الجفري: نحن جمهورية ولسنا ملكية من أجل أن نورث الحكم (1-2)
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 24 يناير-كانون الثاني 2011 05:38 م

* نحن جمهورية ولسنا ملكية من أجل أن نورث الحكم

*الانتخابات قد تكون أداة تغيير إلى الأسوأ؟

* الدستور ينتهك في كل حالة ولحظة وليلة!!

* اتفاق فبراير انتهاك صارخ للدستور !!.

* نحن في فراغ دستوري طول عمرنا.. ولا يوجد شيء دستوري غير الرئيس صالح!!.

* المؤتمر سيرضخ لطلبات الأحزاب, بنظام كم لي وكم لك في لجان الانتخابات والدوائر, لكنه لن يرضخ لإصلاحات حقيقية.

* الحزب الحاكم يستطيع أن يجري انتخابات بالقوة, عن طريق الزج بالجيش وعن طريق التزوير!!!.

* استخدام العنف ضد الناس لا يجوز, وغير دستوري, ويزيد الهوة!!!.

* أخطر ما في الأمر "الانفصال"؟ وإذا استمرت الأوضاع هكذا فالناس معها حق. والذي أوصلنا إلى هذا هو نظام الدولة البسيط المركزية.

* بعض ابناء المحافظات الشمالية تعود مع الزمن وتآلفت مع الجراح!!.

*أشعر أني مواطن من الدرجة الخامسة. يتم أخذ حقي في صنعاء وعدن وفي قريتي ويباع أمام عيني .

* من قال إن الفيدرالية تعني الانفصال؟ .

ضيفنا في هذا الحوار السياسي البارز الأستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس رابطة أبناء اليمن يمتلك من الذكاء والدبلوماسية الكثير، ويتكئ على خلفية سياسية امتدت لعشرات السنيين.. تمرس على العمل السياسي مبكراً .. وكانت له مواقف مثيرة للجدل .. ومع انطلاق شرارة حرب صيف 1994م في اليمن وقف الجفري في صف نائب الرئيس حينها علي سالم البيض مطالبين بانفصال جنوب اليمن عن شماله.. وفي الانتخابات الرئاسية 2006م فاجأ الجفري الجميع بوقوفه مع المرشح عن حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، وقبل ايام تقدم حزبه (رابطة أبناء اليمن).بمشروع لحل أزمات اليمن دعا فيه الى تأجيل الانتخابات والجلوس على طاولة الحوار لجميع إطراف العمل السياسي في اليمن تتسع للحراك الجنوبي وقادة المعارضة في الخارج والحوثيين... طرحنا عدد من الأسئلة الهامة والمثيرة على ضيفنا وهنا نتابع الجزء الأول من الحوار.

حاوره: نشوان العثماني – محمد الصالحي

* الانتخابات لابد أن تكون ذات تغيير إيجابي وحضاري للشعوب.. أستاذ عبد الرحمن الجفري أنتم طالبتم في مبادرتكم الأخيرة بتأجيل الانتخابات.. لكن الكثيرين يتحدثون عن فراغ دستوري إذا ما تم تأجيل الانتخابات.. ما تقولون؟

-يسعدني أن أجري هذا الحديث مع مأرب برس, وهو من المواقع الناجحة جدا في البلد, وأنا لا أقول ذلك مجاملة, وأرجو أن تحافظوا على هذا النجاح.. أنا أعرف أنتم تنتمون لمن, وهذا شيء طبيعي ما في مشكلة, لكن هناك حرفية أظهرتموها وكأنه محايد, وهذا ممتاز لا يمكن الطعن فيه, بالعكس, لذلك أنا سعيد بهذا اللقاء.

