أرحب الخير
فيصل علي
فيصل علي

إذا أبو الأحرار القاضي الزبيري سأل عن أرحب الخير وما يجري فيها من قتل وعبث لا مثيل له يريد معرفة الأسباب والدوافع.. سنقول له إنها تقصف بكل غل, إنها تُدك بكل وسائل الهمج العسكرية, إنها تستنجد فلا تُنجد! ويتواصل عليها القصف، قراها مدمرة واهلها نازحون من هول ما فعله "التتار العائلي" الذين يقصفون القرى والبيوت بكل وحشية .. ماذا نخبرك يا ابى الاحرار .. لقد اتوا ليدمروا سلام الناس وامنهم بحجج ان قبيلتك قد ايدت الثورة يا صوت كل ثورة.

دعني اخبرك عن هذه الثورة التي هي اصلا استكمالا للنهج الثوري الذي بدأتموه في 1948، انها متوالية المد الذي لا ينقطع، انها اندفاع وفوضى خلاقة للبحث عن العدل والامان والحرية والمساواة، انها البحث عن الكرامة على هذه الارض التي ابتليت بأسوأ الخلق.. أهلك وأحفادك ثاروا مع أهل اليمن ضد من باعوا، ومن عاثوا، وافسدوا ودمروا كرامة الناس، وهاهم اليوم يعاقبون على حبهم لوطنهم ولشعبهم.

نقولها لك بكل صراحة, لن نكذب عيك. إنهم يعاقبون؛ لأنهم على ما مضيت عليه لانهم يتبعون الوسطية التي بعثتها .. انهم ينتقمون من منهجك السوي.. بدون لف ودوران, انهم ينتقمون منك شخصيا حتى بعد ان سبق لهم وقتلوك! عندما بحثت عن هبة تحبو بها الوطن فلم تجد سوى قلبك الدامي.. فليس لثائر مثلك الا ان يفعلها لأجل هذا الشعب العظيم الذي ما زال يواصل ثورته رغما عن المستحيل الذي لا يعرفونه .. قتلوك لانك كنت حجر عثرة امام فرق الغزاة التي صُنعت على أعين من لا يريدون عزة لليمن.. قتلوك كي يرتاحوا من كل من يجمع الناس حوله. فقتلك كان تفريقا للصفوف التي التفت حولك من كل بقاع اليمن، ولكي يخلو الجو للغزاة الطامحين إلى الحكم دون استحقاق، وتناسوا أن الثورة لا تموت وان الغزاة سيفضحهم الدهر وسيلعنهم التاريخ، وهاهي الثورة تواصل مسيرتها لتقتلع فرق الغزاة ولتصحح مسار التاريخ اليمني الذي انعطف نحو المجهول.

إن تباشير فجر نعيشه اليوم واقعا يقول لنا ان الغزاة واهمون ومهما فعلوا فان النور سيسطع ولن تغيب شمس الحرية عن يمن الحرية.

نبشرك يا مهلم الثورة الاول انك قد خلفت الرجال العظماء الذين امنوا بمنهجك الثوري الذي تشربته الاجيال وعيا وإدراكا، وان الظلم زائل ، والبغي راحل، وان الكفر بالطغاة البغاة هو السبيل الوحيد للتحرر من الاستبداد. إنهم يصنعون الحلم ويدافعون عن الثورة بكل ما بوسعهم، لقد منعوا قوات خارجة عن القانون من الزحف نحو صنعاء لقتل الشباب في ساحة التغيير.. انهم يقومون بواجبهم على اكمل وجه ، ولا يستمعون للشامتين من ذوي الايدي المرتعشة الذين ما برحوا بالتشكيك والهمز واللمز .. ان هم يسمون معك نحو العلى تاركين خلفهم سفه الذين لا يرون الحق والعدل ولا يميزون الخبيث من الطيب.

ونقولها هنا بوضوح: إن الصمت عما يجري في ارحب هو الهوان الحقيقي، كما ان تقزيم الحقائق وتفصيل المماحكات على اساس ان ما يجري هو صراع بين طرفين هو هروب من المسئولية الملقاة على اعناق الجميع.. السكوت عن الجرائم التي ترتكب ضد ارحب هي مساندة لمن يقترف الجرائم.

يا أرحب الخير إن يبلغ بهم الطيش ويدكوا جبالك او يقتلوا الطير في سمائك فانهم سيفرون لا يلوون على شيء. يا أرض همدان ورأس بكيل وقبلة الثوار, سددي لهم ركلات الرفض الشعبي، اخبريهم ان الطغيان قد ارتكس، وأنك بقرويتك البسيطة فككت أكبر معاقل الشر على أرضنا. يا أرحب الخير, دكي معاقلهم ولترمي بهم خارجا أرضك, امحي من ذاكرة الاجيال ايدي الغدر التي استقطعت بعض جبالك.. يا أرحب الخير قد هبت ساعة الحب الكبير فزودينا منها ما يكفي لطرد الحقد الأسود الذي اتضحت معالمه القبيحة في القتل بدون رحمة، اخبري العالم, يا ارحب, انهم مجرد آلات قتل لا غير.. لا تترددي, يا أرحب الخير, عن مواصلة المسيرة حتى النصر الكبير. يا أرحب الخير داوي وساوسهم الزائدة عن حدها.. قولي لهم إن النصر معقود "بأرحبها" على مبادئ الزبيري التي لن ننساها.. يا قبيلتنا ويا حصننا الأول ذودي عن التغيير بكل بسالة.. يا أرحب الخير لست وحدك, فـ كلنا اليوم أرحب.


في الأربعاء 03 أغسطس-آب 2011 01:35:50 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=11216