مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين
كل المؤشرات تقول إن هناك جهوداً تبذل، وأموالاً تدفع بسخاء، لدفع اليمن إلى أن يكون صومالاً آخر. الحرب المشتعلة الآن بين السلطات اليمنية والحوثيين ليست مجرد ثورة طائفية، ولا علاقة لها بالتنافس القبلي التقليدي في اليمن على السلطة والنفوذ، ولا هي نتيجة لخلافات محض سياسية داخلية، إنما هي حرب (أهلية) أشعلها وأجج لهيبها الصراع الإقليمي في المنطقة، تسعى علناً إلى إقامة أمارة شيعية (تنتسب إلى الجارودية المنشقة عن الزيدية) في الجزء الشمالي من اليمن والمحاذي للمملكة.
إيران هي الممول الرئيس والمستفيد من هذه الحرب. فقد اتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح (علناً) إيران، وكذلك الزعيم العراقي الشيعي مقتضى الصدر، بدعم الحوثيين؛ وأن هذا الأخير قد عرض على الحكومة اليمنية الوساطة بعد أن ضيّقت عليهم السلطات اليمنية الخناق في الحرب التي تدور حالياً بين السلطة والحوثيين. وهناك أنباء ترددت أن مجموعة من أتباع المذهب الزيدي اليمنيين يتلقون تعليمهم في الحوزات الشيعية في النجف، وكذلك في قم في إيران، وأن هذه المجموعات الزيدية انتقلت بحكم التعليم المذهبي هناك من المذهب الزيدي إلى الاثني عشري؛ وطلائع هذه المجموعات هي التي تضطلع الآن بإعادة المذهب الزيدي إلى الحياة السياسية، ولكن من خلال نسخة معدلة هي أقرب إلى الإثني عشرية منها إلى الزيدية التقليدية. وكان (بدر الدين الحوثي) أحد فقهاء الزيدية قد هاجر قسراً وأقام في طهران وقم، بعد خلاف فقهي داخل المذهب الزيدي حول قضية فقهية تتعلق بالإمامة عند الزيديين مؤداها: (قصر الإمامة في البطنين الهاشميين الحسن والحسين دون غيرهما؛ إذ إنه في تلك الفترة كان بعض علماء الزيدية قد اجتهدوا في هذه المسألة التي كانت تمثل لهم حرجًا شديدًا مع حكام صنعاء الجمهوريين، ولتجاوز هذا الحرج خرجوا باجتهاد مفاده أن الرئاسة والولاية جائزة في كل مسلم قائم بحدود الله في خلقه، وأن مسألة البطنين مسألة زمنية لم يعد مسوّغ لوجودها) وهذا ما رفضه جملة وتفصيلاً هذا العالم الشيعي فهو يرفض جواز (إمامة المفضول مع وجود الأفضل)؛ وبقي في طهران ولم يعد إلا بعد الوحدة، وربما بدفع وتشجيع من الإيرانيين. وجود بدر الدين الحوثي في منفاه الإيراني كان بمثابة الجسر الذي استغله الإيرانيون لإشعال جذوة الثورة الحوثية في اليمن فيما بعد على يد ابنه حسين، وبعد مقتله على يد ابنه عبدالملك، والتي اشتعلت أول ما اشتعلت عام 2004 م. وها هي تشتعل الآن رغم الجهود المبذولة من فعاليات داخلية وخارجية بهدف محاصرتها وتطويقها، غير أنها تنتهي بالفشل في كل مرة؛ لأن الأهداف النهائية لم تكتمل بعد.
ونحن المعنيون بهذه الحرب في التحليل الأخير؛ فصوملة اليمن، كما يهدف الإيرانيون من هذه الحرب، سيجعل اليمن قاعدة انطلاق لهز استقرار المملكة، وسوف يكون الحزب الحوثي نسخة مكررة من (حزب الله) اللبناني ولكن في خاصرة المملكة هذه المرة. لذلك فإن دعم الحكومة اليمنية في صراعها مع الحوثيين قضية في غاية الأهمية، بل هي في تقديري يجب أن تكون في قمة أولوياتنا بالنسبة لسياستنا الخارجية، لأنها متعلقة بصفة مباشرة بأمننا الوطني. ومن خلال تجاربنا مع القاعدة، واتخاذ القاعديين اليمن ملاذاً آمناً لقياداتهم في المنطقة، وأغلب كوادرهم، يجعل من الضرورة أن نتنبه إلى أن (صوملة اليمن) ستكون بمثابة السرطان الذي إذا نما وانتشر في الجسم اليمني فسوف ينتقل إلينا لا محالة.
*الجزيرة السعودية