بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء''
لم يعتد الحاكم العربي طوال سني عهده أن يستمع لكلمةٍ مخالفةٍ لرأيه ولا يُحمل له خبرٌ يؤرق عليه عيشه بل لطالما عاش في وهمٍ كاذبٍ بأن الأمور كلها بخير وان الشعب كله يحبه وسيموت من أجله كما قال القذافي في خطابه الأخير , كيف لا يكون ذلك وهو قد عاش عقوداً يرى الجموع تهتف باسمه بالروح والدم نفديك يازعيم وقد اتخذت من كلماته مبادئ تنتهجها وشعاراتٍ تزيِّن بها الجدران وتلهج بها ليل نهار وإذا حطت طائرته بالمطار استقبلته الوفود والحشود رافعةً صوره بجميع الأشكال والألوان مرحبةً ضاحكة وهي تلوِّح له بالأيدي على طول الطريق من الجهتين إلى أن يصل قصره المنيف ,فإن تكلَّم صمتت واستمعت ولا يخترق سكون صمتها إلا الهتاف إعجاباً وتصديقاً بقوله أو دعاءً لجنابه المعظَّم بطول العمر والموت من أجله .
لقد عاش الحاكم العربي دون أن يصدمه أحدٌ من بطانته الفاسدة ورعيته المكبوتة بالواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب في ظل حكمه , ليفاجأ بهذه الثورة العارمة من الملايين الذي تهتف برحيله وترفع شعارات وعباراتٍ ساخرة متهكمة .
رئيسنا اليمني كإخوانه الذين سبقوه يبدي في عددٍ من الخطابات تفاجأه بما يحصل وهو يعدد الانجازات العظيمة التي حصلت في عهده تلك الانجازات التي لا ترقى إلى تطلعات الشارع ولا تلبي المطالب الأساسية للمواطن في حدها الأدنى .
نعم هناك تطور في مجال الطرق والحدائق وتزيين الشوارع وتحسن في شبكات المياه والكهرباء , ولكن ماذا عن الحياة المعيشية للمواطن والتي يعاني منها وتطارده في كل أوقاته ؟ وماذا عن الفساد الإداري الذي شوَّه كل جميلٍ في هذه البلاد .
هل يعلم الرئيس أن المواطن اليمني لا يستطيع أن يمرر معاملة أو يطالب بحق أو يصل إلى مطلوبه إلا بعد أن يدفع ويعطي أو تكون له واسطة من أهل الحكم والمسؤولية ؟
هل يعلم الرئيس أن حقوق المواطنين ضاعت في ظل مسؤولين يبيعون ويشترون في قضايا الناس ؟
هل يعلم الرئيس عن بيع الوظائف وتوظيف من لا يستحق حتى أصبحت الإدارات ملكيات وإقطاعيات خاصة للمدراء وأبنائهم وأقاربهم ؟
هل يعلم الرئيس أن المواطن لا يستطيع العلاج في المستشفيات الحكومية فضلاً عن شراء الدواء ؟
هل يعلم الرئيس عن آلاف المتسولين الذين يقفون في المساجد والجولات وأمام المصارف والمطاعم وقلما تجد مكاناً إلا وبه عددٌ من المتسولين الذين أذلهم الجوع ألجأهم المرض إلى سؤال الناس؟
هل يعلم الرئيس أن من الموظفين بالدولة من يستلم عشرين ألفا في حين أن آخرين يستلمون ضعف هذا المبلغ عشرين مرة ومع ذلك يقولون ( هل من مزيد ) ؟!!
هل يعلم الرئيس أن راتب الموظف لا يكفي لدفع الإيجار الشهري فكيف بمتطلبات الحياة الأخرى ؟
هل يعلم الرئيس أن هناك عمالاً في إدارات الدولة يطلق عليهم المتعاقدون لا يتجاوز راتب الواحد منهم عشرة آلاف ريال ؟
هل يعلم الرئيس شيئاً عن المتقاعدين الذين أفنوا حياتهم للوطن وتركوا في شيخوختهم يصارعون الحياة برواتب ضئيلة لا تسمن ولا تغني من جوع ؟
هل يعلم الرئيس عن نهب المال العام وعن المسؤول الذي يستلم الإدارة وبعد أشهر يصير من أصحاب الأموال والتجارات ؟
هل يدري الرئيس أن الجموع التي تخرج هاتفةً باسمه إنما هي مستأجرة وأبواق نفاقٍ لسانها معه وقلوبها ضده؟
هل يعلم الرئيس أن المنصب لا يناله المرء بخبرته العملية ولا بكفاءته العلمية وإنما بما يحمله من بطاقةٍ حزبية ؟
هل يعلم الرئيس عن المليارات التي تنفق على الصحف الرسمية التي لا يقرأها أحد والقنوات الفضائية التي لا يشاهدها أحد وإنما للتزييف والكذب والتغني بالأمجاد والمنجزات؟
هل يدري الرئيس عن الأموال الطائلة التي تصرف لشراء ذمم المشايخ والشعراء والوجهاء بينما يبحث بعض المواطنين عما يسد جوعهم وجوع أبنائهم من براميل القمامة ؟
هل يدري الرئيس عما ينفق في الانتخابات من أموالٍ لتزييفها وشراء الأصوات ليصعد من لا يستحق ولتدور عجلة الفساد سنواتٍ وسنوات؟
هل يعلم الرئيس أن البلاد لا تشكو من قلة الإيرادات ولكن تشكو من عبث التصرف في مقدرات الأمة وخيراتها ؟
هذا غيضٌ من فيض وقطرة من نهر المعاناة التي يعيشها المواطن والذي أخرج هؤلاء الملايين الذين لم يعد في مقدورهم تحمل هذا لأشهرٍ أخرى فضلاً عن سنوات.
لهذا كله تبقى المعالجات الترقيعية قاصرة وعاجزة عن إيجاد حلٍ جذري لهذه القضايا التي يتجاوزها الخطاب الرسمي ليوصف المشكلة بأنها سياسية أو مؤامرة خارجية وهنا تكمن مشكلةً أخرى .
حقيقةً لست أدري ما لذي يخاطب به المحافظون والمسؤولون والساسة المعارضون والعلماء والوجهاء الرئيس حينما كان يقابلهم على انفراد في اجتماعات مغلقة بعيداً عن الكاميرا والأحاديث العامة هل يتحدثون عن هموم الناس ومعاناتهم أم حديث المجاملات والمدائح أم عن السياسة وتقاسم السلطة أم عن قضاياهم الشخصية ؟!
وإذا كان الرئيس لا يعلم بمعاناة الناس التي أخرجتهم إلى الشوارع بعد الصبر الجميل على السنوات العجاف فإن الشاعر العربي قال ومعذرةً له :
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ ** وإن كنتَ تدري ( يا رئيساً فارحلِ )