الروحاني: محاولة اغتيال الرئيس جريمة لا تقل بشاعة عن ما يتم في ساحات التغيير
مأرب برس
مأرب برس

د: عبد الوهاب الروحاني

-محاولة اغتيال الرئيس جريمة لا تقل بشاعة عن ما يتم في ساحات التغيير

-مشكلة الرئيس ثلاث ..مستشارية...مقربيه...غروره...

-اثبتنا للأخرين اننا مدنيون وحضاريون ولسنا قطاع طرق والثورة ناجحة

-القاعدة في اليمن أكذوبة رسمية تم الاستفادة منها وابين دليل

-لا تنسى ان تعز هي مصدر اشعال فتيل الثورة

-من قال ان صوتي خفت عندما كنت وزيراً؟ ولكن اعترف ان تجار ومهربي المخطوطات كانوا الاقوى

-أنا قدمت استقالتي من الوزارة ولم اعزل من السفارة

-اتواصل بشكل مستمر مع الدكتور ياسين سعيد نعمان وحميد الاحمر

-الرئيس اذا كان بخير سيعود...وانا لم اخسر في الانتخابات...

مثل الدكتور عبدالوهاب الروحاني رقماً مميزاً في نظام صالح بمناصبه التي تقلدها وكان اخرها سفير اليمن في موسكو ...كان طيلة تلك المدة التي ساند بها النظام صاحب رؤية علمية محاطة بالأمل والتفاؤل يحلم بيمن اخر وظن ان صالح حسب قوله "قادر على تحقيق هذا الحلم" ,,,احتاج الروحاني بعدها وقتاً من الزمن ليدرك ان ظنه لا يغني عن الحق شئياً وان صالح ونظامه تحجروا عند امس بعيد لا مكان له اليوم...وايماناً منه بمبادئه وقناعاته...وبعد مجزرة الكرامة لم يتوانَ لحظة من الاعلان بصراحة وقوفه ضد النظام...محاورة الروحاني اشبه بابحار داخل محيط في ليلة غائمة لا نجوم فيه ولا اتجاهات, يفاجئك بكل ما تريد قبل ان تعلن عن ارائك ...استقباله لي وكأني من اخلص اصدقائه كان مذهلاً ,,,وتواضعه الجم كان مربكاً وصراحته وبساطته جعلتني اسلمه دفة القيادة, ليذهب بي حيث يشاء، فاذا به يذهب بي حيث اشاء...مدهش هذا الرجل الذي استطاع ببشاشته ان ينسيني ما لقيته من هول ومشقة في الوصول اليه...تحركت من شمال العاصمة الى جنوبها في ظل معركة دائرة بين اولاد الاحمر والدولة, تفاجئنا الرصاصات من هذا الشارع ومن ذاك ...وعندما وصلت الى هناك وسألنا عن منزله , اخبرنا من سألناه ان الرجل مطلوب امنياً!! ..ولكن اليس جميعنا مطلوبون في نظام لا يعرف حقاً سوى ما هو عليه..؟!

 وعندما جلست اليه اخيراً اكتشفت ان خوفي على نفسي كان من اللا شيء...وأنه الاولى مني بالخوف على نفسه, وهو يقع في ظلام دامس ...أنه الدكتور عبدالوهاب الروحاني ,,,شخصاً نحن في امس الحاجة لاعادة قراءته من جديد ,,,لازالة اغبرة النظام عنه واكتشاف جوهره المشرق والنفيس ,,,انه الرقم الصعب الذي ذهبت اليه لاحاوره فوجدته يحاورني...

حاوره/ الحسن يحيى الجلال

 -كيف تحللون ما حدث في جامع النهدين يوم الجمعة 3/6/2011م ؟

أولا دعنا نتفق أن الحادث عمل إجرامي مدان، ومرفوض، ولا يقره أحد، فإستهداف الرئيس وقيادات الدولة ومواطنين آخرين بغرض القتل، وهم يؤدون الصلاة في بيت الله، هو جريمة لا تقل بشاعة عن القتل وسفك الدماء الذي تم ويتم في ساحات التغيير والحرية في محافظات الجمهورية، ضد مواطنين عزل وأبرياء، فالدم محرم شرعا وقانونا، وإنسانيا.. وتتحمل أجهزة الدولة مسئولية الكشف عن الحقيقة وتقديم الجناة والمتسببين في كل هذه الجرائم الى محاكمة علنية وعادلة.

أما تفاصيل الحادث ، ومن وراؤه، ومدبره، فهي أمور لاتزال غامضة، ويصعب على المرء أن يحلل الحدث، في ظل غياب أي معلومات دقيقة عنه، رغم وجود الكثير من التكهنات، والروايات ، حول الحدث، ومصدره، أو من وراءه وخطط له، فالروايات الرسمية نفسها لم تستقر على حال، فقد تباينت وتعددت كثيرا ، فما جاء على لسان الرئيس يوم الحادث من إتهام لأولاد الشيخ الأحمر، نفته تصريحات رسمية في اليوم التالي، ومنها ما نشر في صحيفة "الثورة" التي حملت القاعدة مسئولية الحدث، وتصريح آخر لأحد منسوبي الرئاسة، سمى الحادث بالتآمر الأميركي، وهناك تحليلات عسكرية تشير الى أن الحادث جاء بتدبير من داخل دار الرئاسة نفسه، وأخيرا يطلع نائب وزير الإعلام الأستاذ عبده الجندي، ليتهم قطر بتدبير الحادث، وكلها تكهنات لم ترق بعد إلى مستوى الحقيقة، والتصديق، وحجب حقيقة تفاصيل هذا الحادث ومن ورائه، يعتبر جريمة يجب أن تحاسب عليها الأجهزة المعنية..