الانتخابات هي أداة تغيير. نعم. نحن نقول إنها أداة تغيير إلى الأفضل, ويجب أن تكون أداة التغيير الأساسية في ظل أنظمة حكم ديمقراطية وفي ظل استقرار وأمن في البلد, لكن في ظل أوضاع كأوضاع بلادنا لا نعتقد أن الانتخابات ستكون أداة تغيير إلى الأفضل على الإطلاق, لكنها قد تكون أداة تغيير إلى الأسوأ, وجربنا هذا. هي تعيد إنتاج الموجود في أي مكان في العالم كتوجه, وإذا هناك ديمقراطية حقيقية ستعيد إنتاجها, وإذا كان هناك اسم ديمقراطية ومضمون خاوٍ فستعيد إنتاجه على أسوأ, فلذلك نحن نقول إن انتخابات في ظل ظروف كهذه لن تعمل شيئا, والكلام هذا نقوله من بعد تجربة 1993, فقد ثبت لنا مما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن أن تكون هناك انتخابات حرة, فحينها كان لدينا 60 طعنا موثقا, لكن قرارا غير دستوري وقعه كل من الرئيس علي عبد الله صالح, ونائبه علي سالم البيض, والشيخ عبد الله الأحمر, وبقلم الشيخ مجاهد أبو شوارب الله يرحمه, وهو, أي الأخير, ليس له علاقة بالموضوع, ونشر بالجرائد, صدر ووجه للقضاء بعدم قبول أي طعون, وإذا كان قد تم إيقاف القضاء حينها من زعماء أحزاب, فماذا تبقى؟.. ومن ذلك لم ندخل أي انتخابات, وقلنا إن أي انتخاب سيأتي سيكون إلى الأسوأ, وهذا ما حصل, فكل انتخاب أتى حمل معه تراجع الديمقراطية... أما ما يتعلق بالفراغ الدستوري, فهذا أكذوبة يمررونها على الناس والعالم والجميع. أنا أريد أن أعرف ما هو الدستوري القائم في بلادنا من أجل أن نقول إن هناك دستورا؟

أولا: من حيث الانتهاكات, فالدستور ينتهك في كل حالة ولحظة وليلة.. ضرب المتظاهرين برصاص حي من قال إن هذا دستوري؟, فأيٍ كان الأمر, شغب في شغب, رشهم بالماء بخراطيم المياه, مسيل للدموع, بالرصاص المطاطي, أما بالرصاص الحي وبالدشكا (......). وهناك حروب تقوم دون علم ولا إذن مجلس النواب وتنتهي دون علمه, إذن ما في دستور... ثانيا: في المرحلة الحالية بالذات تم اتفاق فبراير 2009, وهذا الاتفاق انتهاك صارخ للدستور ولا يستطيع أي إنسان قانوني يحترم علمه أن يقول إنه من الدستور في شيء, فهو انتهاك فاضح للدستور. ونحن حضرنا ندوة شارك بها المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك وحزب الرابطة حول هذا الاتفاق, بعدما ما وُقِّع الاتفاق, واعترفوا أمام الناس, وعندي مسجل بالفيديو, أنهم اعتسفوا المادة (65) حتى تظهر الاتفاق وكأنه دستوري وهو غير دستوري... إذا ما يجري غير دستوري, بالتالي مجلس النواب غير دستوري وما يصدر عنه غير دستوري, ولا حكومة دستورية. والباقي الوحيد الذي له صلاحية هو مدة الرئيس. لا يوجد في الدولة القائمة إلا صلاحية واحدة وهي لـ"علي عبد الله صالح" المتبقي من ولايته 3 سنين.. هل هناك شيء دستوري غير هذا؟ سواء أحب الناس هذا الحديث أم لم يحبوه نحن لا يهمنا ذلك, فنحن نتكلم كلاما منطقيا وكلاما علميا. أما حكاية الفراغ الدستوري فنحن عايشين فيه طول عمرنا.. ومتى طبقنا الدستور؟ لذلك نحن نبحث عن مشروعية أخرى اليوم حتى نعدل دستورنا كلنا وليس طرف واحد أو طرفين وهي مشروعية إجماع وطني, وهي أعلى من اتفاق بين فريقين على انتخابات, فيجب أن يوقف هذا الكلام.. وأنا اليوم (22/1/2010), قرأت في "أخبار اليوم", وهذا شيء مؤسف, تزوير لكلامي, يقولون إننا عملنا مبادرة - وهي ليست مبادرة بل مشروع - لحل الأزمة بين المشترك والسلطة.. أنا لا أعلم أن هناك أزمة بين المشترك والسلطة, وأقول لا توجد أزمة بينهما, لكن توجد اختلافات ما بينهما على آليات وإجراءات ودوائر فقط, ثم أننا نحن الرابطة لسنا دلالين من أجل أن نحل الأزمة بين المشترك والسلطة, فنحن شركاء في هذا البلد.

