أساليب السلطة وارادة الثورة في اليمن
بقلم/ جمال محمد الدويري
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و يومين
الأربعاء 23 مارس - آذار 2011 04:36 م

من خلال استقراء النفسية السياسية للرئيس اليمني علي صالح عبر مسيرته السلطوية نجد فيه عدة اختلالات ذاتية وهي :

افتقاره الى المعارف والعلوم التى تؤهله للمصالحة الوطنية وتجعله منقذا وطنيا في ظل ازمات الظروف المحيطة بالشعب اليمني الذي صبر ابائه على فترات التردي والاستبداد ليقدموا اليوم فلذات اكبادهم قربانا لأخطائهم الماضية

ايمانه بان اليمن تحكم بنظام الاسر وحكومة المتغلب وهذه الظاهرة جعلته يمارس الحرب على الشيعة في صعدة ويضيق على الزيدية او الهادوية حتى تنتهي الى الابد بالإضافة الى ممارسة التصفية ضد معارضيه في الجنوب بما ي فسح الطريق امام جمهورية اليمن الصالحية

استغلاله العلماء لإضفاء شرعيته على السلطة وذلك لعلمه بمكانة اليمانيين العاطفية والتزامهم بالدين وتقديمهم التضحيات العقائدية وهذا ما جعله يتعلق في بداية توليه السلطة بعلماء اليمن الزيدية ثم الاخوان والمعاهد العلمية والان يقوم بتقريب الصوفية والسلفية الوهابية كون الاخيرين يرون حرمة الخروج على السلطان والصبر على مفاسده

الاستثمارات العقارية والتجارية والنفطية التى يتملكها النظام السياسي في ظل خصخصة مستمرة للقطاعات العامة وتحوله من نظام مسئول يسهر على رعاية مواطنية والاهتمام بهم الى جلاد اقتصادي ينهب ثرواتهم ويبيعها بابخس الاثمان دون وازع المسئولية وهذا ما يسمى بادارة الصعاليك التدميرية

الانتماء القبلي الفئوي للرئيس حيث انه من قبليتين احداهما بالمولاة والاخرى بالسكنة والاستقرار ومن ثم يحتاج الامر الى تدقيق وبيان لمعرفة الموطن الاصل الذي نحن بصدد البحث عنه حيث ان اخلاق اليمانية تفوق تصرفاته التى تهدد امن اليمن واستقراره

غياب الشعور بالانتماء الى الوطن وغياب الشعور بالمسئولية مما جعله يصطفي بطانة من ذويه واقربائه وانسابه وعبيده مجسدا بذلك وطنا اسريا صغيرا داخل الوطن الكبير ومن ثم جعلوا حاجز المنع بينه وبين معارضيه ومارسوا به ومعه سياسة القهر والاذلال للشعب ودمروا قدرات وامكانيات شعبهم بسياسة التخويف المستمرة حتى جعلوا من انفسهم اسيادا ومن شعوبهم عبيدا يتدخلون بكل شؤونهم العامة والخاصة

ومن ثم فان اليمانيين بما لهم من مكانة تاريخية وكرامة عربية وكرم وجود وانفة وعزه وجدوا انفسهم اقل الشعوب مكانة في بلدانهم واقلها في بلدان اخرى فعرفوا ان كل الازمات الفردية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية سببها النظام السياسي البائد

وبقدر ما وجدو فيه من تضييق داخل وطنهم وجدو التضييق الاخر في بلدان اخرى كونهم يمانيين فعرفوا حينها ان تحقيق العزة للوطن والمواطن لن تأتي الا بإعادة ترتيب الوضع الداخلي وصناعة البيت السياسي لدولتهم عملا بقول الشاعر:

ومن يهن يسهل الهوان عليه : ما لجرح بميت ايلام

وبالمقابل فان تراكم الثروة واحتكارها بيد قلة سفهاء تعالوا بقوة السلاح والجهل والعصبية وسياسة التمزيق بين المجتمعات جعلهم يرون ان كل علة سببها النظام الاسري في ظل مخادعة قيم الديمقراطية والشورى والحرية والقانون والمؤسسات التى ينعق بها غربان السلطة في كل انظمة الاستبداد العربية

ومن ثم فان اليمن الموصوفة بالحديث النبوي الشريف انهم خير اهل الارض وانهم مفاتيح النصر بجمعهم ولو كان الايمان معلق بالثريا لوصلوا اليه و انهم الالين قلوبا والارث افئدة واليهم ينسب الفقه والحكمة والايمان اكدها الحديث الشريف فأن النصر حليفهم وانهم لا يحتاجون الى قوة خارجية تعينهم وهو يقول صلى الله عليه واله وسلم لمعاذ. فقاتل بمن اطاعك من عصاك.

ومن خلال استقراء الاحاديث النبوية الشريفة نجد فتوحات النصر ومبشرات التمكين حليفة للصدور العارية والشعث الغبر الذين لو اقسموا على الله لأبرهم .. القوم الذين يحبهم الله ويحبونه شرفهم مكن لهم في كل مكان الموصوفون بحضورهم عند الفزع وغيابهم عند الطمع انصار الحق في كل زمان ومكان.

ان الثورة السلمية التى تعبر عن حكمة وحنكة واصالة هذا الشعب اليمني الرائد عالميا يؤكد النصر المكين للمستضعفين الذين تأتي منهم نفحات الرحمن اهل الخير والبركة فلم تكن بقعة عالية نالت ما نالته اليمن من تكريم نبوي خالد الى يوم الخلود بنهاية الفناء الموجود

وبهذا فان للرئيس اليمني ان شاء ان يثبت اصالته وانتسابه وانتمائه الى اليمن بتنحيه والتنازل عن رغباته لإرادة شعبه واما ان يفضحه التاريخ فيبحث عن جذوره القديمة والتاريخ لا يرحم اللئام ولا يرفع الجبناء

وارجو ان يسبق الرئيس قراره بالتنحي قرار ارادة الثورة المقدسة بالزحف يوم الجمعة القادمة فالعربي الاصيل يفهم شعبه جيدا قبل ان يخسر كل شيء ويندم مع جموع الملايين اليمانية الذين ابتاعوا انفسهم شهداء لأجل قضيتهم وكرامتهم .