- كيف تفسرون مغادرة الرئيس للبلاد وهل سيعود؟

ليس لدي أي تفسير سوى أنه ذهب للعلاج، ولكن ليس مستبعدا أن السعودية ستستغل وجوده هناك لإقناعه بالتوقيع على المبادرة الخليجية.

 -ماهي مؤشرات العودة ومؤشرات اللاعودة وأيهما أقوى؟

إذا كان بخير، وصحته جيدة ،فلا شك أنه سيعود، واتمنى له الشفاء.

-الذين انضموا من المؤتمر لدعم الثورة الشبابية ... معظمهم (وزير سابق- محافظ سابق- مدير سابق - سفير سابق)..ألستم معي بأن ما دفعهم الى الساحة هو التغيير الذي طالهم؟؟وهو يتناقض مع شعارات الثورة من أجل التغيير؟

المنضمون من المؤتمر للثورة الشعبية، ليسوا من مستوى قيادي واحد، بل هم قيادات وقواعد من مختلف المستويات التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام، وهؤلاء هم وطنيون، وشرفاء، رفضوا سياسية الفساد والإفساد، وتبرأوا من كل الأعمال المنافية للدستور والقوانين النافذة، والمنافية للقيم والأعراف، التي يمارسها النظام، واستشعروا مسئولياتهم الدينية والوطنية والأخلاقية، تجاه مجريات الأحداث في البلاد، ولم يقبلوا أن التنظيم الذي ينتمون اليه، يبرر ممارسة القتل والتنكيل ضد المعتصمين الأبرياء والعزل، المطالبين بالتغيير السلمي، في ساحات التغيير والحرية في مختلف محافظات الجمهورية.

ثم من قال لك ان هؤلاء، هم ممن طالهم الإبعاد أو التغيير، فهناك أعضاء من مجلسي النواب والشورى عاملون، وسفراء ووزراء، ووكلاء وزارات، ورؤساء مؤسسات وهيئات هامة عاملون، وقادة عسكريين وأمنيين، ليس فقط سابقين وإنما أغلبهم يشغلون مواقع تنفيذية، وإنضمام هؤلاء الى ثورة التغيير، يمثل دعما قويا وكبيرا للثورة، ويتسق تماما مع شعاراتها السلمية.

قالوا في عام 2003 م حين سقطت في الانتخابات النيابية أن الذي اسقطك شائعات الاصلاح، وجنود الفرقة الاولى مدرع الذين صوتوا لمرشح الاصلاح في دائرتك...هل تعتبر دعمك للثورة تسليماً بقوة هؤلاء؟ وماهي القواسم المشتركة بينك وبين القوى التقليدية (دينية وقبلية وعسكرية)التي تشكل نسبة كبيرة من داعمي الثورة؟

أنا خسرت في الإنتخابات النيابية عام 2003م، ولكني لم أسقط، لأن من صوَّتَ لعبدالوهاب الروحاني حينها، فاق بكثير جداً من صوت للمؤتمر، أما الشائعات التي لفقت عليَّ كذبا، فقد طبخ معظمها في مقرات مؤتمرية معنية، وبالذات الشائعات "المناطقية" منها، ولا شك أن مرشح الإصلاح، هو من استفاد منها، وقد قبلت النتيجة برحابة صدر، ورفضت الإيعاز برفض النتيجة وإثارة الفوضى.

- تقصد ما نسب اليك من القول: " لا تنتخبوا البرغلي"؟

بالضبط، وأحمد الله أن من لفقها عليّ في إنتخابات 2003م نسبها للرئيس في بداية ثورة الشباب فبراير2011م، ولكن بصيغة تتفق مع المناسبة.

- وماذا عن القواسم المشتركة بينك وبين القوى التقليدية ؟

إذا كنت تقصد بالقوى التقليدية "التجمع اليمني للإصلاح" ، فالإصلاح تنظيم سياسي ومنفتح، وأصبحت له شراكة مع كل قوى اليسار واليمين والوسط، وأظهر قدرة عالية في التعامل السياسي المرن مع شركائه في اللقاء المشترك، الذين شكلوا معا رؤية عصرية لبناء دولة مدنية حديثة، حددتها وثيقة الإنقاذ الوطني، التي أنا أتفق مع مضامينها، الى جانب أن "الإصلاح" له حضور كبير وغير عادي في الساحة اليمنية، وتربطني بقياداته المستنيرة علاقات طيبة، كما تربطني علاقات مميزة مع كثير من قيادات الإشتراكي والناصري والبعث، والمستقلين، وبقية القوى السياسية. أما القبيلة، فهي مكون إجتماعي هام، وأحترم قيمها النبيلة، ومعروف أن كل الفئات السياسية والإجتماعية والثقافية، المدنية والعسكرية، تنتمي الى هذا المكون . واقول لك صراحة بأن القاسم المشرك الأبرز مع كل هؤلاء، هو كيف نبني دولة مدنية حديثة يكون قوامها العدالة والمساواة، والنظام والقانون هو الحد الفاصل بين ما يجب أن يكون، وما لا يجب أن يكون.

