آخر الاخبار

بتوجيهات مباشرة من أبو خرشفة.. عناصر حوثية تقتحم صالة اعراس وتعتقل 3 فنانين تحرك خارجي جديد للشرعية سعياً لدعم الاقتصاد اليمني والإصلاحات المالية والمصرفية في اليوم العالمي للصحافة مؤسسة الشموع تكشف عن خسائر بالمليارات و تدين تجاهل المجلس الرئاسي عن تعويضها وتدين احتلال ونهب ممتلكاتها في صنعاء وحرق مطابعها في عدن وزارة الداخلية تكشف عن احصائيات الحوادث غير الجنائية في المناطق المحررة صحفي يطالب الحوثيين بتسليم طفله المخفي قسراً منذ عشرة أشهر. عاجل : اتفاق سعودي أمريكي في المجال النووي .. وواشنطن تسعى للملمة المنطقة المضطربة بعد انفرط عقد الأمور أردوغان يعلن عن تحرك يهدف لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة اليمن.. طوفان بشري في مدينة تعز تضامنا مع غزة وحراك الجامعات الأمريكية 41 منظمة إقليمية ومحلية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن .. تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة نقابة الصحفيين اليمنيين: تكشف عن اثار مروعة للصحافة في اليمن ...توقف 165 وسيلة إعلام وحجب 200 موقع الكتروني واستشهاد 45 صحافيا

من التبعية إلى التتابعية إلى الدولة الحاجزة
بقلم/ د/ علي محمد الذهب
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 13 يوماً
الإثنين 19 مارس - آذار 2012 07:39 م
قد يكون من المبكر أن تُصدر الأحكام وتطلق التصورات حول المرحلة التي يعيشها يمن ما بعد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لأننا لم نصل إلى الحالة التي يمكن عندها القول: إن اللحظة قد حانت لأن يقال كل شيء، بعيدا عن تأثير أي شيء، بل إن ما يزيد من وجوب التزام التأني وإمعان النظر، أن المشهد اليمني يبدو من يوم لآخر في تبدل وتشكل، وانفراج وتأزم، سواء في الجانب السياسي أو الجانب الأمني، ومن ذلك: التطور الخطير في العلميات المسلحة التي ينفذها تنظيم القاعدة عبر فصيل منه يسمى\"أنصار الشريعة\" في بعض مناطق الجنوب والشرق، وكذا دخول عنصر جديد في العملية السياسية للمرحلة القادمة من جماعة التيار السلفي، الأمر الذي يشير بحصول مستجدات سياسية كثيرة تجعل من القادم أكثر حيوية وأغزر تنوعا وصخبا.

لكن ما سبق لا يمنعنا من استشراف المشهد وتكوين القاعدة الأولى لإدراك ما جرى ويجري، وهو ما لا يمنعنا كذلك من التساؤل: هل استفدنا من دروس الماضي أم أنسانا صخب التبدل والتشكل والتصادم أن نتذكر تلك الدروس ونعي ما حيكه ضدنا سُرّاق الأحلام القادمون من وراء الحدود؟ إن التجاذب الشديد على صنع القادم على الهيئة المرغوبة لكل طرف من أطراف الحراك الثوري من جهة وقوى العهد السابق المنخرطة في العملية السياسية التوافقية من جهة أخرى، وبروز أصحاب الرايات السود الرافضون جملة وتفصيلا كل ما يجري، كل ذلك يجعل القادمين من وراء الحدود يسعون حثيثا ليكونوا في النهاية المصب لكل تدفق إيجابي يحمله هذا التدافع؛ وبعبارة أوضح؛ أقول: إن الغرب ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية، وكذا بعض الدول على حافة الخليج؛ كالسعودية وإيران، كلها، منفردة أو مجتمعة، يسعون لأن تكون أهدافهم مقدَّمة على الجميع، أو أنها-على الأقل- تكون عديمة التقاطع مع مصالحهم. إنني إزاء كل هذا، أثق أننا قد نكون على درجة من السذاجة لو حاولنا تصور الواقع على أنه غير ذلك، أو أن أحدنا أبدى امتعاضا من هذا القول!!

نحن اليمنيين لم نشعر بالقوة-رغم امتلاك أسبابها المتعددة- في مراحل تاريخية كثيرة، بحيث يكون لنا موقف إقليمي معلوم كالذي تضطلع به بعض الكيانات المحيطة بنا، كموقفها المعلوم مما يجري في اليمن والبحرين وسوريا وليبيا وغيرها، أو أن يكون لنا موقف معبر عن التوازن في القوى التي يجب أن تكون موجودة في هذه المنطقة الحرجة من العالم، لكنه مع انعدام ذلك الشعور، سنكون دائما محل اغتنام للآخر، وساحة اصطراع على المقدرات التي نتمتع بها، مادام لم يُحِط مبصر واحد من قادة هذا البلد بما يملأ عينيه فخرا ويزيده ثقة وحماسا من عِظم تأثير هذه المقدرات في مكانة اليمن، وحين يحوّل بعض رجالها ذلك الإدراك إلى سلاح مضاد لها، فيسقطون غير مأسوف عليهم عند كل غضبة شعبية، ونقاد جميعا مع فوضاها إلى خانة العملية التسلسلية للتابع والمتبوع، والمؤثر والمتأثر، التي تجري تواليا منذ قرون.

بالعودة إلى ما اصطخب في هذه البلاد من أحداث، نجد أن ما يجري اليوم يبدو شديد التماثل مع ما جرى عقب ثورة 1962م وما تبعها من أحداث ثورية وانقلابية مشابهة، ولذلك، قد تكون أسوأ التوقعات التي تؤخذ على هذا القياس، أن الأيام القادمة ستشهد الحالة ذاتها من الصراع السياسي والعسكري والفكري، وتتزاحم التدخلات الخارجية المختلفة، وهو احتمال وارد رغم التطور السياسي والفكري للأطراف الداخلية، كماً ونوعاً، مقارنة بحالة تلك الأطراف في تلك الحقبة، غير أن ارتباط هذه الأطراف بالأطراف الخارجية يمدها بالتواصل والتتابع، فهي ذاتها هنا وهناك، مع اختلاف طفيف في الجانبين؛ على وضوح أشخاصهما البارزين المتكررين في كل اصطراع داخلي يمني.