آخر الاخبار

النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة

الرئيس بالإنابة.. والارث الثقيل
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2012 05:50 م

ورث الرئيس بالإنابة الفريق عبد ربه منصور هادي، من سلفه المنتهي ولايته إرثا ثقيلا من التعقيدات والوقائع القابل كل منها على حدة للانفجار، ليس أكبرها حجما وأشدها خطورة وأكثرها ملامسة لحياة ملايين اليمنيين القضية الاقتصادية التي لا تحضر كثيرا في الخطاب السياسي اليمني نظرا لغلبة اللغة التهييجية على هذا الخطاب في كثير من الأحوال.

الفريق هادي وضعه القدر في موقع التحدي ليس فقط باعتباره نائب لرئيس ولى عهده أو أوشك، بل لأن الرئيس المنتهية ولايته زرع الطريق أمامه بمجموعة من الألغام وهو صاحب مهارة في ذلك وقد كرس كل تفوقه في هذا المجال فهو لم يبن دولة ولكن بنى منظومة حديدية تحميه وعائلته وهو لم يشد مؤسسات لكن شاد عددا من الهياكل التي تسمى مجازا مؤسسات لا تفعل سوى أنها تأتمر بأمره وتنفذ توجيهاته التي غالبا ما تتعارض حتى مع القوانين التي صنعها نظام علي عبد الله صالح لنفسه، فالقضاء ظل بيد الزعيم الرمز ولم يكن يصدر حكما، خصوصا ما يتعلق بالقضايا السياسية، إلا بإذن هذا الزعيم الرمز، وبنى برلمانا تحت سيطرته ما أن يقف أمام مسئولية جسيمة حتى يسارع رئيسه لمغادرة منصة الرئاسة لاستئذان الرئيس في المخرج الذي يريد اتخاذه أو استبداله بتوجيهات الزعيم الرمز، وهو جعل الاعلام والمؤسسة الأمنية والدفاعية والمالية والنيابة العامة، وغيرها من بقية المؤسسات مكرسة لحماية الزعيم الرمز، والاستشراس في تلميع كل ما يفعله وتصوير الجرائم التي يرتكبها على إنها منجزات والجنايات على إنها معجزات.

ليس المطلوب من عبدربه منصور هادي أن يسلك سلوك سلفه وأن يحول المؤسسات إلى تابعة له كما فعل السلف وليس مطلوبا منه أن يفعل المعجزات ليبني لنا دولة المؤسسات التي عجز أسلافه عن القيام بها في خمسين سنة بل ليس المطلوب منه أن يقضي على الفساد الذي زرع ونما واستفحل في ثلث قرن، المطلوب من عبدربه أن يعيد عربة الحياة اليمنية إلى السكة ومن ثم تحريكها على هذه السكة ولو بسرعة متواضعة جدا لكن الأهم أن تتحرك إلى الأمام.

لست مع من يقول أن هادي لا يملك القدرة على القيام بمهمة رئيس جمهورية بل إننا أذا ما عدنا إلى معايير الكفاءة والخبرة والملف الأخلاقي والسيرة السياسية لعبدربه منصور هادي وقارنّاها مع قريناتها لدى سلفه لوجدنا نقاط التفوق لدى عبدربه كثيرة فهو خريج أكاديميتين عسكريتين وهو من يجيد لغتين غير العربية، وهو الأقل فسادا وأقل ارتباطا بجماعات الضغط والابتزاز وهو على حد علمي لم يشترك في صفقات بيع الغاز والنفط، ولم يوجه قواته (إذا كان لديه قوات) لقتل المواطنين العزل من السلاح، لكن كل هذه المعايير ليست هي المطلوبة لدى الكثيرين ممن ينتظرون منه صناعة المعجزات.

إن أكثر ما يتمناه الحريصون على استعادة الدولة من عبد ربه هو أن يعطي الأجهزة والمؤسسات حقها في العمل بموجب القانون ويحاسب المقصرين وأن يفصل بين مهمات الرئيس ومهمات الحكومة، وأن يدع المؤسسة التشريعية الحالية أو القادمة كي تمارس مهماتها بمهنية ووفقا للدستور، وإن يحمي القضاء من التبعية لأحد بما في ذلك مؤسسة الرئاسة، وأن يزيل مراكز القوى وأصحاب النفوذ والهيمنة خارج القانون، وأن يقطع على الفاسدين مصادر النهب والعبث ويعيد هذه المصادر لتخدم التنمية، وأن يجعل المؤسسة الأمنية والدفاعية أداة لحماية المواطن لا لقتله. . . .وغيره. . . وغيره.

سيكون على الرئيس بالإنابة تفهم مطالب الجنوبيين والكف عن التعامل معهم كمهزومين أو كأعداء للوطن كما كان يصورهم أعلام سلفه ومن تبقى منه، كما سيكون عليه الكف عن التعامل الأمني مع مطالب المواطنين، والكف عن اعتماد نظرية المؤامرة مع كل من يرفض سياسة السلطة لأن هذا المنهج لا يصلح مع من يدعي أنه يعتمد الديمقراطية، كما سيكون عليه القبض على كل من يتسبب في إخافة أي مواطن وليس قتله!

إنه امتحان صعب قد لا يجتازه الرئيس بالإنابة بمفردة لكنه يمكن أن يجتازه من خلال الاعتماد على الصادقين والنزيهين وغير المتورطين في تكوين المصالح بالوسائل غير المشروعة...وعزل من وصل إلى موقعه عن طريق المحسوبية والوساطة والخداع وما أكثرهم.

ألم أقل إنه امتحان صعب؟!!!

برقيات:

*ليس ما يخافه الطيبون هو فشل الرئيس بالإنابة في القيام بمهماته، بل ما يخيفهم هو استثارة الحاسدين لنجاحه الذين قد لا يتورعون عن عمل أي شيء لكي يؤكدوا فشله حتى لو اضطروا إخفاءه من الوجود.

*سيكون على الزميل المحترم وزير الإعلام علب العمراني أن يستدعي المتسببين في إيقاف صحيفة الأيام وإعادة إصدارها، وما لم يفعل ذلك فلن يكون هناك فرق بينه وبين اللوزي، على الأقل في نظر المواطنين الجنوبيين، ولن يكون مضطرا للتخلي عن الثورة حماية للوحدة.

*قال الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني:

لدينا ملف عنك ... شكراً لأنكم × تصونون، ما أهملته من تجاربي

لقد كنت أمياً حماراً ... وفجأة × ظهرت اديباً ... مذ طبختم مآدبي

خذوه ... خذوني لن تزيدوا مرارتي × دعوه ... دعوني لن تزيدوا متاعبي