هند.......
فيصل علي
فيصل علي

في السماء اله ،وفي المدينة شعب اعزل، وفي بعض المواقع المرتفعة جنود ابليس يحصدون الارواح يطلقون النار بلا توقف، ويقصفون احياء مدينتنا الفقيرة بالمدفعية الثقيلة، والكاتيوشا، ومضادات الطيران .. انها تصفية الحسبات يا تعز وثارات قديمة بين الحقيقة والوهم ، وبين الانسانية والهمجية .. سكتنا كثيرا طيلة السنوات الماضية وغالطنا انفسنا باننا لسنا مواطنيين من الدرجة الثانية، وغضضنا الطرف عن كل الاساءات وقلنا نحن االاقدر على تحمل الطيش القادم من مجاهل التاريخ .. طفح الكيل يا تعز اليوم ولم نعد سوى اهدافا متحركة او ثابتة يقصفون منها ماجاء على عدسات نواظير القناصة .. كل الاحياء تقصف بلا بلا انسانية او بقايا ضمير.

كيف نامت ابنتي هند البارحة وهي تسمع هدير الصورايخ تمر بالقرب من راسها الصغير، كنت اخوفها باصوات الكلاب فتنام على كتفي وتداعب انفاسها قلبي..البارحة هند لم تنام ،لان الكلاب لم تسكت، ولان القذائف تبحث عنها وعن اقرانها من اطفال مدينة ينامون على كف عفريت مهمته هي اغتيال الطفولة والبرائة والاحلام الجميلة . يا هند انت لا تعلمين ان بقايا الهمج يكرهونك كثيرا ويمقتون العابك، ويكرهون ضفائرك الصغيرة ، ولا يطيقون غنائك ويخافون من تغاريدك يا لحن الملائكة، ولا يعلمون انك سر المدينة الابقى، وهوائها الانقى ،وصوتها الاشجى، وعنوانها الدائم.

يا هند اطلب منك ان تتركي شراء بسكويت ابو ولد، وحلويات بينجو ،وسندباد وعصير الهناء.. وامل ان تفهميني يا ابنتي انها منتجات تفتقر الى الامانة الصناعية ،ويفتقر منتجوها الى الرجولة والصدق والاخلاص في القول الفعل والتوجه .. صحيح ان راس المال جبان لكنه في مدينتا "ديوث فتال شاذ" لايهمه الا الكسب ولو على ارواح اطفالنا الذين هم اكثر اهل اليمن اصابات بالسرطان لان مصانعه لوثت المدينة، وهاهم وشركائهم يذبحون بالقذائف الحارقة من لم يقتلوه بالسرطان.

شجاعتك يا هند هي من جعلتك تتباعين معي فيلم "افتار" الى الاخير وتفرحين عندما يسقط سيد الاشرار بالضربة العادلة في قلبه ليموت القاتل المافون في الاخير .. معلوم ان مخلقوقات الافتار بشعة وغريبة، الا ان في مدينتا من هو اغر ب منها وهم الصامتون الشامتون بالجرحى والشهداء ، وايضا اصحاب الشريحتين والمعفنين القادمين من مزابل تعز ليصبحوا من اركان العصابة.. يجمعهم الحقد والغل والحسد والسادية ولذلك هم هناك يشجعون على قتل الناس في المدينة التي تبرأء الى الله منهم ومن اقوالهم وفعالهم.

يا الله ان كانت معاصينا وفعالنا القبيحة قد بلغت عنان السماء فرحمتك ابقى واوسع فانظر يا الله الى هند والى كل الفراشات الصغيرة التي تريد ان تحيا كما اردت واصنع بالقتلة ما صنعت بامثالهم، هند في ذمتك يا الله.


في الخميس 06 أكتوبر-تشرين الأول 2011 01:40:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=11846