الثورة انتصار
د. محمد أمين الكمالي
د. محمد أمين الكمالي
الثورة انتصار لأنك عندما تثور تترك الحالة الأدنى لترتقي إلي مستوى أعلى أخلاقيا ونفسيا وعمليا ,تترفع عن الصغار تحمل الهم العام بدل همومك الفردية ومشاكلك الذاتية تقف مع الحق تكون أكثر قدرة علي التضحية عندما تثور تكون فعلا قد حققت أول الانتصار. 

وهذا لا يعنى أن مجرد الانتفاضة تكفي فهي مجرد الجزء الأول من الثورة كأنها تكبيرة الإحرام التي تدخلك في الصلاة لتنقطع عن أهل الأرض وتتصل بأهل السماء .

إن تحديات الثورة ومعوقاتها تكون كبيرة وقوية بمقدار قوة الثورة وزخمها وانتشارها, فهي عندما تحطم منظومة أخلاقية وقيمية مشوهة تبداء في التصادم مع فئات متعددة,, فئات مستفيدة تدافع عن مكاسبها ,,وفئات خائفة لا تتصور التغيير وان هناك نور بعد الظلام ,,وفئات قد الفت ما وجدت فلا تستطيع أن تحرك ساكنا لتغيره لكنها لا تدافع عنه ,,وفئة تترقب الفجر فإذا اقترب مجيئه تبدلت أحوالها وهابته كما يهاب السجين ضوء الشمس بعد طول انتظار.

وللثورات في مساراتها طرق عده تكون واضحة أو خفية لكنها ليست وليدة اللحظة كما يظن المراقب من بعيد بل هي اكتمال طريق طويل من عوامل الألم والأمل في مجتمع يبذر بذرتها ويغذيها جور الحكام وتسلطهم وكلما ازداد القمع خدعوا بمنظرها حصاة مرمية جامدة وفي المقابل تزداد البذرة إصرارا علي الحياة التي تخفيها بداخلها بعيدا عن أعين الطغاة.

والطغاة في تعاملهم مع الثوار بين فار جبان يسارع بالهرب مستخدما حكمة الفئران وأحمق عنيد لا يؤمن إلا وقد أطبقت علية الأمواج من كل جانب,, يريد أن يغرق الوطن باكمله لكنه ينسى أن الطغاة يذهبون وتبقى الأوطان.

وعندما تبزغ براعم الثورة تندفع كبركان وجد منفذا له من جوف الأرض بعد كبت السنين والقهر في باطنها , وإذا اقترب اكتمالها رأيت من كانوا بالأمس يشككون في وجودها يحاولون التسلق علي ظهرها فهي سفينة النجاة الوحيدة التي تكتسح في طريقها الطغاة ويبدءون بلي ألسنتهم لتحسب كلامهم من كلام الثورة وما كان كلامهم كلام الثورة .

لكن الثورة لا يجب أن ترفض احد بل يجب أن تكون كنار المطهر تخلصهم من سوئهم وتنقي الأوطان من شوائبها التي تطغي علي سطحها فتخفي معدنها الأصيل. ,,فالثورة تستوعب الجميع ولا يمكن لأحد أن يحتويها.

إن أجمل ما في نبتة الثورة حين تبزغ زهورها اليانعة تلك التي تغري العابثين باقتلاعها وإزهارنا هم شهدائنا الذين ينتظمون في عقد واحد كإكليل نصر علي جبين الوطن.

الثورة انتصار للحق وللمظلومين انتصار للضعفاء والمهضومين لذلك الثورة منتصرة بأمر الله وبجهد أبنائها المخلصين وتضحيات شهدائها الأطهار .

*الأخ والصديق والزميل الذي أمسى اليوم شهيدا الشهيد الدكتور احمد انعم ألعريقي تعجز الكلمات أن ترثيك ولكن عزائنا بكم أيها الشهداء سيكون يوم يكتمل الانتصار .


في الأربعاء 21 سبتمبر-أيلول 2011 12:32:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=11661