الحسم الثوري
فيصل علي
فيصل علي

سنتجه اليوم الى الجزء الغامض في الثورة اليمنية.. علنا نكتشف بعض خفايا مثلث برمودا الثورة، انه الحسم الثوري الذي مازال باهتا ولم يقم احد بتفكيكه لحد الان. هو بحسب المراقب البسيط نهاية المطاف لاسقاط صالح ونظامه الاسرى. وهو بالنسبة لصالح الذي ترتعد فرائصة من نهاية مشابهة لنهايات من سبقوه من اصنام القمم العربية فراق دار الرئاسة التي يبصق في جدرانها عندما تراوده حقيقة انه سيسلم الامر في النهاية، ومع ذلك يراه بعيدا ونراه قريبا.

ساسة المعارضة لايخرج تعريفهم للحسم عن اندفاع الجماهير نحو دار الرائاسة واسدال الستار على حكم صالح وعياله، ربما جيش الثورة يكون لديه رايا مغايرا قد يزيد على راي المعارضة فمع اندفاع الجماهير نحو الدار سيسطر جيش الثورة على المواقع العسكرية التي يسطير عليها الحرس العائلي والقاء القبض على القتلة وتقديهمه للعدالة.

نحن بحاجة ماسة الى معرفة ماهية الحسم الثوري حتى يتسنى لنا كثوار معرفة ما سنفعله بالضبط.. فاذا كان ربنا سبحانه وتعالى قد حسم الامر مع بغاة قوم عاد وهم من اجدادنا السابقين في اسبوع وهو الله القادر على كل شيء فان الفترة الزمنية للحسم الثوري تضل مفتوحة ،ولا يجب ان نستعجل فيها لان قدراتنا تضل في حجمها الطبيعي ،مع استمرارنا في ثورتنا حتى ننجز ما نريد. ومع ان الله جل في علاه قد اهلك عاد في حسم متتابع في سبع ليال وثمانية ايام وافناهم، الا ان حسمنا لا ياخذ هذا المعنى بالضبط في مراميه البعيدة لكنه يقترب في معناه العام وذلك بتتابع مراحل التصعيد الثوري حتى الحسم المنشود. واذ نؤكد على سلمية ثورتنا 100% الا اننا نؤكد على ضرورة تحمل جيش الثورة مسئولياته في حماية ودعم واسناد الثوار حتى اكمال المهمة التاريخية لشعبنا في هذه المرحلة.

ويبقى من يعلقون امالا على توقيع مبادرة ام الصبيان بلا منهجية في الحسم وغايتهم القصوى ان يصدق صالح ولو مرة واحدة في حياته وحتى لو وقع فانه سيكذب وسيلتف وسيجد المبررات للنقض حتى بعد التوقيع.

 كل هذا يدعونا للتفكير بكيفية هذا الحسم، وهي بالطبع غير معلومة .. الشباب الثوار في الساحات يريدون تطبيق القانون على كل من قتل رفاقهم الثائرين ويحلمون بصالح معلقا بحبل المشنقة.

ويبقى لنا محاولة معرفة ما هية الحسم عند ثوار السائلة حيث تجمع عيال القديمة "صنعاء" في السائلة رافعين شعار يرحلوا جميعا، ولا يدركون انهم يرفعون شعارا عنصريا بحتا فهم لا يرون لا في صالح ولا في غيره الا انهم قبائل يتصارعون في صنعاء ولذا عليهم ترك صنعاء لاهلها انس الله بحالهم ، فالمظاهرات ازعجتهم والاحزاب نهبت الثورة ويرددون جملا قد رددتها اجهزة صالح وابواقه الاعلامية وردده الفريق الثالث وكل هؤلاء يجمعهم الحنق من الثورة والثوار، ياخذون على الثورة انها ليست كما يردونها وردية او صفراء فاقع لونها تسر اصحاب بحر رق رق الذين اظهروا عنصريتهم في ثورة السائلة مع العلم انهم المستفيدين من الملكية والجمهورية ويريدون لهم الان مكانا حينما علموا بقرب موعد انتصار الثورة . الاخطاء لن تتكرر والتاريخ لن يرحم الخارجين في ثورة السائلة لان قليلا من التراب تساقط من وجه مدينة التراب.. والدماء التي تسيل كل يوم في كل اليمن ليس لهم بها علاقة، فتراب القديمة اهم عندهم من اليمنيين وان اهرقت دمائهم جميعا .

 هذه هي العنصرية بلونها الجديد خرجت من السائلة تريد تغيير مسار الثورة لكن هيهات فقد فات الاوان.. الثورة في طريقها السليم ، والحسم الثوري الذي ننشده لن يتاخر كثيرا فالصفوف الثورية متراصة وساعة الصفر اوشكت ولن تنفع صالح مراوغاته وما ارى الا ان نهايته ستكون كالقذافي او اشد، لانه بكل بساطة تعالى على الناس وظن ان لن يقدر عليه احد.. لكن دعوات المظلومين وكفاح الثوار وارواح الشهداء ستصيبه في مقتل.

لقد تاخر مجلس الامن وتاخرت المبادرة عن تحقيق مطالب اليمنيين فلا مناص من الحسم الثوري الذي سيكون شعبيا عسكريا ابداعيا مميزا لن يكون هناك حلولا وسطية ولن يجد الخبث له منفذا ولا متنفسا، حسم بشروط الثورة لا بشروط الغرف المغلقة والحوارات المعفنة التي لم تاتي بخير .. ويبقى الحسم هو مطلبنا كثوار لا نريد انصاف الحلول ولا انصاف الثورات ،ما نريده هو اقامة العدالة واحقاق الحق ووضع النقط فوق الحروف وشطب نظام صالح الى الابد.


في الأربعاء 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:12:13 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mirror1.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mirror1.marebpress.net/articles.php?id=12243