نحن ساحاتنا
معاذ محمد الجنيد
معاذ محمد الجنيد

هم اقتحموا الساحة الرمز!

لم يدركوا أن ساحاتنا أصلها

في الصدور..

وأن الصمود بنا لا بها..

ففي صدر كل فتىً ثائرٍ ساحةٌ

واعتصامٌ وشعبٌ يثور..

وحريةٌ لا نزال نشكلها

وعليها غدًا سوف تحسدنا في السماء الطيور..

وأنا هنا والزمان يسجل تاريخنا بدماءٍ ونور..

ويكتب..

كيف انتزعنا كرامتنا من أكف المنايا

وكيف اعتزمنا بأجسادنا صد سرب الرصاصات

كيف تهازجنا وتنفسنا من قنابلهم أغنيات البخور..

وكيف الخيام

ومن بالخيام

التي أحرقوها بنيرانهم

كيف كانت بدون اقتحامٍ

ومن دون عنفٍ

وقصفٍ

ونارٍ

تدكُّ القصور..

كيف ثارت تعزُّ

التي داهموها

بأثقل ما امتلكوا

من سلاحٍ وخبثٍ

لإرهاب قاهرة المستحيل

فكانت تواجه نيرانهم بالمشاقر

كانت تواجه مدافعهم

بالشباب الثقيل

نعم سيسجل هذا الزمان القبيح

الجميل

كيف ثارت تعزُّ

ومنها غدت كل أرضٍ تثور

كيف أن الرجال هنا

استشهدوا برصاص الذكور..

لقد دنسوا طهرها

استضعفوا شعبها

مدركين بأن تعزَّ

تضخُّ لكل المدائن ثوراتها

وتحدد للناس

يوم الحياة

ويوم النشور..

.....

وها أنتم اليوم

حققتم الانتصار

على شعبها

وحضاراتها

وثقافاتها

والشباب..

انتصرتم بمختلف الأسلحةْ

فألف قتيلٍ

وألف جريحِ

حصدتم بيومٍ!!

تباهوا إذاً

وافردوا الأجنحةْ..

لقد عرف الكل قوتكم

عرفوا

أنكم تستطيعون أن تقتلوا..

فماذا تريدون

غير النجاح الذي قد حصلتم عليه

اخبرونا؟

مزيداً من الدم لا تخجلوا..

إنكم في تعزَّ

سماء الحضارات

أمُّ البطولات والتضحيات

ونهر العطاء

الذي ظلَّ يسقي..

يُجدِّدُ ماء نوافيركم

عبر كل العصور..

30/5/2011


في الأحد 17 يوليو-تموز 2011 11:21:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=11051