* هل وجدت مبادرتكم صدى من أطراف العمل السياسي بشكل عام؟

-حتى الآن لم يبلغنا طرف معين إلا بعض الأطراف من خارج إطار اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام, ومن الكثيرين من الناس, لكن هناك إشكالية في المنظومة السياسية عندنا كلنا - سأقول: ونحن؛ من أجل ألا أغضب أحدا "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ" - أحيانا نرفض الشيء لأنه آت من عند فلان, ليس لصلاحية هذا الشيء أو عدم صلاحيته, يمكن لا نقرأه.. هذه إشكالية كبيرة في المنظومة السياسية.. كل واحد يقول رأيا ويرى نفسه فقط, لا يراك ولا يرى الآخرين, وبالتالي كل يقرأ نفسه.

* هل سيمضي الحزب الحاكم نحو الانتخابات منفردا أم سيرضخ لمطالب أحزاب المعارضة والقوى الأخرى الموجودة؟

-ممكن يرضخ لأي طلبات خاصة بالأحزاب, كم لي وكم لك في لجان الانتخابات ليست مشكلة, كم لي وكم لك في الدوائر ليست مشكلة, لكنه لن يرضخ لإصلاحات حقيقية.

* (مقاطعا).. يعني لديه مبدأ المساومات..؟

-ويقبلون بذلك.. بعضهم يقبلون.

* وهل ستجري الانتخابات في بعض المحافظات, خصوصا في المحافظات الجنوبية؟

-لا أعتقد أن المؤتمر غير مدرك لصعوبة الوضع. ليس هناك صعوبة في إجراء الانتخابات, فالمؤتمر يستطيع أن يجري انتخابات بالقوة, عن طريق الزج بالجيش وعن طريق التزوير. لكن من المؤكد أنهم يدركون مخاطر هذا الأمر, وأمر كهذا - كان يُعمل في السابق من قبلهم جميعا, لأنهم كانوا في السلطة (حاكما ومعارضة) - يصعب إن لم يكن يستحيل أن يتكرر ويستمر, فالمسألة أخطر من الانتخابات, فالقضية في البلد ليست اليوم قضية خلاف المشترك والمؤتمر على الانتخابات, يختلفوا على كيفهم على الانتخابات.. البلد تحترق في الفتن القبلية والداخلية.. وأناس تموت من الجوع, ومظالم, هؤلاء الذين يحرقوا أنفسهم (في البيضاء وحضرموت) يحرقوا أنفسهم على ماذا؟ هل على الانتخابات التي يتعارك عليها الجماعة؟ لا يا أخي. وهذه المظاهرات التي تنفجر ويروح ضحاياها جرحى وقتلى من الحراك ومن غيره, على ماذا؟ ومظاهرات تعز وصنعاء, على ماذا؟ هل على الانتخابات؟

* التصعيد العسكري في لحج, هل هو لفرض سيادة الدولة, أم من أجل الانتخابات؟

-من أجل السيطرة على تلك المناطق من أجل إذا أجريت انتخابات يغصبوا الناس ويجبروها غصبا عنها حتى لو لم تحضر. هذا خطأ. استخدام العنف ضد الناس هذا لا يجوز, وغير دستوري, ويزيد الهوة. يقولون إن الناس تستخدم الرصاص. نعم أنا أعترف أن هناك أناسا يستخدمون الرصاص.. صحيح.. لكن لمَ يستخدموه؟

* لكل فعل ردة فعل...

