حرب الشعب...
فيصل علي
فيصل علي

يخطئ من يظن ان الحرب التي تشنها عصابة صالح هي ضد بيت الاحمر وحدهم.. لان هذا البيت الذي يقصف هو بيت الثورة الممتدة من 1948-2011م وبيت اليمنيين قاطبة.. ظل مفتوحا امام الجميع في حياة شيخ اليمن المرحوم عبدالله بن حسين الاحمر الذي ما استكان لاحد لا هو ولا كل اهله وقبيلته منذ عرفهم التاريخ .. لكن الشيخ لم يكن مبرأ من الخطأ فعندما اعطى اسبوعا لعلي صالح في 1978 لياخذ بالثار للغشمي تحول الاسبوع الى كارثة! وها نحن ندفع ثمنها كلنا، وخطأ اخر ارتكبه الشيخ الاحمر عندما اعلن تأييده لانتخاب صالح رئيسا للبلاد في 2006 ومهما كانت حسابات الشيخ الا انه صنع المعروف في غير اهله.. وهذه هي النتيجة الحتمية لناكر المعروف الشاعر بالنقص دوما فماتزال ذاكرته تخبره انه كان نقيلة في قرية الاحمر هو واسرته التي تبرات القبائل اليمنية من نسبتها اليها وكـأن الجميع يعلمون ان هكذا نتيجة ستحصل يوما ما، لكن الشيخ الذي اعتبر الجني المعروف خير من الانسي المجهول وحده من لم يكن يعرف فقبل ان ينسب كل هذا العار لقرية بيت الاحمر التي تتبرا من صالح وافعاله كل يوم.. العرف القبلي هو من حدا بالشيخ الى دعم الولد المسكين راعي الغنم اليتيم ليكون يوما ما رئيسا بحجم الكارثة لليمن اجمع.

الشعور بالنقص والشعور انه قد غُلب مع اصرار الجميع على توقيعه على مبادرة الخليج "سيئة الذكر" هما من قاداه لمهاجمة بيت اليمنيين جميعا ليقول انا قوي وقادر على ضرب الداعم الرئيسي لثورة الشباب والمعارضة ساهدم هذا البيت ظنا منه انه سيقدر على ذلك .. ولانه قليل عقل يظن انه بهدم بعض السقوف والجدران سيسقط هذا البيت الممتد الى عمق التاريخ العربي الاسلامي ويذهب به تفكيره السطحي الى انه سيقهر اليمنيين ويلوي ذراع الثورة ويعيد الامور الى مربع الصفر لكنه واهم واحلام الاطفال لن تتحقق مهما عظم فعل الساحرة الشمطاء.. اليوم كل قبيلي وكل شيخ وكل مواطن وكل رعوي وكل رجل وكل امراة في عموم الوطن اليمني الغالي سيقفون ضد بقايا نظام متهالك اعمى الله بصره وبصيرته عن فعل مشرف له ولكل الزبانية الذين ساعدوه في كسر الارادة اليمنية لعقود وابى ان يخرج خروجا مشرفا يليق به بحسب ما رسمه الساسة العرب الذين احبهم انا جدا وكلما اذكرهم استحضر بيت شاعرنا مظفر النواب ابناء "الطيبة" لا استثني منكم احدا.. فهاهم اليوم ينظرون للقصف على منازل وبيوت الابرياء من الالة العسكرية التي ارسلوها له على مدى عقود خلت دون ان يكون لهم اي ردع او ردة فعل مشرفة.

اطلاق النار على بيت اليمنيين وفيها شيوخهم بعد ان ارسلهم للتوسط وقد اراد بهم مكرا يذكرنا بمن قتل المشايخ في الحجرية ونسبها زروا وبهتانا للزعيم عبدالله عبد العالم الذي سكت للابد.. هو الفعل نفسه يتكرر، اذا الفاعل معروف ومشهود له بالغدر والخيانة وارتكاب العيب الاسود ضد كل اليمنيين.