- كنت وزيراً للثقافة وعضوا في البرلمان .. ماذا عملت فيما يتعلق بمكافحة الفساد؟ ولماذا خفت صوتك حينذاك وعاد ليرتفع بعد عزلك من السفارة والوزارة؟

من قال لك أن صوتي خفت عندما كنت وزيراً، كان تجار الأثار والمخطوطات ومهربوها يعتبرونني خصمهم الأكبر، لكني أعترف لك بأنهم، كانوا الأقوى، لأنه كان من بينهم مسئولون، ومستشارون كبار لرئيس الدولة. وأوكد لك أنني منعت العبث بالوظيفة العامة، وحاولت بكل جهدي أن أوجه النشاط الثقافي الرسمي لخدمة القضية الوطنية، وأتجاوز السطحية في أدائه، وأرتقي بمستواه، رغم أن الفترة التي توليت فيها الوزارة لم تتجاوز العام الواحد والستين يوماً.

ثم أنا لم أُعْزَل، لا من الوزارة، ولا من السفارة، أنا قدمت إستقالتي من الوزارة بإرادتي، لغرض الترشح لإنتخابات 2003م، وفي موسكو قضيت الفترة الرسمية القانونية لعملي كسفير، وهي أربع سنوات، تم على إثرها استدعائي، كغيري من السفراء العاديين، أعني غير المقربين وذوي الحظوة، الذين تمتد فترات أعمال بعضهم لأكثر من عشر وخمسة عشر عاما ..مثلا. 

تسربت كثير من الاخبار عن مشروع صفقة حول التصرف بمقر السفارة بشكل أثار كثير من التساؤل ..ممكن توضح ماذا حدث لمقر سفارتنا في موسكو في عهدك؟

إذا كنت تعني بمقر السفارة "أرضية سفارة بلادنا في موسكو".. فقد أثارت التسريبات الإعلامية، أنني قمت ببيعها بخمسة ملايين دولار، وهي على أي حال كذبة كبيرة، أفصحت وتفصح عن غباء وفجاجة وسخف مروجيها، فكيف يمكن لسفير أيا كان حجم فساده أن يفعل ذلك ؟؟ ثم، كيف يباع الموقع وهو لايزال موجودا بيد السفارة حتى الآن، وأنا من أرسل كل وثائقه الى وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي؟؟

يا عزيزي الكريم، القصة طويلة، والسماسرة صالوا وجالوا، ولا يزالوا، وأهم ما في الأمر أن الموقع موجود، ومسوَّر، وهو لا يزال في الحفظ والصون، وفي قلب موسكو، ولم يبعه السفير عبد الوهاب الروحاني، ولا غيره، والمضحك أنه خلال أكثر من إثني عشر عاما لم يتمكن نظامنا الفاشل من بناء مقر للسفارة على هذا الموقع، ولا أخفيك أن إتهامي (المفضوح) ببيع الأرضية، جاء نتيجة محاولاتي الحثيثة والجادة في تمويل بناء الأرض، أو بيعها وتملك مقر للسفارة بثمنها، بدلا من الإيجارات والخدمات الباهضة التي كانت ولا تزال تدفع من خزينة الدولة، بما يقارب المليون دولار سنويا، وربما هناك مسفيدون ومصالح من وراء ذلك.

وأفصح لك هنا، أنني بعلاقتي الجيدة مع عمادة موسكو - حينها- عرض علينا في السفارة أحد أهم المباني القديمة في منطقة "ميسنيتسكايا"، في قلب موسكو ليكون مقرا للسفارة، مقابل ترميمه بمبلغ ثلاثة مليون دولارا، وليكون ذلك المبلغ مقابل ايجار لمدة 29 عاما، وفقا لنظام موسكو، وطبعا رفض العرض رفضا قاطعا من وزارتنا الموقرة، فأيهما أجدى وأنفع وأوفر لليمن دفع ثلاثة مليون دولار كإيجار كلي لمدة 29 عاما، أم دفع مليون دولار تقريبا كل عام مقابل إيجار المقر المستأجر منذ قيام دولة الوحدة حتى الآن؟؟؟ هذه هي الحقيقة وعليك أن تتأمل..!!

-وماهي المصلحة من إتهامك، وتسريبات أخبار كاذبة ضدك؟

عليك أن تدرك، ويدرك قارئكم الكريم، أن هذا النظام وخاصته، لا يأنسون إلاَّ لمن يتمثل شعار بوذا - مع إعتذاري لقدسية وفلسفة المعنى في الروحية البوذية - " لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم"، مع إستعداد هذا المُستأنس، لأن يكون عبداً، ليس طيعاً وطائعاً فقط، وإنما تابعاً ذليلاً ، وفاسداً مهاناً.. وهي صفات - بالتأكيد - لا تتوفر فيمن يقبل العمل مع الدولة بشرط أن يكون شريكاً وليس موظفاً تابعاً.