-بالضبط؛ لأنهم سنين صابرين وهم يقتلوا بالعشرات. مع أننا ضد استخدام السلاح أيا كان, من قبل المواطنين أو من قبل الدولة.

* مشروعكم حوى أشياء كثيرة منها: توجيه الدعوة لجميع القوى ومنها الحراك الجنوبي والحوثيين. هل تمت الاستجابة من هذه الأطراف الأخرى غير الحزب الحاكم والمعارضة؟

-لا يهمني أن يستجيب أحد إلا بأن يقبل الحزب الحاكم بها, والباقي كلهم سيقبلون. لا يحاولون التحجج بأحد. فالمشترك سيقبل, والحراك سنحاوره وسيقبل, والحوثي سيقبل, والمعارضة في الخارج ستقبل, لكن ما يهمنا هو أن الرئيس علي عبد الله صالح يقبل؛ لأنه صاحب المشروعية الوحيدة دستوريا, يقبل هو أو حزبه يقبل.

* هل تواصلت شخصيا مع الرئيس صالح....؟

-(مقاطعا).. بياننا عنده.

* ولم يبد ردة فعل عليه حتى الآن...؟

-نعم حتى الآن لم يرد. إشكاليتنا في هذا البلد أننا نريد أي بيان أو أي مشروع إصلاح أو حل أو أي مبادرة أن تكون تعجبني كلها وإلا أرفضها كلها. لو أعجبني منها شيء وساءني شيء آخر ألعنها. وكلنا لم يعد لدينا متسعا من الوقت.

* كان لك مبادرة سابقة تتحدث عن الفيدرالية.

-المبادرة الأخيرة لا تلغيها بالعكس تؤكدها. هذه آلية لمناقشة مبادرتنا ومبادرات غيرنا. نحن درسنا دراسة علمية وجادة بدون مماحكات. من الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه, خاصة وأخطر ما في الأمر "الانفصال"؟ وإذا استمرت الأوضاع هكذا فالناس معها حق. والذي أوصلنا إلى هذا هو نظام الدولة البسيط المركزية. الناس مستعدة تموت جوع, لكنها غير مستعدة تعيش أتباع. حكاية أني أعيش وأنا اشعر أنني مواطن من الدرجة الثالثة أو الرابعة لا يصح. أنا عبد الرحمن الجفري الذي أمامك على أنني زعيم حزب, أو شخصية حزبية, أشعر بأني مواطن من الدرجة الخامسة. يتم أخذ حقي في صنعاء وحقي في عدن وحقي في قريتي ويباع أمام عيني من السلطة وأطالب وأعلن, ولا أحد سأل.

* هل هذا الشعور هو شعور لدى أبناء المحافظات الجنوبية أم شعور لدى كافة اليمنيين؟

-هو لدى كل اليمنيين.. كل المحافظات عندها نفس الجراح, إنما في بعض المحافظات الشمالية صار تعود مع الزمن وتآلفت مع هذه الجراح, لكنني أقول لك: الذين ألفوا الجراح سيبدؤون يشعرون بالألم.

* هل يمكن القول إن أبناء المحافظات الشمالية اعتادوا على الظلم؟

-تعايشوا..

* مع الظلم؟

-مع الجراح. هؤلاء لم يتعايشوا مع الجراح ولا أعتقد أنهم سيتعايشون, وأعتقد أن إخواننا في المحافظات الشمالية سيبدؤون يرفضون التعايش مع الجراح.

* بذكر مبادرتكم السابقة والتي تتحدث عن الفيدرالية, الجميع يتحدث عن أنها تخلق أرضية خصبة للانفصال.. ما ردك على هذا القول؟

-اسمي عبد الرحمن علي الجفري لا أخاف إلا من ربي. إذا آمنت بالانفصال سأخرج مع الحراك ولو تنقطع رقبتي ما عندي مشكلة ولا خوف من أحد؛ لأنني أؤمن أنه لن يستطيع أي أحد في الدنيا لا شخص ولا دولة ولا مجموعة أن تقدم موتي دقيقة واحدة.. لذلك إذا آمنت أن الانفصال هو الحل صدقني من أنك ستجدني في مقدمة الحراك. وحين كنا في عدن أيام حرب 1994 قلت هذا انفصال على النظام وليس على الوطن.. ومن ثم من قال إن الفيدرالية تعني الانفصال؟ اعطني مثلا واحدا في التاريخ كله أن دولة قامت على فيدرالية ثم انفصلت.

