ارفعوا ايديكم عن كوادر جامعه عدن
مهندس علي نعمان المصفري

مأرب برس – لندن – خاص

اقرأ كانت أول كلمه استهل بها رائد حضارة ماليزيا الوطني الغيور على أمته البرويسورمهاتير محمد لرده عن سؤال كيف تمت النهضه في ماليزيا.

ماذا يعني بذلك؟

ان أي امه تريد ان تنهض عليها بالعلم كونه السبيل الوحيد كي تصل الامم الى استحقاقاتها في الحياه بكل ماتحمله الكلمه من معنى.لكن الامر في بلادنا غريب صار العلم مجرد من محتواه ولعبه بل وملذه لدوائر الفساد والمفسدين واصبحت البلاد من اقصاها الى ادناها تئن تحت وطأه الفساد بل وتعدى الامر الى ان يصبح استاذ الجامعه هدف رئسي يهاجم باقصاءه عن منابر العلم ليصبح اخر ذيول المأساة في الوطن الجريح بعد تسريح قسري لموظفي الجهاز المدني والعسكري بعد حرب 1994 والثلاثه الاف عسكري مؤخرا بمايضم قافله جديده من عناصر ماسمي بالزمره.

في منتصف السبعينات من القرن المنصرم كان استاذنا الجليل بروفسور ميشالسكي في جامعه لايبزج يحاضر فينا كنا شغوفون الى درجه الجنون لمتابعه محاضرته نتسابق وكأننا في لقاء مع احبه فصلنا الزمن قسرا حتى نلتقي بعد عقود.

كان استاذنا حينه في نهايه الستينات وقد تجوز سن التقاعد باربع سنوات الا ان الجامعه كانت تدعم بقاءه باعتباره البروفسور الزائر والمنتدب الى العديد من جامعات اوروبا والعالم , ظل استاذا للاجيال حتى زرته في منتصف التسعينات ولازال استاذا.

العالم يعرف معنى الخبرة وارتباطها في صناعه الأجيال واثرها البليغ في تراكم المعلومات الا في بلادنا اصبحت الجامعات مصدر رزق لا مصدر علم, كيف يعقل ان يتم التخلص من اساتذه حامعه عدن وهم لازالوا في سن ادنى من المحدد بالمقياس العالمي؟

في زيارتي الى صنعاء بعد الوحده وبعد ان قمت بمناقشه المؤسسه التي كنت اديرها حينها توجب علي ا ن اطلب الختم بعد مصادقه الوزير الا ان صاحب الختم كان مريضا حسبما قيل لي ولمده اسبوع بقيت في صنعاء مهموما بالختم والخاتمين حتى جاء الفرج ..

صعدت الى مكتب الوزير ومباشره عندما ولجت الباب علت هامته امامي بصوره الكهل الذي ناهز السبعين من العمر بعمامه اماميه ترجع الى ماقبل الثوره في شكلها والزركشه المدجنه بها وبعد يومين من الاخذ والعطاء سيطرت على الامر وحصلت على الختم.

هذا الشيخ الطاعن كان يعمل منذو ماقبل الثوره ولازال اما اساتذه جامعه عدن لابد ان يخضعوا لقانون الخدمه الجديد؟

لا لذنب اقترفوه الا لأن الجغرافيا احرمتهم حقهم في الحياه لأن التاريخ لم يفقهه القائمون على القانون الجديد؟ من العيب ان تجرد الكفاءات ونحن نردد شعار العلم ؟العلم ؟اي علم ؟والجهل هو السائد.

كيف نبني امه ونحن نجرد علماءها اليس هذا شيزوفساد؟ اننا كباحثين ومفكرين ومثقفين في هذا الوطن الجريح نقولها بملئ الفم كفو عن جامعه عدن وكوادرها وارفعوا ايديكم عنها -قطع الرأس ولا المعاش- دعوا العلماء على الاقل ان يحفروا قليلا في الصخر السائج حولنا لنفتح ولو ثغره للنور في ظل هذه العتمه وكفى ايها الساده ان تتعضوا دروسا من الحياه أن الشعوب لاتنهض الا بعلماءها وصدق الفرقان عندما بين أهميه العلم في(ولاتنفذوا الابسلطان).

ان الايقاف العاجل لهذا الاجراء التعسفي وإجراء اصلاح وتغيير حقيقي لقانون التعليم والخدمه والقوانين عامه تعتبر من الشروط الاساسيه في اجراء التغيير السياسي كمدخل للتغيير الاقتصادي والاجتماعي الشامل والا فلنقرأ الفاتحه والله من وراء القصد.

باحث اكاديمي بريطاني -يمني مقيم في لندن

 


في السبت 10 فبراير-شباط 2007 07:25:21 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=1134