ومن هنا، فمن لا تتوفر فيه مثل هذه الصفات، التي تعني عندهم (الإخلاص) يعملون جهدهم للتشنيع والتحريض عليه في مقايلهم، وجلساتهم الخاصة، وينسجون الأباطيل، ويسربون الأكاذيب لوسائل الإعلام ضده، بغرض الإساءة اليه وتشويه صورته. ولذا فالنزيه في قاموسهم فاسداً، والفاسد نزيهاً وشريفاً، والقوي ضعيفاً، والفاعل خاملا، والنظيف ملوثا... وهكذا، ولأنهم يلفقون ضد الشرفاء مثل هذه الأكاذيب، فهم لا يقدمونهم للقضاء، لأنهم حتى وإن لفقوا لهم تهما وأعدوا لهم ملفات فساد كاذبة، فسيفضحون أنفسهم، لأن قوم هذا النظام، وأقربهم اليه، وأكثرهم إخلاصاً هم الفسدة والملوثون. 

-دعني أسألك سؤال ثوري افتراضي.. من أين لك هذا المنزل الفخم والسيارات الفاخرة والمصنع وبقية الممتلكات العقارية وغيرها؟.

سؤال وجيه، أحييك على طرحه، بيت المرء وطنه، ومن لا بيت له لا وطن له، وهذا المنزل الذي يترآى لك فخماً، هو منزل عادي ومتواضع، يضم مجموعة من الشقق، التي يسكنها أولادي، وأنا أسكن في واحدة منها، وقد بينته رأسيا لضيق مساحة أرضيته، وهو بالتالي حصيلة جهدٍ شخصي، وكسب شريف، ويعود لقلمي الصحفي الفضل الأول والأخير فيه، فقد كنت يا عزيزي الكريم مراسلا صحفيا لعدد من وسائل الإعلام العربية، كان أبرزها وأهمها جريدة "الخليج" التي تصدر من الشارقة، وخلفني فيها الزميل صادق ناشر، ومجلة "اليوم السابع"، التي كانت تصدر من باريس، وكنت أتقاضى من عملي الإعلامي الخارجي ما يزيد على (1800) دولاراً شهريا، خلال الفترة ما بين 1987- 1993 تقريبا، الى جانت ما كنت اوفره من راتبي ومكافآتي الشهرية المشروعة.

- وماذا عن الممتلكات والعقارات؟

نعم، أما السيارات الفارهة، فعهدي بتلك السيارة التي استلمتها عندما توليت منصب وزير للثقافة، وأطيح بها حينما قصمت نصفين بتدبير محكم، ليلة الإقتراع في إنتخابات 2003م، حينما تعرضت لحادث مؤسف، وكان يعتقد أنني بداخلها، فأطيح بالسيارة ونجوت أنا والحمد لله.

وأما ما يخص الممتلكات العقارية، التي وردت في سؤالك، فلا أدري من أين استقيت معلوماتك فليس لدي مصنع او شئ من هذا القبيل، أصدقك القول أنني حاولت أن أكون لي عملاً خاصاً، لكني فشلت، وربما حاول إثنان من أولادي مساعدتي في ترتيب الوضع وتحسين الدخل، حيث نجحا في بعض المحاولات، وأخفقا في البعض الآخر، والبحث عن دخل شريف نظيف من عمل خاص ليس عيبا، بل هو شرف، وهو ما يجب أن تشجع عليه مؤسسات الدولة والمجتمع، ولا يـجوز- برأيي الشخصي- أن يقف الناس مكتوفي الأيدي ينتظرون الحوالات أو الصدقات أو الحسنات حتى تأتيهم من هنا أو هناك، وأعتقد أنك توافقني الرأي، أن أحداً لا يمكن له أن يعيش معتمدا على مرتبه الشهري.

- لكن، تعوَّد الناس فهم أن المسئولين هم من يمتلكون كل شيء؟

هذه الثقافة، هي ثقافة الأنظمة الفاسدة، وهي تروج لهذه الثقافة بقوة، لأنها تحكم بالفساد وبالفاسدين، ولا يمكن أن تحكم بغيرهم. ثم، دعني أقول لك أن الإفتراض بأن بناء منزل فخم، أو فلة فخمة، وترتيب الحال، وتدريس الأولاد، ليس ميسورا إلا للمتنفذين والفسدة .. بأنه إفتراض خاطئ، وليس دقيقاً.. هناك زملاء وموظفين نعرفهم جميعاً، متخصصون ناجحون، قطعوا أشواطا مميزة ورائعة، بعد أن انقطعت علاقتهم بالوظيفة العامة أو الرسمية، وأذكر (مثلا)، الأخ علوان الشيباني، موظف اليمنية، الذي كان يشكو ضعف مرتبه الشهري، وأصبح من أشهر رجال المال والأعمال الناجحين، الذين يشار اليهم بالبنان، وهناك زملاء إعلاميون يمنيون محترفون كثر، تجاوزوا بمهاراتهم التخصصية وجهودهم في مجالهم ،حالة البؤس والإنتظار للمرتب، ونهاية الشهر.

-نسمع أن الشباب في الساحات يؤكدون ان من افسد لن ينجو من المحاسبة؟

الشيء الطبيعي ، أن من أفسد، وتورط في تجاوزات مالية أو إدارية أو جنائية، سواء كان في السلطة أو المعارضة، وتوجد قرائن دقيقة على فساده، وتجاوزاته، فيجب أن يُقاضى، ويحاكم، لأن المطالبة بالتغيير، جوهره القضاء على الفوضى وتفشي ظاهرة الفساد، ونهب ثروات البلاد وممتلكاتها لصالح فئة متنفذة، على حساب مصلحة الشعب، الذي يعاني من الفقر والجهل والمرض والبطالة. 