* هذا طرح المعارضين للفيدرالية؟

-من حقهم أن يطرحوا ما يشاءون, لكنهم يخلطون بين شيئين: الفيدرالية والكونفدرالية, فالأخيرة تعني دولتين مستقلتين ذات سيادة وحدود وجنسيتين مختلفتين, أما الفيدرالية فتعني دولة واحدة بمواطنة واحدة وسيادة واحدة. وعندنا حوالي 120 دولة فيدرالية في العالم.. عبد الناصر العظيم لم يستطع أن يبقي وحدة مركزية مع سوريا. واليمن كانت دولتين, والجنوب كانت وحدته الداخلية ضعيفة, ولم تستمر إلا 23 عاما.. وتاريخ اليمن كله انقسامي, ولأنه انقسامي فلن ينفع معه المركزية التي تنفر الناس من الوحدة, المركزية تذكر كل إنسان بمنطقته.. فلما يشعر المرء أن ليس لديه مواطنة سوية يشعر بها فبالتالي تستثير فيه التذكير بأني أنا من مأرب صاحب سبأ, وأنا من تعز العز, وأنا تهامة, وأنا من دولة حضرموت, وهكذا, لكن الناس لو شعروا أنهم شركاء, هل سيتذكرون هذا الكلام؟.. التنوع الذي لدينا في اليمن نحن معه أمام خيارين, إما نصهره وإما نستفيد منه إيجابيا, والعالم الحضاري يستفيد من التنوع إيجابيا, سواء كان تنوعا ثقافيا أو دينيا أو حتى مناخيا أو أي نوع من التنوع. وثبت تاريخيا أن صهر التنوع مستحيل, ومن الممكن ردمه لكنه سيصير نارا تحت الرماد, ما أن تأتي هبة رياح حتى تشل الرماد لتظهر النار. وصهر التنوع في قلوب الناس وفي حياتهم وأساليبهم مستحيل...حتى في الجنوب, وصل بهم الأمر إلى تسمية المحافظات بالأرقام, حولوا الناس أرقاما, وأنت عبد الرحمن علي الجفري, لا تقل ذلك, وقل عبد الرحمن علي محمد, وممنوع تقول علي ناصر الحسني وقل علي ناصر محمد, ولا تذكر لقبك.. هذا كلام غباء, وهذا الكلام حين يأتي متنفس ينفجر, وهذا ما حصل في 1986 حين تقاتلوا الرفاق بالمناطقية.

* كيف ترى التعديلات الدستورية, هل هي تلاعب لجعل الرئيس مدى الحياة؟ كيف ترى إلحاح المؤتمر عليها في هذا الوقت الحرج؟

-الحقيقة لم يقولوا رئيسا مدى الحياة.. قالوا نشيل العداد. أنا لا أرى هذه قضية. القضية هي من الذي يحكم؟ وكيف؟ على أي أساس, وعلى أي هيكل دولة؟ إذا كان على هيكل دولة مركبة أو دولة بسيطة مركزية, إن كان دولة مركبة سنتفاهم, ليس ذلك قضية, ولا يهمنا من يحكم, لكن كيف يحكم؟ حتى الدولة الفيدرالية لن تكون فيها مركزية بل وحدات حكم محلي في كل إقليم, حتى تشعر كل منطقة أنها تحكم نفسها محليا, أما في المسائل السيادية فهذا من عمل الدولة. لو تحقق هذا ستكون هناك ديمقراطية حقيقية و(باتشيل) العداد كله, وسينتخب الناس الأصلح لهم.

* لكن في تونس قلعوا العداد.

-لأن هناك لا توجد ديمقراطية.

