رسالة إلى جمهور ميدان التحرير
بقلم/ محمد بن حسن الشريف
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 09 مارس - آذار 2011 04:44 م
 

إخواني جمهور ميدان التحرير أتساءل عندما أراكم تتظاهرون وتتجمهرون وهذا حقكم الدستوري ما هو المبرر لمظاهراتكم وتجمهركم في ميدان التحرير.

ويجيبني البعض بأن السبب هو الوفاء للقائد والزعيم والرمز الرئيس علي عبدالله صالح.

وأعود أسأل نفسي هل هؤلاء يمنيون؟ هل هؤلاء يدركون ما يعانيه الشعب اليمني من تردي أوضاعه المعيشية والحياتية في كل المجالات, أم أن هؤلاء قادمون من كوكب آخر يعيشون فيه النعيم المقيم ورغد العيش وترف الحياة؟

وأعود وأنظر في صوركم فلا أرى فيها إلا كل البؤس والحرمان الذي يعيشه كل أبناء اليمن, ما عدا فئة قليلة نهبت خيرات البلاد وثرواتها وتتمتع بها كيفما تشاء.

وأجزم وأقسم الأيمان الغليظة أنكم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب, تعيشون كل أنواع الحرمان وشظف العيش وبؤس الحياة.

وأعود وأتطلع مرة أخرى وبتمعن أكثر فأرى في وجوهكم أمورا كثيرة أراها في وجوه من يعتصمون في ميدان التغيير بجوار الجامعة.

أرى في وجوهكم الأب الذي يرسل أبنائه إلى المدرسة وكله أمل بأن يجدوا المعلم المؤهل والكفء بانتظارهم, والإدارة المدرسية النموذجية, والوسائل التعليمية المكتملة, والفصول الدراسية المؤثثة, والمعامل المجهزة, فيكون تحصيلهم العلمي بلا حدود لكنه يفاجأ بهم يعودوا بعقول فارغة ودفاتر فارغة وكتب ممزقة, وقد أعياهم التعب وأنهكهم من كثر ما لعبوا في فناء المدرسة وهم في انتظار المدرسين المشغولين بأعمال خاصة يرونها أجل وأقدس من رسالة التعليم الملقاة على عواتقهم ولا من حسيب ولا من رقيب.

وأرى في وجوهكم رب الأسرة الذي عندما يمرض أحد أفرادها ويذهب به إلى المستشفى الحكومي أو الخاص لعلاجه, يعود وقد فرغت جيوبه حتى آخر ريال دون أن يطرأ على حالة مريضه أي تحسن.

أرى في وجوهكم عامل الحراج, الذي يجد عمل ليوم واحد, وباقي الأسبوع يقلب كفيه وينتظر على الرصيف لا يجد ما يعيل به نفسه فضلا عن أن يوفر ما يعيل به أسرته.

أرى في وجوهكم خريج الجامعة الذي مضى عليه السنوات وهو يتسكع على أبواب الوزارات والمؤسسات عله يجد فرصة عمل يؤمن بها مستقبله ولكن دون جدوى.

أرى في وجوهكم الموظف ذي الدخل المحدود الذي لا يدري كيف يوزع مرتبه على صاحب البيت أم صاحب البقالة أم يسدد فاتورة الماء أم الكهرباء أم يوفر طلبات أبنائه الطلاب من ملابس ودفاتر وأقلام أما في أوقات الأعياد فالله أعلم بالحالة.

أرى في وجوهكم سائق التاكسي وسيارات النص نقل وقد أعترضهم جندي المرور وطلّع على جثثهم القديم والجديد وأبتزهم ونغص عليهم حياتهم دون وجه حق.

أرى في وجوهكم الجندي البائس الذي لا يسلم مرتبه دائما من دون استقطاعات القائد أو اللجنة أو أمين الصندوق بحق وبدون وجه حق أما استلام (التعيون) فعشم إبليس في الجنة.

أرى في وجوهكم صاحب القضية العادلة المنظورة في المحكمة والذي قام غريمة بالتفاهم مع كتبة المحكمة أو القاضي فقلبوا الباطل حقا والحق باطلاًََ وبدلا أن يحكم له حٌكم عليه.

أرى في وجوهكم المزارع الذي يريد أن يسوق منتجاته الزراعية فيقوم أحد التجار المتنفذين باستيراد نفس الصنف من الخارج فتبور بضاعته ويبيعها بأبخس الأثمان.

 

أرى في وجوهكم كل ما أراه في وجوه الآخرين من اليمنيين من البؤس والحرمان.

وأعود وأتساءل لماذا كل هذا الصراخ (بالروح بالدم نفديك يا علي) وانتم تعانون هذه المعاناة؟

تضحون بمستقبلكم ومستقبل أبنائكم ومستقبل بلدكم والأجيال القادمة من أجل من فضل عشيرته الأقربين عليكم وجعلكم موظفين لديهم يجودون عليكم بالفتات وهم يعيشون ترف العيش ونعيم الحياة.

أليس الأجدر بكم الوفاء لوطنكم اليمن التي تحولت إلى بلد مستباح من قبل الأمريكيين يقتلون أبناءه بترخيص من حكامه؟

أليس الأجدر بكم الوفاء لوطنكم اليمن من أجل مستقبل سوف يكون بأي حال من الأحوال أفضل من مما أنتم فيه؟

هل تبيعون مستقبلكم ومستقبل أبنائكم من أجل (نص حبة دجاج ونفر رز ونفر مشكل وربطة قات وألفين ريال)؟

اتقوا الله في أنفسكم وفي أسركم وفي أبنائكم وفي مستقبلكم ومستقبل بلدكم ألا تشعرون بازدراء الآخرين لكم عندما تسألون في الخارج من أي البلاد أنتم وتجيبون من اليمن؟

الم يتسول بكم هذا النظام طيلة 33 عاما حتى أصبحتم مسخرة بين الشعوب؟

أليس الأجدر بكم أن تتحرروا من العبودية التي تعيشونها وتبعدوا الغشاوة التي على عيونكم وتلتحقوا بميادين الحرية والنضال الحقيقي بدلا من أن تصرخوا بالحياة لمن فقدوها؟

ماذا يمكن أن ينجزوا في حوالى سنتين وقد عجزوا عن انجازه في 33 سنة؟ ففاقد الشيء لا يعطيه!!

يقول البعض أن من يمارسون البلطجة ممن هم في ميدان التحرير بأنهم من القبائل وهذا غير صحيح.

فالمعروف عن القبائل أنها تقف في صف المظلوم لتنصفه من الظالم أما منهم في ميدان التحرير فإنهم يعينون الظالم على المظلوم, يعينون الجلاد على الفريسة هذا ليس من شيم القبيلة ولا أسلافها ولا أعرافها.

ويقول قائل آخر أن منهم في ميدان الجامعة بأنهم يتبعون حميد الأحمر أو يتبعون المشترك. وهذا غير صحيح فما حميد الأحمر ولا المشترك إلا صورة من صور هذا النظام الفاسد, وما أتى المشترك إلا متأخرا وعلى استحياء ليلحق بالشباب حتى لا يفوته قطار التغيير, مع العلم أن هؤلاء سوف يأتي التغيير عليهم مع تغيير النظام لأنهم الوجه الآخر له.

أتمنى من الله أن تلحقوا أنفسكم قبل فوات الأوان وأن تقوموا في صف الوطن, لا في صف المشترك ولا في صف المؤتمر, إلى جانب إخوانكم شباب التغيير في ميدان التغيير من أجل مستقبل أفضل ومن أجل اليمن واليمن فقط.