-انت واحد من الذين تدرجوا في العمل الحزبي داخل المؤتمر (رئيس فرع ،عضو لجنة دائمة، عضو لجنة عامة، رئيس دائرة، عضو كتلة برلمانية ثم كتلة وزاريه ثم كتلة شوريه. ) لماذا لم تؤدوا دوركم في تنقية المؤتمر من الشوائب التي يعاني منها اليوم بعد أن سقطت عنكم كل هذه الصفات والمناصب؟

 اذا كانت لم تتابع المواقف العلنية التي كنت أتبناها، فهذه ليست مشكلتي، ولكن، إذا ما أرت أن تبحث عن الحقيقة، فهي بينة، ولن تكلفك الكثير من العناء، ومن حسن الحظ أننا اليوم نعيش عصر تكنلوجيا المعلومات ، التي وفرت ارشيفا مفتوحا لكل الناس، وبضغطة واحدة على الزر المطلوب في النت، ستجد ما تبحث عنه بكل بساطة.

 وأنا على ثقة بأنك ستجد ما تبحث عنه من مواقف ازعم انني تبنيتها ، وهي على أي حال في معظمها مواقف علنية، وليست سرية، سواء في الأطر التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام، التي عملت فيها، أوفي الصحافة العامة وصحافة المؤتمر، الى جانب المواقف العلنية، في مجلسي النواب والشورى، ويكفي أن أدعوك أردت- إن- لقراءة كتابي الموسوم "خصوصية الحكم والوحدة" الصادر عام 2007م، الى جانب الكتابات التي أنشرها ما بين وقت وآخر، ولربما تجد فيها ما تبحث عنه.

 - كنت واحد من الذين اعتصموا في قاعة 22 مايو في اغسطس 2006 م يطالبون الرئيس بالترشيح مرة اخرى ...ألم يكن جديرا بكم أن تغيروا من داخل الحزب ؟بدلا من إقحام الرئيس في مرحلة جديده تتبرؤون منها اليوم؟

ليس صحيحا، فلم أكن ضمن المعتصمين في قاعة 22 مايو 2006م لمطالبة الرئيس بإعادة الترشح، ولم أكن حتى موجودا في صنعاء، فقد كنت حينها أرقب الحدث من موسكو.

كنت في مرحلة شبابك السياسي من دعاة الديمقراطية واحترام ارادة الشعب في اطار الحزب الحاكم ...واليوم انت تقف في صفوف من يكفرون بسياسات ورموز الحاكم ..هل تغيرت قناعتك؟ ام فقدت مصالحك؟ أم الاثنتان معاً؟

- لا هذه، ولا تلك، كنت ولا أزال من دعاة الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر، وإحترام إرادة الشعب في التغيير والمشاركة في الحكم. فالديمقراطية، ليست رص الناس أرتالا أمام صناديق الإقتراع، والتصويت لفلان أو علان، فذلك ميسور لأحزاب السلطة في البلدان الفقيرة والمتخلفة، وإنما تكتمل حلقات الممارسة الديمقراطية، بالتنمية الحقيقية، التي تهتم بالتعليم، وترفع من مستوى وعي الناس بواقعهم، وتؤمِّن حياة كريمة لكل أبناء الشعب، والديمقراطية لا تكون فعلية، الاّ متى ما ارتبطت إرتباطا مباشرا بمصلحة المواطن، وإلا فهي ديمقراطية مزيفة، وخاوية من معناها. 

حين كنت وزيرا للثقافة مارست على المثقفين كثيرا من السلوكيات الرقابية الاقصائية...وشهدت البلاد حينها منع توزيع رواية (قوارب جبلية) للكاتب الروائي الاهدل ..وقيل انك صادرتها ..هل تعتقد انك شخص مرحب به في صفوف الثورة التي يتصدرها كتاب ومثقفون يعرفون تاريخك مع الثقافة؟ 

أولا ، أنا يا عزيزي، لا أسوقُ نفسي لأحد أو جهة، أنا صاحب رأي وموقف، وأعتز وأتمسك بموقفي وبرأيي، والآراء والمواقف التي تبنيتها وأتبناها، هي سابقة للمستجدات التي تتحدث عنها، أما عملي في الثقافة، فقد مارسته بوحي من ضميري ومصلحة بلدي، ولم أمارس الإقصاء أو الرقابة على أحد، ورواية "قوارب جبلية" للقاص الأهدل، ضخمت قضيتها من قبل الباباوات الثقافية، ووظفت سياسياً، وكان ذلك التضخيم والتوظيف مطلوبا من قبل هؤلاء حملة المباخر، للتسويق الخارجي، بالتزامن مع زيارة الكاتب الألماني الشهير "غونتر غراس"، وهذه هي القصة.

-يقال أن النظام دفع باشخاص من الوزن الثقيل للدخول مع الداعمين للثورة من باب خلط الاوراق ..الا يعتبر عبدالوهاب الروحاني واحدا من هؤلاء؟

هذا تنجيم ، وكلام ليس له عندي أي معنى.

