أحميد خارق القوى يا أولي النهى؟!
عبدالله عبدالرحمن الدربجي
عبدالله عبدالرحمن الدربجي

"ثورة حميد الأحمر، مدعومون من حميد الأحمر، معتصمو حميد الأحمر،..." و غيرها الكثير من المقالات والتعليقات التي تصدر عن مؤيدي الشرعية الدستورية.

حين أقرأ أو أسمع مثل هذه الأقوال، أخال حميد الأحمر مالكاً لأقوى المؤسسات المالية و الاقتصادية في العالم والتي ربما تضاهي ما يملكه بيل جيتس، مالك شركات ميكروسوفت! وربما نرى في القريب العاجل اسم الشيخ حميد الأحمر في صدارة أثرى أثرياء العالم، أو على رأس دعاة العنف والخروج على ولي الأمر! يا قوم، هل الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر لديه من الكنوز والقوة ما يكفي لتحريك مئات الآلاف من الشباب الثائرين المعتصمين والتكفل بكامل نفقاتهم من تغذية وتخييم وتظاهر وتنقل ومصاريف شخصية لما يزيد عن نصف عام!

الشيخ حميد الأحمر ما هو إلا مواطن يمني أخذ على نفسه دعم ثورة الشباب الشعبية السلمية بما يستطيع من جهد و مال و تأثير إعلامي و غيره، و هو في هذا لا يختلف أبداً عن أي مواطن ثائر معتصم في الساحات مصمم على تحقيق أهداف ثورته داعماً إياها بالوقت و الجهد و ما تيسر من الأموال.

إن المبالغة و التضخيم لشخص الشيخ حميد الأحمر و ثرواته قد أفقد الكثير من وسائل الإعلام الرسمية مصداقيتها بل و دفع أعداداً كبيرة من مناصري النظام أو الصامتين حيال الثورة إلى الاقتناع بمبادئ و قيم الثورة و مناصرتها.

الشيخ حميد الأحمر من أوائل من انبروا محاربين لهذا النظام، و لا أدل على ذلك من تصريحه في مقابلته الشهيرة مع قناة الجزيرة الفضائية في صيف العام 2009 حين اتهم الرئيس علي عبد الله صالح صراحة و على الهواء بتهمة الخيانة العظمى و ذلك لتولية أقاربه المناصب المفصلية و الحساسة في الأجهزة العسكرية و الأمنية. و ها هي ثورة الشباب اليوم تعتبر رحيل كافة أقارب الرئيس من مناصبهم العسكرية و الأمنية هدفاً و مطلباً لا يحيدون عنه.

بنك سبأ الإسلامي و سبأفون للاتصلات و غيرها من الشركات و الوكالات هي من ممتلكات الشيخ حميد الأحمر و التي يتخذها الكثير دليلاً دامغاً يدين الشيخ حميد بالفساد و التربح غير المشروع و نهب أموال البلاد و التهرب الضريبي و غيرها. فلنفترض، جدلاً، أن الشيخ حميد الأحمر بنى تلك الثروة من أموال مغتصبة من الشعب و واصل على هذا المسلك بالتهرب الضريبي و استغلال حاجات الناس المختلفة، فنحن هنا نتساءل: أين كان دور مؤسسات الدولة الرسمية القانونية و الرقابية من هذا طوال تلك السنين الطويلة التي مارس خلالها الشيخ حميد و غيره أعمالهم التجارية و المالية المختلفة؟ لماذا لم تتم إثبات التهم عليه و محاكمته وفقاً لأحكام الدستور و القانون و منعه من ممارسة أي مخالفات أو تجاوزات تضر بمصلحة الوطن و المواطن؟ إن كانت تلك الاتهامات صحيحة، فأجهزة الدولة المختلفة مشاركة أيضاً فيها لسكوتها و عدم ممارسة أدوارها الحسابية و الرقابية التي تحمي الوطن و المواطن و تصون ممتلكاته و حقوقه.

الثورة هي إرادة شعب كامل خرج زمراً و فرادى، رجالاً و نساء، للتعبير عن آمالهم في وطن ينعم فيه الجميع بحقوق مواطنة عادلة و كريمة، وطن يتساوى فيه الجميع أمام القانون، وطن نعتز و نفخر به أينما حللنا و ذهبنا في هذا العالم. و ما كان حميد و لا غيره ليحرك تلك الجماهير الحاشدة و لو قيد أنملة إن لم تكن الجماهير قد خرجت طوعاً مضحية بالوقت و الجهد و المال في سبيل وطنهم الغالي "اليمن". الثورة الشبابية السلمية و الإيمان بمبادئها و أهدافها هي المعيار الذي يقيس عليه شباب الثورة من ناصرهم أو عارضهم، و ليس الثروة أو المال أو الجاه أو المشيخة.

أملنا في الله كبير ثم في شباب الثورة أن يتحلوا بالحكمة اليمانية و الإيمان ليصلوا بالوطن نحو بر الأمان.

aaa208@maerskcrew.com


في الثلاثاء 16 أغسطس-آب 2011 07:05:18 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=11340