ارحل فقد كنت شقائي
جمال محمد الدويري
جمال محمد الدويري

تعلقت صفحات الامل على شموس ارادتنا.. وعانقت العربية معلقة ابن كلثوم .. الا يجهلن علينا: فنجهل فوق جهل الجاهلينا.

حينما ننتصر لإرادتنا تعانق ايدينا صفحات النور سمائنا وشموسها قناديلنا ، حينما ننتصر لضعفنا تولى العزيمة ثكلى هاربة من قدرها الى قدرنا.. حينما ننتصر لدمائنا سنجعل البحر الاحمر قطرة من شموخنا لأن الموت رحلتنا ونحيرهم .. شجاعتنا وخوفهم... قوتنا وجبنهم.. حياتنا وموتهم.. سعادتنا وشقائهم.. جناننا ونارهم .. وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق..

.. كلما اشتدت سياطكم على ظهورنا تشامخت أنوفنا ،لنجعل من سياطكم مغزلا ننسج به حريتنا، سنزف الكرامة عرسا ونزينها بدمائنا.. ليس لنبقى ..و.. انما لنسود فنحيا ..

 فاتكم الخيال وتحركت صفوف الانتظار.. هل تعلمون تاريخنا؟ نحن من نصنع في قلوبنا محبة السلام ،وعلمنا الحياة كيف نحيا ليحيا غيرنا.. لقد كسرنا جدار الخوف والوهم بصمت له قلب ولسان ، انها... حرية السلام.. و امة السلام .. ووطن السلام.. لم يعد الخوف زيرا ومهلهلا .. كما تزعمون... فيا لثارات وطن مسلوب .

لم يكن الاستبداد الا وهما في خيالنا نطارده ويطاردنا، اطبقنا الجفون على " إنك باعيينا" حتى لم نعد نرى حضورنا وحضارتنا بسباتنا الى ان استيقظ الوعي الرشيد. واستوقفتنا السنون ثكالى... أماه حريتي و رباه عدالتي.. واختاه كرامتي، و أخياه نجدتي و عماه عترتي وخالاه مروءتي ، هنا وقف الظلم ليبكي.. وبكينا لنبكي ..

ايام كانت وكنا غصونا في تيهات الضياع، و ايام عجاف بريح صرر جعلتنا كالرميم ، وبقينا لنحرث في أرض ارم .. ارم.. ارم .. جعلتنا عبيدا لبطوننا ، نطارد الخبز سرابا في كل مكان .. اطفالا شاخ بهم الظلم والقهر فشابوا.

هنا وقفنا وصرخنا.. يا حامينا ..وحارمنا لهو طفولتنا .. ارحل فلم يبقى لجفني دموعا تسقيك مدامعنا، و لم يعد في دمائنا لونا ينسيك شقوتك.. ارحل .. بحق طفولتنا التى اغتلتها ثلاثون عاما.. ارحل فقد هرمنا ..هرمنا .. هرمنا وانت جلاد قاسي تقتات اسبالنا البالية ،

ارحل ..لتعيش بلا ضمير يلاحقك.. ارحل ... ولا تتوب من دمائنا في خيالك ونحن نطاردك ، وعش كسيرا ذليلا لأننا نحبك ان تبقى بلا توبة .

اتعلم ايها الفرعون ماذا فعلت؟ ولماذا ثورنا عليك ؟ لان الكذب شهامتك والنهب فخرك والقتل شجاعتك والتدمير سيادتك والحقد قريظك والزور شهادتك والجهل ثقافتك .. ولأنك ايها العدم عدما يجب ان تزال ... فلقد سرقت طفولتنا و اطفئت شموعنا بنيرانك. ولم يكفيك هذا... فقد قتلت الابناء بإبائهم وسرقت شفاههم .. واطبقتها ان تنادي بنجواها أبي. وحرمتنا أن نقول بنيا.

لن نسامحك ايها النمرود ، ... وسنلاحقك بأكف دعت عليك وسبقتك بالرحيل وسيدعو عليك يتم اطفالنا كلما افتقدوا بصوتهم الحزين ان يقولوا ابتاه.

لقد سبقناك بالحسنى وعلى يديك قتلنا، فهل ما زلت شقيا بقتل أبنائنا، الا يكفيك ان ترحل ...


في السبت 27 أغسطس-آب 2011 11:12:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=11435