-في مقابلة سابقة لك نهاية العام الماضي قلت :( لو تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني في اليمن، لأصبحت اليمن دولة محورية ،لها من القوة والتأثير ما يمكنها من ان يكون لها رأيا في القضايا القومية والاقليمية، وحينها سيكون من الصعب على الاخرين تجاهله، فهذا هو بيت القصيد أو بالاصح بيت العصيد، الذي نشهد اثاره في اماكن متفرقه من خلال تفجيرات ،وتقطعات ،واقلاق امن وحروب، ورفع شعارات انفصالية...الخ).. من هو المسؤول عما شهدته البلاد من آثار.. وكيف ترى تحقيق الاستقرار المنشود؟

الإستقرار، هو في التغيير. أما المسئول عما تشهده البلاد من تداعيات، فهو النظام، والسياسات الخاطئة التي اتبعها خلال الفترة الماضية، تجاه مختلف القضايا، والنظر الى كل مشاكل الوطن وقضاياه من زاوية أمنية ، ومحاولة معالجتها من هذه الزاوية فقط، دون الإلتفات أو الإهتمام بالوضع الإقتصادي للبلد، والأوضاع المعيشية للناس، وتجاهل قضايا العدالة الإجتماعية، والسياسية، والتعليم، والحقوق والحريات، وشخصنة كل شيء، والتعامل مع الدولة ومؤسساتها، بإعتبارها دكاكين يسيطر عليها ويتحكم فيها أشخاص معدودون، ان لم نقل أسرة حاكمة تسيطر على كل شيء. ولهذا نحن نقول ، بل ونجزم أن مصلحة اليمن ، وأمنه وإستقراره تكمن في التغيير.

 -قلت ايضا في نفس المقابلة :( ليس مستبعدا ان هناك اجندة اميركية غربية في المنطقة، لم تتكشف تفاصيلها بعد). هل ما يحدث الان هو جزء من تلك الاجندة.. واين يكمن هذا الجزء تحديدا او في الثورة في تعامل النظام معها؟

 لا أتذكر في أي سياق قلت هذا الكلام، لكن الطبيعي والمتعارف عليه، أن للدول الكبرى أجندات تخدم مصالحها في المنطقة، وحشد الأساطيل البحرية في خليج عدن، والبحرين الأحمر والعربي، ليس بعيدا عن هذا التفسير، لكني استبعد أن دول الغرب، هي وراء حرق البوعزيزي نفسه في تونس، ليكون مقدمة لإشعال الثورات العربية في أكثر من مكان، وأستبعد أن تكون هي وراء ثورات مصر واليمن وتونس، وليبيا، فالغرب لن يجد أنظمة أفضل من الأنظمة العربية القائمة، والتي كانت قائمة في ظل مبارك وبن علي، لكني لا أستبعد من جانب آخر، أن هذه الدول تعمل على الإستفادة من الأنظمة الجديدة التي تنتج عن ثورات التغيير، وذلك هو الأمر الطبيعي، والذي يجب أن يكون، في إطار عدم تفريط هذه الأنظمة بالسيادة.

-في عام 2010 م كنت ترى ان المصالحة الوطنية الصادقة هي الطريق للخروج من الازمه السياسية آنذاك ...فهل يمكن للمصالحة الوطنية الان ان تخرج البلاد مما هي فيه؟

لا أزال أعتقد بأن الحوار الوطني هو الطريق الى حل كل المشاكل، السياسية والإجتماعية والأمنية والإقتصادية، وسيظل هو الحل في ظل التغيير أيضا. 

-كنت ترى ان حل الازمه السياسية عام 2010م وقضيه الانتخابات يكمن في حكمة فخامة الاخ الرئيس ،وقلت أن(حكمته في معالجة الكثير من القضايا لم تخنه ،وظني انها لن تخونه هذه المرة.) فهل فقد الرئيس حكمته في معالجة الازمة الحالية؟

 الحكمة هي ضالة الجميع، وسنظل نبحث عنها، حتى بعد أن إحتكم الناس للرصاص والدم، فهي مطلوبة لتجنيب البلاد المزيد.

- كيف تقيمون الوضع الحالي؟

 كارثي.

-سبق للرئيس القول بان تغيير الأشخاص في نظامه تغيير للنظام فهل تؤيدون ذلك ولماذا؟

 بالتأكيد لا أؤيد مثل هذا الطرح، لأن النظام لا يتغير بتغيير شخوصه الهامشية فقط، وإنما يتغير بتغير مناهج وقيم ومفاهيم ورؤى وأليات النظام، ورموزه أيضا.

-ماهي الأسباب التي جعلت الثورة في اليمن تأخذ حيزا زمنيا أطول من مثيلاتها في تونس ومصر دون أن تحقق شيئا من مطالبها حتى الأن؟

اليمن له خصوصيته، ثم أن المؤسسة في اليمن ليست موجودة، وهنا لا مجال للمقارنة بين تونس ومصر مع اليمن، أما مطالب الثورة، فقد تحقق منها الكثير، ولعل من أبرز هذه المطالب المحققة، أن اليمنيين أسمعوا أصواتهم بحاجتهم للتغيير، ليس للنظام فقط، بل للعالم أيضا، وبين اليمنيون، الذين عرفوا عند الآخرين بـ"حملة الأسلحة، وقطاع الطرق"، أنهم مدنيون، وحضاريون، ويسعون لبناء دولة مدنية، يسودها النظام والقانون.

-ماهي الضمانات التي من شأنها أن لا يتحول نجاح الثورة إلى نجاح في تغير شخوص الحكم في اليمن لا أكثر؟

الساحات ، يجب أن تكون هي الضمانات.

