كلمة سواء ..
جمال محمد الدويري
جمال محمد الدويري

صمت الكلمات مدافع الحق وصرخة المظلوم أذن لها أن ترفع بشروط اعتبارية " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" هذه هي محطتنا الأولى في التعبئة الثورية والتحرك الثوري أن نترفع عن صرخات التحدي بالفعل فقد وصلت رسالتنا الى العالم وفهمها وهو يدرس نتائجها ومؤشراتها ويحاول أن يسد منافذها وهنا جاء دور الصمت والفعل.

إن اضطراب الارض يزلزل البنيان وهكذا الثورة يجب أن تكون ، الثورة الحقيقية هي التى تخطط وتنال ثقة الثوار في تنظيمها . ومن هنا يجب أن تتحرك الثورة بخطط الترتيب الاجتماعي والثوري في بناء جسد الثورة.

كلمة السوء والجهر بها في مواطن التمكين أن نستدعي القيم الانسانية من الداخل والخارج ، وننتقد من أساء الى ثورتنا لكي يعلم أن سياسته في وجه الثورة لن توقفها وأن دعمه للفتنة لن تدوم ، و أننا لا نتولى إذا هرب الناس ، وهم يعلمون تاريخ الدويلات اليمانية القديمة وامتداد حكمها ويخشون من عودة القائد العربي الذي يعيد الخطوط الحدودية القديمة.

حق لهم الخوف وسيزيد خوفهم خطيئتهم في ثورتهم المضادة من الخارج على دماء الوطن وثروته وأمنه واستقراره .

كما تسعى بعض الدول لاستزراع مؤيديها في اليمن السعيد حتى لا تنهض دولة لها القدرة على ممارسة الدور الاقليمي في المنطقة ومن هنا فإننا نعارض تدخلا اقليميا لا يهتم بالمصلحة العامة التى ولدت لأجلها الثورة وإنما يهتم بمصالحهم ومصلحتهم قائمة مع النظام .

بيننا وبين اخواننا في دول الخليج كلمة سواء وثقنا بهم كثوار وخذلونا كشفنا لهم اروقتنا فباعونا ثم انقسموا الى قسمين : قسم قائم بالقربى والاقرب ونأولى بالمعروف، وقسم ناهض القربى وتنكر لها وأحتمى بمسميات الجريمة ولا زلنا نرجو الخير منهم على الرغم مما قدموه.

إن صراع الربيع الشعبي العربي هو صراع مع الأنظمة الاقليمية والدولية واقوى الاسلحة فتكا هو سلاح الاعلام .

وأن جمعة الثبات والنصر لفلسطين التى سماها المناهضين للثورة لها عدة مغازي سياسية يجب التفطن لها وهي:

أن انكشاف عمالة النظم الاستبدادية أمام الشعوب العربية جدد لهم خبث السياسة والتلاعب بمشاعر الفئة الصامتة وتريد تحطيم قلاع الوعي الثوري بالحديث عن فلسطين والقضية الفلسطينية كلعبة في المرمى الدولي ، وأن هذا المسمى الذي جاء به صالح وترجمه في الرياض تشارك في تسميته التنظيم السياسي في نجد وواشنطن واستخدمه النظام في صنعاء وغرضه القضاء على التململ الشعبي في الحجاز واليمن والذي يرى شرعية الثورة وإن لم يتكلم وان الاوجاع الباطنة تهيج البراكين الدفينة وهذا هو المغزى الأول من التسمية .

أما المغزى الثاني لها فهو أن ينجر الثوار في تسميات أخرى تتبنى القضية الفلسطينية والجهاد المقدس ومن ثم تتهم الثورة بالارهاب والتشيع ومعاداة السامية كما تسمى في المصطلح الدولي وهي نفس المسميات التى رضبت بها صعدة وحركت العاطفة الشعبية والاقليمية ضدها.

وهنا جاء دور الحذر والعمل معا وفي ثورتنا فسحة للتائب اقليميا ودوليا ومحليا. وعلى القيادات الثورية تعميق العقل ونزع فتيل العاطفة ، فالعاطفة تحرق فتنة العقل وتمنعه عن التفكير والوعي وادراك مغبات المستقبل وعواقبه.

وعلى القناة الثورية في سهيل تجديد الخطاب ودراسة ابعاده واستراتيجياته حتى يكون اعلاما محليا واعلاما اقليميا ودوليا يزواج بين انزال العقول منازلها.

نقل الخطاب الثوي من الشجن العاطفي الى البناء السياسي العقلي والعمل في الميدان ، فالثورة لا تتكلم عن نفسها ، وإنما منجزاتها هي التى تتحدث عن نفسها.

تجديد الوجوه العقلانية في مجلس الخطاب الثوري ومحاولة الابتعاد عن ما يزيد التوترات المحلية والدولية وانتهاج مبدأ الليبرالية في التجديد السياسي والعقلانية في النهج الثوري والتعبئة الشعبية في المنهج الاجتماعي.

هنا سيتجلى الاعلام النبوي ، فلم تقم الدعوة النبوية بقوة وامكانيات مادية وانما بسلاح الفكرة الاعلامية التى جمعت خيار عقلاء أهل الارض وانتصرت ، وإنما الفكرة سيدة الثورة والموقف دائما ومن أغفلها أغفلته مقومات النصر والقوة والتمكين.

فتح المجال وسماع الرأي ووضعه في الميزان وإن كان من عدو صديق أو عدو عنيد ، ويكون ذلك من خلال دراسة ما يلي:

الخطاب السياسي والاعلامي والديني للنظام العائلي .

الخطاب السياسي والاعلامي لدول الخليج

الخطاب السياسي وخطاب الارهاب للنظم الدولية

ومن ثم فإن ثورتنا لا تحارب مصالح الدول الاقليمية والدولية وإنما تدافع عن مصالح الثورة ومكاسبها ، وكلمتنا سواء ما دامت لا تنتقص من حريتنا وكرامتنا وأمننا واستقرارنا.

فالعدو قد يكون صديقا ، وربما ينقلب الصديق عدوا والحكمة ضالة الثائر إن وعى وفهم وأدرك حاق بغيره وكسب أمره.

توحيد الثورة على قيادة تجيد الخطاب وتبتعد عن العاطفة التى تهيج المشاعر العالمية وتنتهج المصلحة الوطنية وتحقيق الطموحات الثورية.

إن ورقة الارهاب هي الورقة التى لم تحرك المجتمعات الامريكية والمجتمعات العالمية وان الجاليات اليمنية حتى الآن لم تستطع أن تنقل آلام الثورة الى المجتمعات العالمية وهنا مشترك انساني عام في كل مجتمعات العالم في تحقيق الحرية وحماية الحقوق وتطبيق الديمقراطية وهي المبادى العالمية التى سيطرت فيها القوى العظمى تاريخيا فكونوا مع هذه المبادئ الانسانية حتى يتحقق لكم النصرة والتمكين.

إن الاستظهار و واختزال الثورة في شخصيات هي الآفة الكبرى ، وأن الضعفاء الذين في الساحات هم القادة الحقيقين وبهم انتصرت الثورة والنصر حليفكم فكونوا كما اراد من ابتعثكم للقصاص من ظالميكم تكونوا اعدل الناس واقربهم للعفو من الى العقاب.


في السبت 24 سبتمبر-أيلول 2011 09:45:41 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=11704