيمها المضمحلة كونياً و السائرة في طريق الإنقراض و بين قوى الشعب الحرة التي تأبى الإنصياع للظلم و العدوان و حكم الفرد و العشيرة و العسكرتاريا الرثة الغبية.

ما حصل في حرف سفيان من جريمة ممنهجة ضد الجنس البشري يعطي إشارات واضحة لكل قوى التحرر اليمنية لأن تمارس دورها الوطني و التحرري من أجل الخلاص من ربقة الفاشية العسكرية التي حطمت بالأمس القريب و بصواريخ الأرض / أرض و بطائرات الحليف الذي كان نظام صدام حسين في العراق إنتفاضة أبناء الجنوب اليمني المتطلع لإعادة دولته و كيانه و تجربته الوطنية الحرة و التقدمية التي صادرها الذين صادروا الوحدة و حولوها لكابوس ثقيل من الهيمنة و قطع الأرزاق و إحتقار الناس.

واليوم تأبى الفاشية إلا أن تكرر نفسها و تمارس عنجهيتها و تستعمل أسلحتها الصدئة الموجهة ضد صدور الفقراء و المحرومين من النساء و الأطفال و الشيوخ الذين أضحت دمائهم البريئة و المسفوحة و جثثهم المقطعة هي الغطاء الذي يتدثر به الفاشيون الفاشلون في الحرب و السلام.

لقد آن لتلك الحرب العدوانية بكل صفحاتها أن تتوقف، وحان دور المجتمع الدولي للتدخل، ووجب على الأصوات الحرة في العالم أن ترفع صوتها لحماية الطفولة و البراءة و الإنسانية من عنجهية الطغمة العسكرية و من أساليب القتل الشامل و من حملات الإبادة الجماعية التي لا يمكنها أن تكسر إرادة الأحرار في اليمن التعيس.

لا يمكن الدفاع أبدا عن جريمة سلطة حكومة الشمال، و لا يمكن تبرير ما حدث، فالحفاظ على الوحدة الوطنية لا تكون بذبح الشعب بالجملة و المفرق كالخراف و في أيام رمضان المباركة التي لم تراع السلطة أي حرمة مفترضة لها.

ينبغي لتلك الحرب العدوانية أن تتوقف فورا، كما ينبغي أن تشكل محكمة جرائم حرب دولية لمحاكمة كل الأطراف التي تختبأ خلف الأهداف المدنية، فالسيادة الوطنية لا تعني أبدا حرية الأنظمة في قهر شعوبها و تحطيم إرادتها.

إن الضمير الدولي و الإنساني على المحك، و إن شعب اليمن سوف لن يتسامح أبدا مع القتلة، ومع كل حماقة و سلطوية تشتد مساحات العزم و النضال على هزيمة الفاشيين و المجرمين، وهي الحقيقة الخالدة، فلا دولة مع الظلم، و لا أمان مع القتلة، و من يستبيح دماء شعبه بشكل مستهتر و مجاني سيفضحه التاريخ الذي لن ترحم أحكامه القاسية كل الطغاة و القتلة، و النصر و الحرية لأبناء اليمن وهم يقارعون الإرهاب الرسمي و يخطون بدمائهم سطور ذهبية لطريق المستقبل. لا للفاشية و العشائرية و التخلف و الظلم.