ماذا ننتظر من ثورتنا السلمية التي تحولت الى مهرجانات في ساحات بلا فعل الا ان تهب في كل ارجاء اليمن وتقتلع جذور هذا النظام المنتهية صلاحيته وان تزحف الجموع نحو المؤسسات وكافة قطاعت الدولة لتسيطر عليها ولتزحف الجموع من الارياف نحو المديريات والمدن كي ننهي هذا الفصل من الثورة .. لم يعد لدينا الوقت الكاف للاستمرار في الساحات الخامدة معركة البناء يجب ان تبدأ وبناء الدولة المدنية ينتظر جهودنا.. يكفينا اربعة اشهر صمودا في الساحات بلا فعل يغير وجه التاريخ ويعيد لنا كرامتنا كيمنيين نعيش في هذه الارض المسلوبة من قبل عصابة الـ 560 نفر الذين كان المفترض ان يبحروا على ظهر سفينة نوح عليه السلام الى مثلث برمودا ليقوموا بالواجب مع ابليس ويقولوا له بكل فخر ابليسنا اشطر منك بـ 560 مرة لانك اتيت من جنة الله الى هنا وحدك وهو اخرجنا معه من جنة عدن.

الخروج المشرف لم يعد لائقا بمن لم يشرف نفسه ولا زبانيته وما بقى الا ان يخرج عبر الصندوق بحسب طلبه وكثرة شروطه وحيله التي ما عادت تنطلي على احد بعد غدره بشعبه وبمنظمات المجتمع المدني والاحزاب بما فيها المؤتمر الشعبي العام الذي تلقى الصفعات تلو الصفعات على يديه من الانقلاب على القادة المؤسسين له في 1997 والانقلاب على الامين العام الارياني بعدها ولحقه الانقلاب على الامين العام باجمال واخيرا الانقلاب على الامين العام عبد ربه منصور الذي كان من المفترض ان يسلمه السلطة لكنه قال سيستلمها الاخوان والقاعدة وهي تهمة صريحة لانتماء الامين العام لاحد الطرفين .

العالم الساكت المتفرج على اليمنيين وهم يحترقون بنيران ارسلوها لصالح ليكافح لهم بها الارهاب فلم يقتل الا الابرياء في الساحات والمظاهرات في الجنوب والابرياء في صعدة وهاهو يقتل الشعب يمينا ويسارا بتلك الاسلحة التي زودوه بها ،عليهم اليوم واجب انساني ان ينقذوا اليمن واليمنيين من القتل والدمار والاخذ على يدي العصابة التي تسيطر على دار الرئاسة وبعض المقار الحكومية ومواقع الاحزمة الامنية في صنعاء وبعض المحافظات .. نحن نعلن اننا لا نريد تدخلا دوليا سريعا ولا نريد جيوش تدخل الاراضي اليمنية فمازال الشعب بخير وهو من سيقوم بهذه المهمة فهذه هي حربه لاسترداد الكرامة.. وقد عرف الشعب استخدام الاسلحة كعرف قبلي فالجميع قد شاركوا في مهمات قبلية.. وكأن القدر يعدهم لمثل هذا اليوم الذي سيقهرون فيه الباطل. ايضا الاحزاب ذات المليشات كالحزب الاشتراكي وحزب الاصلاح الذي يحتفظ بقوة من مقاتليه الذين خاضوا حروبا سابقة، ايضا الحوثيين الاشداء الذين هزموا قوات صالح في الميدان في ست حروب متتابعة ومسحوا بكرامته وذروها رمادا في شعاب صعدة على الجميع ان يتحركوا فلا سبيل للعودة الى الخلف.. الجيش اليمني سيسندهم فلا مجال للتراجع بعد ان تحرك الشر الكامن في قلب شخص خائف مختبئ خلف اسوار الهوان التي ستدك على راسه.. ونحن هنا لا نطلب من حلف الناتو الا ان يخطف الدار والمعسكرات التابعة لصالح بضربات جوية سريعة سرعان ما ستقضي على قوته وطائراته الكسيحة، وبهذا سيكون الاوربيين والامريكان قد اسدوا خدمة العمر للشعب اليمني الذي لن ينسى لهم موقفا مشرفا كهذا الذي ننتظره بفارغ الصبر لحماية المعتصمين في الساحات والابرياء في المدن من حرب مدفعية وصاروخية يقال انه يستعد لشنها ضدهم فالاخذ على يديه هو الحل الامثل قبل ان تحل الكارثة ونقول يا ريتنا تحركنا بسرعة.


في الأربعاء 25 مايو 2011 04:46:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=10370