-هل أنت مع محاولة إنعاش المبادرة الخليجية؟

نعم، أنا مع إحياء المبادرة الخليجية، ففيها (ربما) المخرج، ولكن بشرط أن توضع لها خارطة طريق، تضمن إجراءات تنفيذها، في ضوء مفاهيم صريحة وواضحة لا تقبل التأويل، أو أكثر من تفسير، وتكون خطواتها دقيقة ومزمًّنة، وبأشراف وضمان دولي وإقليمي. 

-هل هناك فرصة لاستمرار النظام الحالي؟

 لقد اتسعت خارطة خصوم النظام، فلم يعد يواجه الخصوم التقليديين فقط، كالمعارضة في أحزاب "اللقاء المشترك"، والحركة الحوثية، والحراك الجنوبي، والمطالبين بفك الإرتباط، ومعارضة الخارج، وإنما أصبح جزء كبير من الجيش خصما ليس سهلا، وكذلك جزء كبير من النظام بعد الإستقالات الواسعة من صفوف الحزب الحاكم، الى جانب الخصومة الجديدة مع القبيلة، فقد أصبح الجميع خصما للنظام، ونستطيع القول بأن الشعب يطالب بتغيير النظام، والتغيير سنة الله في الكون، وأعتقد أنه من حق الشعب أن يختار من يحكمه، خاصة وأن عمر النظام القائم قد تجاوز عمر جيلين، وأخفق في بناء الدولة المدنية العصرية، التي ينشدها اليمنيون، فلماذا العناد، والمكابرة ؟؟

-برايك ماهي مشكله الرئيس الحقيقية؟

مشكلة الرئيس في ثلاث: مستشاريه، ومقربيه، وغروره.

-هل تواصل معك الرئيس أو بعض القيادات في الحاكم بعد تقديمك الاستقالة؟

لم يتواصل معي الرئيس، لكن إتصل بي عدد من الأصدقاء القياديين في المؤتمر، وزارني بعضهم الى البيت، وعاتبني على تقديم الإستقالة من المؤتمر، لكنني أوضحت موقفي، وبينت الحيثيات الإنسانية والتنظيمية والسياسية للموقف الذي اتخذته، ولعلهم قد تفهموا ذلك.

 -معروف حبك وولاؤك للمؤتمر الشعبي العام ...هل بالامكان ان تعود اليه بعد أن قدمت استقالتك...؟

معك كل الحق، أحببت في المؤتمر، وسطيته وتنوعه، لكن - كما يقول المثل الشعبي - " إذا شفت ما تكره فارقت ما تحب"، ولكن دعني أقول لك أيضاً، أن الأصل في العمل السياسي هو التغير وليس الثبات، وقد قدمت إستقالتي بقناعة، ولن أتراجع عنها.

- هل تتوقع إنضمام شخصيات بارزة الى ثورة التغيير..؟

نعم، إذا ما استمر مسلسل الدم، ورفض المبادرة الخليجية، فأتوقع أن تعلن شخصيات سياسية كبيرة خروجها عن النظام ، ودعمها لثورة التغيير، ولعل من بينها الدكتور عبد الكريم الإرياني، الذي يبدو انه مؤيد لمسار التغيير.

-في ظل اصرار شباب الثورة على المضي قدما لتحقيق نجاح ثورتهم وفي ظل مراوغة الرئيس واختلاقه للازمات الى اين المصير؟ هل تكتفي بكتابات للتغيير أم أن لك نشاطات أخرى لتدعيم موقف ضد النظام الحالي وإنجاح ثورة الشباب؟

أحرص على المشاركة في فعاليات ثورة التغيير، فإذا ما دعيت للمشاركة في منتدياتها، فلا أتردد، وذلك من خلال القاء محاضرات سياسية وثقافية وإعلامية، وندفع على المستوى السياسي والإجتماعي لدعم مطالب التغيير.

-هل هناك تواصل بينكم وبين قيادة المشترك واخص بالذكر ياسين سعيد نعمان وحميد الاحمر؟

نعم، أنا على إتصال بالأخوين الدكتور ياسين سعيد نعمان، والشيخ حميد الأحمر، ونحن نلتقي في مناسبات كثيرة، ونلتقي في إطار اللجنة المصغرة للجنة التحضيرية للحوار الوطني، التي تضم قيادة المشترك، وشركائه من المستقلين في اللجنة التحضيرية.

-هناك تحاليل توحي أن سبب إنضمام الروحاني لثورة الشباب وراءه حميد الاحمر..ما صحة ذلك؟

الشيخ حميد الأحمر أخ وصديق عزيز، وأنا أكن له كل الإحترام والتقدير، ولا أشك أن الناس تتأثر ببعضها، لكن أوكد لك أن مواقفي هي تنبع من قناعاتي الشخصية، ووفقا لرؤية وطنية، وإنضمامي لثورة الشباب جاء في هذا الإطار. 

-كيف تصفون ما يحدث بين السلطة وأولاد الشيخ الأحمر الآن؟ وفي أي مسار تضعونه؟

هي حالة إنتقام مخيفة، تمارس ، ضد أبناء الشيخ عبدالله بن الأحمر، لا لشيء وإنما لأنهم وقفوا مساندين لثورة التغيير، وفي إعتقادي أن ما جرى ويجري، هو في إطار شخصنة القضايا الوطنية، ومحاولة صرف الأنظار عن سلمية الثورة، وجر البلاد إلى الحرب الأهلية، التي يروج لها النظام من وقت مبكر.

