مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
(نعم انا مسلم..لكني هندي وافتخر لانتمائي لهذه الأرض وسأبذل جهدي للحفاظ عليها وتنميتها..)
بهذه الكلمات قدم لي صديق هندي درسا رائعا في حب الوطن واستفراغ الجهد في تحقيق فرص للتعايش مع كافة مكونات المجتمع الهندي الذي يتشكل من فسيفساء دينية وعرقية وقومية ولغوية.
السؤال هنا..هل نحن في بلد الإيمان والحكمة بلد الدين واللغة والأصل الواحد بحاجة إلى هذا الدرس؟
القارئ الكريم, دعني أسافر بك على بساط الكلمات لمدينة بنجلور الهندية ذات الاثنين وعشرين مليون نسمة(وهو مقارب لعدد سكان اليمن ).
ففي زيارة لي مؤخرا لهذه المدينة رائعة الجمال وجدت أمامي صورة حية للتعايش الانساني فهذه المدينة تضم بين ارجائها (كما هو الحال في الهند عموما ) ديانات كثيرة ومتباينة ففيها المسلم والهندوسي والمسيحي والسيخي وعابد الشجر والحجر وعابد البشر وغيرها من الديانات ويتكلم أهلها لغات كثيرة منها الكانادا (وهي لغة الولاية الرسمية ) واللغة الهندية والانجليزية والأوردو( لغة الهنود المسلمين ) والمهاراتية والبنجالية... وغيرها من اللغات . كما تنحدر أصول سكانها من مناطق شتى فمنهم من أجداده أتوا من أوربا وهم البراهمة في الديانة الهندوسية ومنهم من أصول فارسية وقوقازية و تركية ومنهم من أصول عربية وحضرمية تحديدا وغيرها من القوميات والأصول العرقية.. وبرغم التباين الواضح في الدين والأصل واللغة فانك لا تكاد تلحظ هذا التباين في الحياة اليومية اللهم فقط في ممارسة الشعار الدينية والمظهر الخارجي..بينما تسير الحياة بانسيابية طبيعية وتنجز الأعمال وتحقق الأهداف ويتعامل الناس مع بعضهم البعض بكل أريحية ولا تكاد تشعر بأنك في غربة لبساطة الناس وتعاونهم وعدم التفاتهم لأصلك او دينك او لغتك ..الجميع يرفع شعارا واحدا (الهند أولا)
ان التنوع في المجتمع الهندي كان مصدر من مصادر التنمية وتحولت الهند من دولة نامية فقيرة الى دولة صناعية وتجارية بل وعسكرية نووية رغم شحة الموارد وكثرة عدد السكان البالغ مليار ونصف نسمة واتساع المساحة في بلد بحجم قارة كالهند.
والسبب الرئيسي هو القدرة على التعايش والعمل على القواسم المشتركة واحترام آراء ومعتقدات الآخرين, رغم بروز أحيانا بعض المشكلات الطائفية والعرقية والسبب فيها هم المتعصبين والمتطرفين من كل طرف..
أنا هنا لا امدح الهند كدولة في سياساتها خصوصا نحو المسلمين في كشمير المحتل ولكني اذكر نموذجا حيا يمكن الاستفادة منه في الخروج من النفق المظلم.
وفي المقابل القارئ الكريم أعود بك إلى بلد الإيمان والحكمة ,, وطن الاثنين والعشرين مليون نسمة .لتطالعك صورة مأساويه حزينة من انتشار الأفكار المناطقية والطائفية والتقسيمات والتصنيفات التي تمزق الوطن الصغير المساحة أصلا..ولعل المطلع والمتابع على المواقع والمنتديات الالكترونية وخصوصا في هذا الموقع الرائع مارب برس لاشك انه يذوب حسرة ويتقطع كبده الما لما يراه من التعليقات التي تحتوي على تنابز بالالقاب وصراعات مناطقية وعرقية وإطلاق التصنيفات والنعوتات التي تشمئز منها النفس فهذا شمالي وهذا جنوبي وهذا زيدي وهذا شافعي وهذا عدني وهذا حضرمي وذلك من مطلع والآخر من منزل وهذا دحباشي والآخر حراكيشي وهلم جرا من الأوصاف التي تفرق ولا تجمع, وتهدم ولا تبني, وتزرع الكراهية والحقد في النفوس.
ليس العيب في التنوع والاختلاف بل العكس تماما والنموذج الهندي خير شاهد.إنما العيب أن يتحول هذا التنوع والاختلاف إلى تنوع تضاد وصراع فهل بهذه الأفكار تبنى الأوطان وتصنع الحضارات؟
إن الأوطان والحضارات لا تبنى الا بتحقيق العدل وإطلاق الحريات وإنصاف المظلومين وإعادة الحقوق المنهوبة إلى أصحابها ومحاسبة الناهبين والمفسدين وتحقيق الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة والتبادل السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان وآدميته وتوحيد الجهود والطاقات وتوجيهها نحو تنمية موارد البلاد وتطوير البنية التحتية لبناء اقتصاد قوي ومزدهر.
ليتنا نتعلم من الهنود هذا الدرس لنجعل شعارنا هو( اليمن أولا)
*مدرب تنمية بشرية
بنجلور -الهند