* هل سيتكرر هذا في اليمن؟

-إذا استمررنا هكذا نعم وسيكون للأسوأ, ونحن نقول لا نريد صوملة, ولا نقبلها. أما التونسة فإن لم نعقل جميعنا فستكون تونسة سيئة.

* تجربة تونس خيار إيجابي أم سلبي؟

-هي خيار إيجابي بالنسبة للتونسيين ونحترم خيارهم.

* هل ترى أن هناك خطوات جادة نحو التوريث؟

-نحن جمهورية ولسنا ملكية من أجل أن نورث الحكم. يحولونا لملكيين وسنقبل بالتوريث. أنا لا أنفي حق أحد في أن يترشح للرئاسة.

* بما فيهم نجل الرئيس؟

-بما فيهم الرئيس نفسه ونجل الرئيس وأبناء أبنائه بشرط أن يكون ذلك في ظل نظام حكم ديمقراطي يكون فيه تكافؤ فرص, ويكون فيه حكم دولة مركبة... نحن نريد أن نطور بلدنا. نرى أن بلادنا, بنفس أعذارهم, بالوضع القبلي والصراعات لن تهدأ وتستقر إلا في ظل نظام وقانون, وفي ظل دولة. الناس اليوم تتقاتل في كل مكان حتى عند دار الرئاسة. ومن الحظ الطيب لدولتنا أنها في موقع جغرافي في غاية الأهمية والخطورة على بحر عربي وعلى مضيق. والعالم اليوم يتجمع من أجل اليمن؛ لأنها على بحر مفتوح والصراع صراع بحار ومحيطات, والجغرافيا هي التي تحكم وتتحكم بصراع ومناطق العالم. نحن ممكن نكون أهم موقع لتصدير النفط في العالم لو عندنا دولة, لكن لا أحد سيأتي للاستثمار عندنا ونحن بهذا الشكل لا نأمن حتى على أبنائنا.. إذا في انتخابات نزيهة وفي دولة مركبة, يأتي أحمد علي عبد الله صالح على عيني وراسي, ويمكن أرشحه أنا, القضية ليست فلان أو علان.

* اليمن أصبحت محط أنظار العالم بسبب تنظيم القاعدة في اليمن, ما مدى وجود هذا التنظيم وقوته, هل هو ظاهرة إعلامية أكثر منها على الواقع؟

-اهتمام العالم باليمن ليس بسبب تنظيم القاعدة, إنما بسبب موقع اليمن, ولو تنظيم القاعدة في مكان آخر غير اليمن ما كان بهذا الاهتمام. انظر لتنظيم القاعدة في الصومال.. هل سأل أحد أين هي؟ لكن لأن موقع اليمن هام, وليس لأن القاعدة هي هامة, واليمن أهم موقع في المنطقة العربية وليس مبالغة, سياسيا وتجاريا واقتصاديا وما إلى ذلك, لذا يجب المحافظة عليه من القاعدة وغير القاعدة, والقاعدة موجودة لا ننكر ذلك, لكن حجمها لا يستحق هذه الهالة الإعلامية, وإنما هذه الهالة هي لأهمية موقع اليمن. ونحن ضد الإرهاب بكل أشكاله وألوانه.

* ما حدث في عدن, عندما اقتحمت عناصر القاعدة مقر الأمن السياسي في يونيو 2010, بمدينة التواهي, وعاثت فيه.. كثير من شهود العيان رأوا أن قوات الأمن لم تأت إليهم إلا متأخرة.. كيف رأيت ذلك؟

-هناك علامة استفهام لا ندري أنها مركزيا أو محليا, أو نتيجة لأمر آخر, وهذا لا يهمني, لكن ما حدث يعد تدشينا لشيء خطير لحرب أقوى بين السلطة والقاعدة. خد بعين الاعتبار أن القاعدة كانت في الفترة السابقة تحارب الآخرين في أرضك ويومها كان في نوع من الصلح بينها وبين السلطة, الآن هناك حالة برى ما بين الطرفين, وهذا تدشين لمرحلة البرى, وفسر البرى على أنه مرحلة (اللاصلح).