-اذا كانت جمعة الكرامة قد دفعتكم للاستقالة من الحاكم فإلى ماذا سيدفعكم ما حدث في ساحة الحرية بتعز ؟

-الإستمرار في دعم وتأييد ثورة التغيير، ولا تنسى بأن تعز هي مصدر إشعال فتيل الثورة، وشهداؤها، كما شهداء بقية أبناء الوطن، هم جمعهم مشاعل تضيء طريق إنتصارها.

غالب القمش أحد ابرز داعمي عبدالله صالح عبر تاريخه ..نجا مؤخرا من القتل ..هل بدا الرئيس يضحي برجاله الاوفياء؟ وكيف تفسر ذلك؟

الرئيس يعمل بفهوم ميكافللي مفاده" أن الغاية تبرر الوسيلة"، فهو لا يقيم أي إعتبار لأي من معاونيه، الاّ في إطار ما يخدم مخططاته، ومصالحه، والتضحية برجاله الأوفياء، هي من أبرز سماته، وهو في الأوضاع العادية، مغرم بتغيير كل معاونيه، الاّ إذا ما استثنينا من وجد فيهم الصبر على مكارهه. أما إذا توفرت المصلحة في التضحية بأي كان، ومهما كان مخلصا ووفيا له، لا أعتقد أنه يستنثنيه.

-من يحكم اليمن حاليا؟

الفوضى، هي من تحكم اليمن اليوم.

-البيان العسكري رقم (1)الذي صدر مؤخرا هل يوحي بتكرار ما حدث في مصر؟

ليس بالضبط، فبيان الجيش المصري كان حاسماً، بينما البيان رقم (1) هنا، أحدث هزة نفسية وسياسية/عسكرية كبيرة في النظام، الى جانب أنه حمل الكثير من الدلالات الهامة، التي تقوي وتدعم من صمود الثورة السلمية، وإستمراريتها، وشجع بالتالي بقية القيادات العسكرية، التي لاتزال في كنف النظام، للإنضمام للثورة وتأييدها، خاصة وأن القيادات العسكرية الموقعة عليه، قيادات كبيرة، ومشهود لها بالحضور والتأثير ليس فقط على الصعيد العسكري، وإنما على الصعيد السياسي والإجتماعي أيضاً. ثم أن البيان أفصح عن موقف خفي للقيادات السياسية حول الرئيس، ومعارضتهم لمنهجه في التعامل مع الثورة وإفرازاتها، وهي رسالة واضحة أن معاوني الرئيس، وكبار مسئوليه ومستشاريه، أصبحوا في مواقف متململة.

-من خلال مواقعكم القيادية السابقة ماهي حقيقة تواجد القاعدة في اليمن؟ وكيف تفهمون ما يحدث في ابين؟

القاعدة، وهم مرعب، استخدمته الأنظمة الديكتاتورية في العالمين العربي والإسلامي فزاعة، ضد خصومها وشعوبها، بعد أن كانت قد خلقته الأجهزة الإستخبارية الغربية، في ضوء مفاهيم صراع الحضارات لـ"صموئيل هنتنغتون"، الذي بالغ في التخويف من خطر الإسلام والمسلمين على الحضارة الغربية المعاصرة، وخلق حالة "إسلام فوبيا"، التي أشاعت الذعر العالمي من كل ما له إرتباط بالإسلام، وحضارته الخالدة.

أما قاعدة اليمن، فهي أكذوبة رسمية، تم الإستفادة منها داخليا وخارجيا، وما يجري في أبين، هو إستمرار لهذه الأكذوبة الفزاعة، وفي إطار خلط الأوراق، التي تعود الناس عليها.

-هل إنضمام بعض الفاسدين الى ثوره الشباب كان دوافعهم خوفهم من محاكمتهم على فسادهم بعد نجاح الثورة فهل سيتم اسثناءهم بعد نجاح الثورة؟

هذه مزايدات، تلوكها السن بائعي الكلام، وحملة المباخر في حضرة السلطان، فمن تثبت أدانته بأية قضية فساد، وجبت إحالته للقضاء ومحاكمته، وكفى، وهذه مسألة ليست بحاجة لأخذ ورد.

وتفسير انضمام المستقيلين من المؤتمر للثورة، بكونه هروبا وخوفا من المحاسبة، هو كلام ممجوج وخال من معناه، وليس أكثر من مجرد اسطوانة مشروخة، يرددها الحاكم، وهي موجهة لخلخلة الثورة وإضعاف قوتها. فهناك من هؤلاء المستقيلين، من ثار ضد الفساد، والفوضى قبل أن تخطر الثورة على بال أحد من هؤلاء، الذين يحلو لهم ترديد هذه الأسطوانة.

-قدمت استقالتك من حزب المؤتمر .. ماذا عن عضويتك في مجلس الشورى؟

-أنا عضو في مجلس الشورى، رغم إبلاغي وزملائي المستقيلين هاتفيا بعدم حضور جلسات المجلس، بعد تقديمنا استقالتنا من عضوية المؤتمر. 

-الدكتور عبدالوهاب ما هو أكثر شيء ندمت عليه أثناء ماكنت مقربا من الحاكم؟

لا يوجد شيء يستحق الندم عليه.

-برأيك ماهي افضل فترة حكم بها الصالح اليمن؟

قبل حرب 1994م.

* حديث المدينة


في الثلاثاء 14 يونيو-حزيران 2011 03:58:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=10633