ويل للرئيس صالح
بقلم/ أسامة غالب
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 15 مارس - آذار 2011 05:03 م

(1)

لقيام الساعة علامات وأشراط (كبرى وصغرى)، وهي عبارة عن مجموعة من الأحداث والظواهر يدل ظهورها على قرب يوم القيامة.. وكذلك لسقوط الأنظمة الحاكمة علامات وأشراط تدل على قرب نهايتها..

من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي – صلى الله عليه وسلم- قلة العلماء وكثرة الجهال، إسناد الأمر إلى غير أهله، ومن علامات سقوط النظام قلة النزيهين وكثرة الفاسدين، وتولية المناصب الرسمية آراذل القوم وسفهائهم، وإسناد المناقصات للمقربين..

من علامات الساعة نقض العهود وعدم الحكم بكتاب الله وتعطيل الحدود، ومن علامات سقوط النظام نقض الاتفاقيات وعدم العمل بالدستور وتطبيق القانون.. من علامات الساعة أن تلد الأمة ربتها، وترى رعاة الشاه يتطاولون في البنيان، ومن علامات سقوط النظام أن يلد الوزير مديرا عاما، وترى مسؤولين من حفاة عراة إلى تجار ومستوردين يتطاولون في الفلل..

من علامات الساعة كثرة القتل وتصديق الكاذب، ويخون الأمناء ويتكلم التافهون من الرجال في القضايا التي تهم عامة الناس، ومن علامات سقوط النظام كثرة الفساد وتصديق الحاكم ويؤتمن الفاسدون ويخّون الشرفاء ويتكلم قيادات الحزب الحاكم عن المصلحة العليا للوطن.. من علامات الساعة ظهور ثلاثين كذابا دجالاً يزعمون أنهم أنبياء، ومن علامات سقوط النظام ظهور ثلاثين عضوا في اللجنة الدائمة يدعون الوطنية..

من علامات الساعة ارتكاب الفاحشة على الطريق العام وخروج الدابة ونار من عدن تسوق الناس إلى محشرهم ونساء كاسيات عاريات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت، ومن علامات سقوط النظام نهب المال العام في العلن وخروج مجلس التنسيق للمعارضة ودولارات من دار الرئاسة تقود المرتزقة إلى حزب المؤتمر، وصوالين حديثة فارهة تجوب الشوارع كأنهن غزلان وفي رواية كأنها شوكلاتة والشعب يموت جوعاً..

من علامات الساعة يأجوج ومأجوج وتكلم الحديد، وطلوع الشمس من مغربها وتضييع الأمانة، ومن علامات سقوط النظام في اليمن يحيى الراعي والدكتور مجور، وتكلم بن دغر وطلوع ياسر اليماني من لحج وتضييع الموازنة العامة للدولة..

تقوم الساعة على شرار الخلق وتسقط الأنظمة على شرار الوزراء، وأشراط الساعة الكبرى تتابع كحبات الخرز ولا ينفع معها الإيمان، وأشراط سقوط النظام الكبرى تتوالى كحبات الأرز ولا ينفع معها المبادرات..

(2)

إسطوانات مشروخة كثيرة يرددها أزلام النظام وآخرها أن أحزاب المشترك غير مؤهلة لإدارة الدولة.. المؤتمر وحده المؤهل لهذه المهمة أما المعارضة فليس لديها كوادر وأنصار مؤهلون لإدارة البلاد..

فليس لدى المشترك أعضاء منفتحون وعصريون قادرون على إدارة وزارة الإعلام مثل حسن اللوزي، ليس لديها قيادات صادقة ومحترمة مثل حمود عباد لإدارة وزارة الشباب والرياضة، ولا كوادر نزيهة ونظيفة اليد مثل محافظ ريمة علي الخضمي لإدارة المحافظة، ولا قيادات تأريخية وسجلها ناصع البياض مثل أحمد مساعد حسين لتولي حقيبة المغتربين، ناهيك عن أمثال حمود الصوفي وأحمد الحبيشي وعبدالسلام الجوفي وخالد طميم، وهلم جرا كوادر مؤتمرية لا مثيل لها في المعارضة..

إذن المشترك في ورطة وعليه أن يعترف بذلك ويبحث فوراً عن أقرب مطعم (سلته) للتعاقد مع عماله لإدارة الدولة فترة مؤقتة حتى يتمكن من مجاراة كوادر المؤتمر وحتى يؤهل نفسه لهذه المهمة التي لا يقدر عليها إلا المؤتمر..

(3)

الرئيس علي عبدالله صالح، إنسان ومتواضع، بسيط، يحرص على الاستشارة، يحترم الرأي الآخر، قائد، واسع الصدر وطويل البال ومتسامح ويرفض كل أشكال العنف والتطرف، حنون، يقبل النقد ولا يحقد و... الخ مدونة في وسائل الإعلام الرسمية ومقالات عبده الجندي وقد تجلت هذه الصفات الحميدة في استخدام قنابل غازية سامة ومحرمة دولياً ضد شباب التغيير..

الغريب أن مصدرا أمنيا (مسؤول) اتهم عناصر خارجه عن القانون بارتكاب الجريمة وهذه إساءة كبيرة للحرس الجمهوري والأمن المركزي، لأنها تعتبر نفسها فوق القانون وليس خارجة عنه، والسؤال الذي يفترض أن يجيب عليه رئيس الجمهورية هو: لماذا لم تطلق حتى الآن رصاصة واحدة ولو مطاطية تجاه الخيام المنصوبة بميدان التحرير؟!

(4)

أدرك الحزب الحاكم مؤخراً أهمية الحوار بعد أن كان قد رفضه وبعد أن قال شيخ مشائخ الكتلة البرلمانية المؤتمرية سلطان البركاني قبل أشهر إن الحوار مع المعارضة غير مجدي..

الآن يريدون الحوار على \"البدلة\" الجديدة التي فصلها الرئيس مؤخرا على مقاسه وتتضمن دستورا جديدا ونظاما برلمانيا وقائمة نسبية وغيرها سيموت الدكتور عبدالكريم الإرياني قبل أن ينتهي الحوار منها.

*عن الناس

*رئيس تحرير صحيفة الناس